رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بعد أن استمعت وإياكم، إلي خطاب سيادة الرئيس السيسي، الذي أذيع قبل سفره إلي اليابان، فكان واضحا عليه الإرهاق الشديد والغضب الدفين. وأيا كانت الأسباب وراء ذلك، سواء نتيجة المشاكل الخارجية، أم المشاكل الداخلية، أم الاثنين معا. فقد وجدت من الإنصاف أن أوضح في مقالي هذا، بعض الحقائق التي ربما تكون غائبة عن السادة القُراء.

أولي هذه الحقائق، التي يجب ألا تغيب عنك، عزيزي القارئ، أن سيادة الرئيس السيسي لا شأن له علي الإطلاق بكم أو حجم المشاكل التي تعاني منها مصر في الداخلية والخارجية، فذلك كله نتيجة تراكمات عهود سابقة، تزايدت العام بعد العام. وحين هل علي مصر كابوس إخوان الشياطين، لم يرتض الله سبحانه وتعالي الأضرار بمصر وجرها إلي مستنقع الفوضى والتقسيم، فأوعز الله الي سيادة الرئيس العمل علي انتشال مصر قبل سقوطها في الهاوية. وبالفعل استطاع الرئيس - بمساعدة الشعب المصري - أن يخرج بمصر من الهوة التي كان مخططا لها الوقوع فيها، وبفضل الله سبحانه وتعالي - قبل كل شيء - تمكن الرئيس من اعادة مصر الي طريق البناء من جديد، وأخذ سيادته علي عاتقه إصلاح أوزار السنين الماضية، فضلا عن محاربة الإرهاب في داخل البلاد وخارجها.

لقد بدأت مصر في الانهيار منذ عهد عبد الناصر، نتيجة إقحامنا في حروب وثورات خارجية لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل، بالإضافة الي الحروب الداخلية بدأ من عدوان 1956، ونهاية بكارثة 1967. مصر في الماضي كانت دولة غنية وقوية ودائنة لأغلب دول أوروبا، ولكن الحروب التي أقحمنا فيها «عبدالناصر» أنهكتنا وأفلستنا - خاصة كارثة حرب 1967 - ثم جاء عهد الرئيس البطل أنور السادات، الذي اضطر إلي التركيز علي استرداد الأرض التي اغتصبتها إسرائيل في مذبحة 1967، ونتيجة ذلك استدانت مصر من العديد من الدول، حتي أرهقت الخزانة المصرية إرهاقا كبيرا، إلا أن ذلك كله هان في سبيل استرداد مصر أرضها المغتصبة في حرب الكرامة والعزة عام 1973. فكان الرئيس السادات وبحق بطلا للحرب والسلام.

وحينما جاء عهد الرئيس حسني مبارك، كان همه الأول الاستمرار في حكم البلاد - دونما نظر الي مستقبل الوطن - فظل يستدين طوال فترة حكمه التي امتدت ثلاثين عاما، حتي تزايدت الديون وتهالكت المرافق واضمحلت الخدمات. ثم جاءت ثورة 25 يناير 2011 واتبعتها ثورة 30 يونية 2013، التي أنقذت مصر من هلاك كان مرسوما ومخططا لها بمعرفة التحالف الغربي. ومنذ ذلك التاريخ أخذ الرئيس السيسي علي عاتقه مسئولية إنقاذ مصر، فبدأ في إصلاح وترميم ما تم تخريبه وتدميره خلال العهود الماضية، كما وقف بكل شدة وقوة ضد الإرهاب، فكانت هناك يد تبني ويد أخري تحارب.

لقد استطاع سيادة الرئيس السيسي، خلال فترة وجيزة لا تتعدي العامين - هي مدة حكمه - من إصلاح مشكلة الكهرباء التي كنا نعاني منها، وحفر قناة السويس الجديدة، كما بدأ في استصلاح مليون ونصف المليون فدان، وبناء العديد من الطرق والمطارات، هذا فضلا عن مواجهة الإرهاب الذي ابتلينا به. إصلاح المرافق وإقامة المساكن وسداد الديون التي وصلت الي اثنين تريليون جنيه (ألفي مليار) كل هذا من الممكن تداركه بشيء من الجهد والعرق، وإنما الأهم من ذلك كله استعادة القيم والأخلاق للإنسان المصري من شبه الانهيار الذي وصلت اليه، فهذه وحدها كفيلة بهدم كل ما يتم انجازه. ورحم الله الشاعر العظيم أحمد شوقي حين قال:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

أعود فأقول: كان الله في عون الرئيس السيسي، مواجهات وحروب داخلية وأخري خارجية، وإصلاحات في الداخل، وإنشاء علاقات خارجية. كل هذا العبء يتحمله الرئيس وحده، ورغم ذلك بعض من ضعاف النفوس لا يعجبهم العجب، ويكيلون الانتقادات للتقليل مما يبذل من أجل النهوض بمصر وشعبها. الرئيس السيسي كان أمله كبيرا في أن يقف الشعب كله معه يكد ويكدح ليبنوا معا ما تم تخريبه في الماضي، ولكن - مع الأسف الشديد - هناك من يتكاسل ويتخاذل ويقف في صفوف المتفرجين. كان الله في عون الرئيس..... وتحيا مصر.