رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

مع بداية هذا الأسبوع، قرأنا عن الطائرات الامريكية التي تضرب داعش في ليبيا. ومن قبل كنا نقرأ عن الغارات الأمريكية علي داعش في العراق وسوريا.. الغريب في الأمر، أن تلك الغارات الامريكية وحدها – دون غارات التحالف الغربي – كانت دائما وأبدا، تعلن عن عدد القتلى والجرحى في صفوف هذا التنظيم الارهابي، الذين راحوا ضحية تلك الضربات. وكأن الطائرات الأمريكية تقتل وفي نفس الوقت تحصي عدد القتلى والمصابين.

ما جعلني أسارع بكتابة هذا المقال.. أن داعش - كما هو معروف للكافة -  صنيعة أمريكية متفق عليها مع التحالف الغربي. وبالتالي، لا يمكن ان يقضوا عليه أو يقتلوا افراده المتواجدين في منطقة الشرق الأوسط، ولكن - في ذلك الوقت – فإنهم يريدون أن يقولوا للعالم، ان طائرات التحالف الغربي تضرب داعش في العراق وسوريا، في حين أنها - في حقيقة الأمر - تلقي عليهم السلاح والذخيرة والمؤن التي يحتاجونها. ومن هنا، كان تنظيم داعش تتزايد سيطرته كل يوم وآخر علي مناطق وبلدان العراق وسوريا، حتي وصلت خطورته إلي حد كبير، الأمر الذي دعا بشار الأسد الي اللجوء لروسيا لوقف هذا التكاثر والتزايد.

في بداية هذا الأسبوع، بدأنا نقرأ عن إعداد القتلى والمصابين التي طالتهم الغارات الأمريكية في ليبيا، تماما كما كان يحدث من قبل في العراق وسوريا. والسؤال الآن، لماذا ضربات طائرات الأمريكية تحديدا هي التي يعلن في اعقابها عن عدد القتلى والجرحى؟ وكأن علي رؤوسهم الطير، ويريدون أن يقولوا للعالم، ها نحن نقتل داعش. في حين ان العالم كله يعلم جيدا، أن هذا التنظيم الارهابي ما هو إلا صنيعة أمريكية اوجدوه وزرعوه في منطقة الشرق الأوسط لإشاعة الفوضى والخراب والدمار فيها، تمهيدا لتقسيمها وتفتيتها، لكي تصبح لقمة سائغة في فم اسرائيل تلتهمها الواحدة تلو الأخرى.

كلما قرأت أن أمريكا بدأت في ضرب ليبيا، اقول بيني وبين نفسي – استر يا رب – هذه الضربات في الحقيقة، ما هي الا مساعدات لفلول داعش في ليبيا، تمهيدا لتمركزهم وانتشارهم هناك، أملا في الوصول إلي مصر وباقي دول المنطقة التي لم يصلها الخراب والدمار، تماما كما حدث في العراق وسوريا، الي ان استعان الرئيس السوري بشار الأسد بروسيا، التي استطاعت ان تلحق بهذا التنظيم الارهابي خسائر فادحة، مما جعله يفر من الاراضي السورية والعراقية قاصدا ليبيا، في محاولة للتمركز والانتشار في باقي دول شمال افريقيا.

الغريب في الأمر، أنه مع التدخل الروسي في سوريا والضربات القاسمة التي أنزلتها علي داعش هناك، بدأ صراخ وعويل دول التحالف الغربي مطالبين روسيا بوقف ضرباتها الجوية والصاروخية علي داعش في سوريا والعراق، مدعين كذبا وافتراء ان روسيا كانت تضرب المعارضة السورية حماية لبشار الأسد، في حين أن نزوح داعش الي ليبيا في اعقاب تلك الضربات الروسية، هو خير دليل علي أن الذي كان مقصودا بالضرب في سوريا هو تنظيم داعش الارهابي، وليست المعارضة السورية كما تدعي دول التحالف الغربي.

أعود فأقول.. كلما قرأت او سمعت عن الضربات الأمريكية علي داعش في ليبيا، يزداد قلقي من احتمال تسلل هذا التنظيم الارهابي إلي مصرنا العزيزة وباقي دول شمال افريقيا. تماما كما حدث من قبل في سوريا والعراق، فكلما تزايدت الضربات الأمريكية هناك، يزداد معها هذا التنظيم الارهابي توغلا وتوحشا في العديد من المناطق هناك.

حمي الله مصر، وجنب شعبها كيد الحاقدين، وتحيا مصر.