رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا شك ان زيارة وزير الخارجية المصري الي أمريكا - في الايام القليلة الماضية - لها اهمية كبري، خاصة في الظروف المحيطة بمنطقتنا العربية.

مع بداية هذا الاسبوع توجه سامح شكري وزير الخارجية المصري الي امريكا، لمقابلة وزير خارجيتها جون كيري لإجراء مباحثات خاصة بين البلدين، كما تم علي هامش تلك الزيارة مقابلات واتصالات اخري برجال المخابرات الامريكية، وكذا مع بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي. ومن المؤكد ان تكون تلك المباحثات قد تناولت الوضع في منطقة الشرق الاوسط - عامة - وليبيا بصفة خاصة، نظرا لتوغل تنظيم داعش هناك، واحتمال نقل تمركزه من سوريا إلي ليبيا.

وتأتي اهمية هذه الزيارة، في انها جاءت بعد تشكيل البرلمان المصري الجديد، الذي كان حجة امريكا في منع المساعدات العسكرية والمدنية لمصر، اما وقد شكل البرلمان الجديد، واكتملت به خريطة مصر للمستقبل، فهل يا تري ستكون هناك حجة اخري، لمنع المساعدات عن مصر؟ وهل ستقف امريكا الي جانب مصر لدرء الخطر الذي يهددها نتيجة توغل داعش في ليبيا؟ من المؤكد، ان كل هذه الامور كانت علي أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لأمريكا، ولا شك انه قد تناولها في مباحثاته، بالإضافة الي بعض المسائل الأخرى التي تهم البلدين.

فمن المعروف ان وزير الخارجية سامح شكري في زيارته لواشنطن، قد أجري لقاءات هامة مع وزير خارجية أمريكا، كما أجري لقاءات اخري برؤساء وأعضاء لجان الاستخبارات والخدمات العسكرية والاعتمادات بمجلسي النواب والشيوخ، وكذا مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ولفيف من أعضاء الكونجرس، كما اجري بعض اللقاءات والندوات مع من رجال الصحافة والاعلام هناك، وقد تطرق في كل هذه اللقاءات الي ضرورة عودة العلاقات المصرية الامريكية الي طبيعتها، بالإضافة الي المخاطر المترتبة علي توغل داعش في ليبيا، لاسيما تهديد الحدود المصرية الليبية.

اما عن المشكلة الليبية.. فمن المعروف ان ليبيا لها اهمية كبري بالنسبة للدول الأوروبية - خاصة ايطاليا وفرنسا واسبانيا، نظرا لعلاقاتهم القوية مع ليبيا، وتحديدا فيما يخص البترول الليبي، فضلا عما هو معروف من أن ليبيا كانت مستعمرة ايطالية، ومازالت بينها وبين ليبيا علاقات قوية. وبالتالي، فإن توغل داعش في ليبيا، سيضر بمصالح تلك الدول. هذا بالإضافة الي الخطورة الناشئة عن قرب السواحل الليبية من هذه الدول، مما قد يسهل تسلل بعض العناصر الارهابية الي هناك، فضلا عن نزوح المهاجرين عبر تلك السواحل الي أوروبا.

من هنا.. يأتي السؤال، عن موقف الحكومة الأمريكية من توغل تنظيم داعش الارهابي في ليبيا، وهل ستترك امريكا حلفاؤها في أوروبا وحدهم في مواجهة هذا التنظيم الارهابي؟ حتي الآن، لم تفصح أمريكا عن موقفها الحقيقي من التدخل العسكري في ليبيا، فجميع التصريحات التي خرجت عن الادارة الامريكية متضاربة - تارة – تؤكد علي ضرورة توجيه بعض الضربات العسكرية في ليبيا، وتارة اخري تؤكد علي رفض اي تدخل عسكري هناك.

هذا الموقف المتخبط من الادارة الامريكية يجعلني اشك في نية الادارة الامريكية في القضاء علي داعش في ليبيا، ومن ثم فإني اعتقد ان أمريكا - في الوقت الراهن – لن توجه اي ضربات عسكرية ضد داعش في ليبيا، الا بالقدر الذي يحد من خطورة هذا التنظيم علي مصالحها ومصالح حلفائها في أوروبا، بحيث يظل تهديد هذا التنظيم علي مصر قائما، أما عن عودة العلاقات المصرية الامريكية لطبيعتها بين البلدين، فهذا الامر سوف يتوقف الي حد كبير علي حجم التدخل الروسي والصيني في المنطقة العربية.

حفظ الله مصر وجنبها شرور الكارهين والحاقدين.. وتحيا مصر.