رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

فى مذكرات نجيب محفوظ الشخصية.. التى نقلت جزءاً منها فى الأسبوع الماضى.. وهو الجزء الخاص باعتراض نجيب محفوظ على معاملة الثورة السيئة لمصطفى النحاس وزوجته... وكيف اتضح أن محفوظ وفدى حتى النخاع... لقد دافع عن النحاس ما لم يفعله أى وفدى آخر... وكان «محفوظ» يرى أن الثورة كانت تخشى من شعبية الوفد والنحاس بالذات... لذا أرادت الثورة أن الصراع على السلطة لن يكون سوى بين الثورة والوفد... لذلك رأت الثورة ألا تستعين بأى وفدى ـ رغم كفاءة الكثيرين ـ واستعانت بفلول أحزاب ليس لها شعبية وأيضاً لم يحققوا أى نجاح خلال توليهم السلطة... بل وصل الأمر أن الثورة استعانت ببعض رجال الإخوان المسلمين!!! ولم تستعن بأى قامة وفدية لها تاريخ وعلم وشعبية... حتى هؤلاء الذين انشقوا عن الوفد مثل مكرم عبيد والهلالى وغيرهما خافت الثورة من ضمهم لصفوفها حتى لا يسحبوا من الثورة جزءاً ولو بسيطاً من الشعبية... كان الوفد عقدة الثورة فى بدايتها.

حتى بعد وفاة مصطفى النحاس بعد قيام الثورة بفترة طويلة... علق جمال عبدالناصر على ضخامة الجنازة رغم ما تعرضت له الجنازة من هجوم بوليسى من كل جانب... حتى وصل هجوم البوليس الى قرب فؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج ومحمد صلاح الدين وغيرهم ولولا وجود سكرتارية فؤاد باشا لحدث ما لا يحمد عقباه... رغم كل ذلك كانت الجنازة المهيبة تردد نداء «اشكى الظلم لسعد»... لذلك قال عبدالناصر معلقاً على الجنازة.

ـ يبدو أننا لم نقم بثورة!!!

«...»

«...»

أعود فأقول إن مذكرات نجيب محفوظ الشخصية ذكرتنى بحكاية حضرتها بنفسى عام 1945 حينما كنت فى سنة أولى ثانوى فى مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية حينما كان الناظر الدكتور محمد بك رياض... كان ناظر المدرسة الثانوية برتبة «بك» لأنه حصل على دكتوراه فى الجامعة فى «فن الإدارة»!!!

كانت الحرب العالمية الثانية تلفظ أنفاسها الأخيرة، لذا كانت غارات الألمان ضد معسكرات الجيش الإنجليزى بالعباسية على أشدها وكان أكبر معسكر اسمه «الأورنس» كان قريباً جداً من منزلنا فى شارع فهمى بالعباسية، لذا كانت الهجرة الى بلدتنا الشهداء بالمنوفية... وكان مصطفى النحاس له قرية أخرى بجوارنا مباشرة اسمها «كفر عشما» سادتها هما حسين شعير وحسن شعير عضوا مجلس النواب زمان وهما أخوال زوجة النحاس... زينب الوكيل... وعام 1945 كان لازال والنحاس رئيساً للوزراء حدث أن تقدم الشيخ احمد ابوالفتوح أول أستاذ للشريعة الإسلامية فى مدرسة الحقوق العليا ـ قبل جامعة فؤاد الأول ـ تقدم بطلب لوزارة الشئون البلدية لتحويل الشهداء الى مركز نظراً لكثرة القرى فى المنطقة... حتى اضطرت الوزارة أن تفتح نقطة بوليس فى الشهداء.

فى نفس الوقت تقدم حسين بك شعير بطلب تحويل كفر عشما الى مركز!!!! استدعى النحاس باشا رئيس الوزراء إبراهيم فرج وزير الشئون البلدية والقروية وقال لهم:

ـ سافر الى المنطقة وبميزان العدل وحده أصدر قرارين... لا امتياز لأى واحد... والاثنان لهما ارتباط قوى بى وبالوفد عموماً... واحد خال  زوجتى والثانى والد صاحب جريدة «المصرى» الوفدية وتربطنى بهما علاقة نسب... فلا امتياز لأحدهما دون الآخر... وأيضاً قبل كل شىء ممكن أن تسأل إذا كانت قرية ثالثة تريد أن تتحول إلى مركز... أوصيك بميزان العدل وهو معصوب العينين لا يرى ما أمامه بل يحكم بضميره!!!

جمع إبراهيم فرج صاحبى الطلبين أبوالفتح وشعير وسألهما... من يستطيع أن يبنى مستشفى ومدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية ـ لم يكن نظام الإعدادى قد ابتدأ ـ مبنى يصلح مركزاً للبوليس... قال «أبوالفتح» إنه مستعد لبناء كل المطلوب... قام حسين شعير وعانق أبوالفتح وقبله وقال له ـ مبروك عليك... أخلاق زمان.