رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حينما أطالع الصحف، أقرأ تارة عن الدول التي تدخلت عسكريا، وتارة أخري عن الدول التي تريد أن تتدخل عسكريا، في الصراع السوري الدائر ما بين نظام الأسد والمعارضة السورية من ناحية، ومن ناحية أخري مع تنظيم الدولة المعروف «داعش»، ثم أجد نفسي ضاربا كفا بكف تعجبا وآسفا، علي ما وصل إليه الحال في سوريا من دمار وخراب يصعب جدا تداركه مستقبلا.

الذي أتعجب له، أننا أصبحنا لا ندري تحديدا من يضرب من؟ روسيا تقول إنها تضرب «داعش»، وأمريكا وحلفاؤها يدعون أن روسيا تضرب المعارضة السورية. ومن جانب آخر، فإن تركيا رغم أنها عضو في حلف الناتو الغربي، إلا أنها تضرب أكراد سوريا، بل وترسل المساعدات العسكرية الي تنظيم «داعش». كيف يتأتى أن تساعد تركيا «داعش»، في الوقت الذي يضرب فيه التحالف الغربي «داعش»؟ فإذا أضفنا الي ذلك، تلويح الجانب الإيراني - بين الحين والآخر – عن الاستعداد للتدخل عسكريا في سوريا، ومن ناحية أخري إعلان السعودية والإمارات عن رغبتهما في التدخل عسكريا أيضا في سوريا. كل هذا يجعلني أتساءل: من يضرب من؟

وبنظرة فاحصة للصراع السوري، نجد أن بشار الأسد علوي شيعي، وهناك مساعدات عسكرية تأتي إليه من جانب حزب الله اللبناني وكذا من إيران وهما أيضا تابعان للمذهب الشيعي. هذا التكتل الشيعي يحارب المعارضة السورية من ناحية، وتنظيم الدولة المسمى «داعش» من ناحية أخري. وفي المقابل، فإن السعودية والإمارات ذواتا المذهب السني، تقفان الي جانب النظام التركي وهو أيضا تابع للمذهب السني ضد نظام الأسد وإيران. وعلي الجانب الآخر، فإن التحالف الغربي بزعامة أمريكا يحارب لصالح المعارضة السورية ضد «داعش» وبشار، أما روسيا فتحارب لصالح بشار الأسد.

البادي أن الحرب السورية أصبحت حربا طائفية، في المقام الأول بين الشيعة والسنة، تماما كما يحدث في اليمن، فإن الحوثيين شيعة ورئيس اليمن عبد ربه منصور هادي سني، والسعودية والتحالف العربي يحاربون جميعا ضد الحوثيين. من هنا، فإن الواقع يقول إن الحرب في سوريا وكذا الحرب في اليمن، هي حرب طائفية في المقام الأول بين الشيعة من ناحية والسنة من الناحية الأخرى، ومع الأسف الشديد فكلا الجانبين، سواء كانوا من الشيعة أو من السنة، فإنهم أولا وأخيرا مسلمون.

اللغز الذي يحيرني، هو تدخل تركيا عسكريا في سوريا، فهل تريد تركيا أن تغزو سوريا وتضمها إليها؟ بالطبع لن يقبل التحالف الغربي بذلك، لأن التحالف الغربي قد وضع مخططه علي أساس أن تكون سوريا مقسمة بحيث يسهل علي إسرائيل مستقبلا التهامها قطعة تلو الأخرى. إذن، لصالح من تدخلت تركيا عسكريا في سوريا؟ وبمعني آخر هل تركيا ستقف ضد التحالف الغربي بزعامة أمريكا؟ ثم ما الدور الذي تقوم به روسيا، هل هي فعلا تحارب الي جانب بشار الأسد؟ هذه الأمور كلها تجعلني في حيرة من أمر سوريا، وما الذي سينتهي اليه الحال هناك.

بصراحة... موضوع سوريا والتدخل العسكري هناك أمر محير للغاية، ومع ذلك فإن الواقع يقول، إن سوريا الآن أصبحت حطاما يصعب جدا إعادة بنائه مرة أخري. التحالف الغربي ومعه تركيا وإسرائيل كلهم يهدفون إلي تقسيم وتفتيت سوريا كما هو مخطط لباقي دول الشرق الأوسط. وبالتالي، هل روسيا أو أي من الدول الداعمة لنظام الأسد لديها النية في إعادة بناء سوريا مرة أخري؟ لا أعتقد ذلك.

أحمد الله عز وجل أن جنب مصرنا العزيزة مصير سوريا واليمن وليبيا، أحمده علي نعمة الاستقرار والعمل علي بناء مستقبل زاهر بإذن الله. ولكن، الكارثة الآن أننا - كعرب مسلمين – نقف نتفرج ونتحسر علي ما يحدث في بعض الدول العربية والإسلامية. إنه حقا أمر محير، تدخل كل هذه الدول في منطقتنا، سواء كانوا من العرب أم من الشرق أو الغرب، فالكل له مطامع يحاول أن يصل اليها.

حفظ الله مصر وجنبها شرور الكارهين والحاقدين ... وتحيا مصر.