عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم.. وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات, ولذلك فإن الحل السليم فى التعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم.

ولذلك فإنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية.. ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم.. ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك: (إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم يدمرون حضارتنا).

ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية. «برناند لويس».

ونقطة ومن أول السطر.

كثيراً ما يسألنى البعض سؤالاً بات قديماً تقليدياً, يعقبه غالباً وبعد الإجابة بالإيجاب سؤال آخر لعله حديث بعض الشىء!, ولعل منكم من تعرض أيضاً لمثل هذه الأسئلة, ألا وهما: هل هناك بالفعل مؤامرة غربية تحاك على الشرق الأوسط والوطن العربى تحديدا؟ -وبعد الإجابة بنعم- وهل تراجعت أهمية الشرق الأوسط فى الآونة الأخيرة بالنسبة للغرب؟ ومن ثم وبلغة أسهل هل سيتركه الغرب فى حاله؟ وتأتى إجابتى هنا قطعا بالنفى!

فمن خلال قراءاتى وتحليلى للأوضاع.. أرى من وجهة نظرى أن الشرق الأوسط مستهدف، والوطن العربى تحديداً, هذا دون أدنى شك, وتتعدد وتتنوع الأسباب ما بين جيوسياسية, جيواقتصادية, جيواستراتيجية، وأمنية.. وتلك الأسباب ليست بمعزل عن بعضها البعض, بل إنها متداخلة ومترابطة، ويؤثر كل منها فى الآخر ويتأثر به. ففى كل مرحلة من مراحل تطور النظام الدولى توجد مناطق مركزية أو محورية، وأهميتها تحددها عوامل تتصل بسمات المنطقة ومصالح الدول الكبرى وتفاعلاتها فيما بينها، ومن ثم فإنه لا توجد أهمية مطلقة (لمنطقة ما) أو خارج سياقها التاريخى.

أما عن رؤيتى فى نفى فكرة تراجع اهتمام الغرب بالشرق الأوسط, فمردودها إلى عدة أسباب تتعلق ببنية النظام الدولى الحالية, فالنظام الدولى فى الحقبة الأخيرة وتحديداً منذ 2005 م بات يعانى حالة من الاضطراب، الارتباك، الالتباس وعدم القدرة على مواجهة الأزمات الدولية, ذلك النظام الوحيد القطب من الناحية العسكرية, ومتعدد الأقطاب من الناحيتين الاقتصادية والتكنولوجية. والذى يمكن أن نوجز أهم ملامحه الحالية فى الآتى: تنوع عناصر القوة وانتشارها فى أكثر من دولة. وأيضاً وجود نماذج عديدة لدول غير مستقرة سياسياً ولا اجتماعياً ولا اقتصادياً, ينتشر فيها العنف والمآسى الإنسانية. بالإضافة كذلك إلى بروز أنماط من المنافسة بين قوى محافظة متمثلة فى دول، مثل (أمريكا والاتحاد الأوروبى واليابان)، وأخرى تدعو للتغيير من جوهر وثوابت هذا النظام وتتمثل فى دول مثل (روسيا والصين وشرق آسيا).

وبعد استعراض هذه الملامح وبعد تمعن النظر على أرض الواقع, يمكننا القول ونحن مطمئنون تماماً لذلك، بأن هناك تراجع، بل تراجعاً كبيراً لدور ومصداقية الولايات المتحدة الأمريكية كدولة كبرى فى النظام العالمى، وعلى الجانب الآخر هناك قوى أخرى صاعدة, وما بين هذه وتلك هناك ازدياد فى دور القوى الإقليمية كـ (إيران وتركيا) لملء الفراغ الذى أوجدته حالة عجز الغرب عن إدارة الأمور بشكل إيجابى وفعال، وكل ذلك بالطبع يؤثر فى الشرق الأوسط, ويؤثر فيه الشرق الوسط بالطبع.

ومما يدعم وجهة نظرنا أيضا فى استمرار أهمية وجود أو صعود الشرق الأوسط فى السياسات الخارجية للغرب: التزام أمريكا والغرب بحماية أمن إسرائيل والحفاظ عليه (ونعلم جميعا مدى تأثير الأخيرة فى دائرة صنع السياسات والقرارات فى الولايات المتحدة). وأيضاً مسألة اللاجئين (وبخاصة اللاجئون السوريون, وما تشكله من أزمة بالنسبة للدول الأوروبية بسبب تزايد أعدادهم, حيث تشير بعض التقارير إلى وصول تلك الأعداد لحوالى 11 مليون شخص ما بين لاجئ ونازح). ويمكننا أيضاً أن نضيف أن منطقة الشرق الأوسط منطقة متعددة الصراعات متكدسة السلاح (الأمر الذى يقلق الغرب حيث يشير التقرير السنوى لـ«معهد سيبرى» أن مشتريات المنطقة من السلاح بلغت حوالى 32% من حجم مبيعات الأسلحة الأمريكية و20% بالنسبة لألمانيا وفرنسا و10% لروسيا)، ولا يجب أن نغفل أخيراً أهمية عامل النفط (وذلك على الرغم الآن من اكتفاء أمريكا الذاتى إلا أن هذا الاكتفاء سينتهى فى الأجل القريب بعد خمس سنوات على الأكثر، وذلك لأسباب متعددة, ولكن لا يتسع المجال ولا المساحة لسردها الآن).

وبعد ما كل ما تقدم يمكننا أن نستنتج أن منطقة الشرق الأوسط هى منطقة استراتيجية حيوية بالنسبة للغرب (كانت ومازالت) ومردود اهتمام الغرب بها مرتبط بحجم مصالحه وبتحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية واللوجستية. وبخلاف تحقيق المكاسب وعلى الناحية الأخرى فالاهتمام أيضاً يتزايد لأسباب أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت مصدر للأفكار والتنظيمات والأعمال الإرهابية (وأحياناً ينقلب السحر على الساحر )، وأصبح يهدد الدول الكبرى فى عقر دارها. 

وأعتقد وقبل أن أختم مقالى, أنه اتضح لكم الآن قرائى الكرام لماذا أردت الاستهلال بهذا التصريح الحقير والوقح للمستشرق البريطانى اليهودى الأشكينازى (أو كما يطلق عليه رأس الأفعى)، وهو مختص فى الدراسات الشرقية الإفريقية بلندن، وصاحب أقدم مخطط مكتوب لتقسيم الشرق الأوسط إلى 30 دويلة مذهبية واثنية.

وأكثر من ذلك فى وثيقته التى أصدرها عام 1980 م وأقرها الكونجرس الأمريكى عام 1983م.

وعلى طريقة هذا «البرناند».. أتساءل: هل سندعهم يدمرون ما تبقى من حضارتنا!