زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليابان تمثل أهمية خاصة لمصر حيث تمثل اليابان احد اهم النمور الاسيوية وثالث أكبر دولة اقتصاديا من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعد الولايات المتحدة والصين ورابع أكبر دولة اقتصاديا من ناحية تعادل القدرة الشرائية بعد الولايات المتحدة والصين والهند ويمثل قطاع صناعة الخدمات ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي ولليابان قوة صناعية هائلة وهي موطن لمنتجي أكثر الآلات تطورا كالسيارات والإلكترونية وآلات التشغيل والحديد والفلزات اللاحديدية والسفن والمواد الكيميائية ومصنعات الغذاء وللصيد في اليابان حيزًا قدره ثلاثة عشر بالمئة من الأراضي كما تمثل اليابان قرابة خمسة عشر من الحصة العالمية للأسماك مما يضعها في المرتبة الثانية بعد الصين .
والعلاقات المصرية اليابانية لها ببعد تاريخي حيث بدأت في عام 1862م حين أرسلت بعثة الساموراي إلى مصر للتعرف على تجربتها التحديثية وخلال تلك الحقبة تعلم اليابانيون من مصر تجربتها في تعريب الطب الغربي وتنظيم السكك الحديدية، والنظام القانوني المتمثل في المحاكم واليابان اعترفت باستقلال مصر في عام 1922م وفي عام 1926م تم افتتاح قنصليتها العامة في الإسكندرية وفي عام 1939م افتتاح مفوضية في مصر وفي عام 1953م فتحت مصر مفوضية في طوكيو وفي عام 19454م رفعت اليابان تمثيلها الدبلوماسي في مصر من مفوضية الي سفارة .
وقد شهدت العلاقات المصرية اليابانية تطورا كبير بعد زيارة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الي اليابان في عام 1983م وقد مثلت زيارة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الثانية لليابان في عام 1995م أهمية خاصة حيث أرست دعائم مرحلة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية وكان من نتائج زيارة رئيس الوزراء السيد توميئتشى موراياما لمصر في سبتمبر 1995 توقيع اتفاقية لترسيخ التعاون بين مصر واليابان من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط .
وقد جاءت زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبى في العام الماضي الي مصر لتمثل خطوة مهمة من الناحية السياسية والاقتصادية لتعزيز العلاقات بين بلدين تمثل كل منهما أهمية خاصة من الناحية السياسية والاقتصادية حيت تمثل مصر قلب افريقيا والوطن العربي من الناحية السياسية والمكان المتميز للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وتمثل اليابان القوة الاقتصادية والامكانيات الهائلة من الناحية التكنولوجية وهي معطيات تؤهل الدولتين لتعاون مثمر يصب في مصلحتهم علي المدي القريب والبعيد .
وقد ادرك الرئيس عبد الفتاح السيسي مبكرا أهمية الاتجاه شرقا نحو اسيا فكانت زيارته السابقة الي الصين والعديد من الدول الاسيوية والحالية الي كازاخستان واليابان ليدشن مرحلة جديدة من التعاون المصري العربي الافريقي مع النمور الاقتصادية الاسيوية وهو اتجاه له ابعاد استراتيجية من الناحية السياسية والاقتصادية بعد اعتماد مصر لعقود طويلة علي علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية فقط .
ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية عمل بكل جهدة علي خلق نوع من التوازن في علاقات مصر مع جميع الدول بدءا من الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبا والدول الاسيوية يعتمد علي وزن وثقل مصر السياسي ومنذ اللحظة الاولي ارسل الرئيس السيسي رسائل من خلال خطاباته وتحركاته بان مصر الجديدة تحكمها علاقة شراكة بجميع الدول وليس علاقة تبعيه كما كان يحدث في الماضي وقد تزامن ذلك مع بناء الرئيس للاقتصاد للاقتصاد المصري من خلال المشروعات العملاقة واموال المصريين في تمويل المشروعات حتي لا تكون مصر خاضعة لأي احد في قرارها السياسي او الاقتصادي .
ويجب ان يدرك المواطن المصري ان زيارة الرئيس الحالية لليابان ستمثل دفعة اقتصادية كبيرة للدولتين من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة في مجال الطاقة والكهرباء منها توقيع مذكرة تفاهم مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجا وات بتكلفة 25 مليون دولار كما سيتم توقيع 4 مذكرات تفاهم أخرى لإنشاء 4 محطات توليد كهرباء من الفحم بقدرة 2000 ميجا وات بإجمالي قدرات 8 آلاف ميجا وات بتكلفة 8 مليارات دولار ومذكرة تفاهم مع شركة يابانية في مجال توريد الفحم لهذه المحطات .
وتوقيع مذكرة تفاهم مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جيكا فى مجال توزيع الكهرباء لرفع كفاءة استخدام الطاقة بمصر علاوة على منحة 200 ألف عداد ذكى لكل شركة توزيع كهرباء بإجمالي مليون و800 ألف عداد ذكى ومذكرة تفاهم لإنشاء محطة بخارية بقدرة 1300 ميجا وات بمحافظة قنا لحل مشاكل الصعيد من انقطاع التيار بشكل مستمر نتيجة بعد محطات التوليد عنهم بتكلفة مليار و300 مليون جنيه .
أخيرا ... زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية لليابان بداية حقيقة لشراكة سياسية واقتصادية في العديد من المجالات المختلفة بين البلدين والقاء الرئيس السيسي خطاب امام البرلمان الياباني يؤكد ادراك اليابان للثقل السياسي للرئيس السيسي في افريقيا والمنطقة العربية والشرق الأوسط .