رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

مر يوم 4 فبراير... ولم ينس الناصريون مهاجمة مصطفي النحاس ولم أقرأ أي رد علي هذا الهجوم الظالم... لقد كان يوم 4 فبراير مفخرة للوفد ولمصطفي النحاس شخصيا ولكن مسلسل الهجوم الذي مع الأسف كان للصحافة القومية الجزء الأكبر منه...

 ولعل سبب تشويه هذا اليوم هو انه عاصر مولد مجلة «أخبار اليوم» ولا أقول  الجريدة... كان مصطفي أمين قد بدأ حياته الصحفية... بل حياته العادية وهو يكن كل الكره والبغض لمصطفي النحاس شخصياً امتدادا لكره وبغض صفية هانم زغلول للنحاس.... الذي انتزع رئاسة الوفد وزعامة الأمة من سعد زغلول وكان هناك ـ في نظر صفية هانم ـ من هو أحق منه!!! ثم كان اختيار النحاس خليفة لسعد سببا في الانقسامات التي حدثت للوفد وأهمها خروج أحمد ماهر والنقراشي وتشكيل حزب «السعديين» نسبة لسعد زغلول باعتبار أنهم مازالوا يؤمنون بزعامة سعد ومبادئ سعد..

المهم أن مصطفي أمين كان يكره مصطفي النحاس فاستطاع  بسلسلة مقالاته التي بدأ بها حياته الصحفية تحت عنوان ثابت هو «كيف ساءت العلاقات  بين السراي والوفد»... وكانت حكاية 4 فبراير خير وسيلة لمهاجمة النحاس... لأن  «ظاهر» الحكاية يسيء لمصر وللملك وامتهان لكرامة المصريين.... ظاهر الحكاية أن السفير البريطاني أرغم الملك علي اطاعة أوامره وإلا قام  بخلعه... بل كان مع السفير خطاب التنازل عن العرش لموقع الملك إذا لم يصدر  مرسوما ملكياً في نفس اللحظة بتكليف النحاس بتشكيل الوزارة في نفس الوقت كانت الدبابات الانجليزية تحيط بالقصر.

«...»

المنظر العام الخارجي يعطي فرصة لأي قلم لتشويه صورة  النحاس... وأي تشويه... لأنه كان من المستحيل أن تكتب الصحف ولا أن يتم الإعلان بأي طريقة أن الملك علي اتصال بالألمان وأن الملك يؤيد تقدم الجيش الألماني الموجود في العلمين نحو الاسكندرية التي ليس فيها أية مقاومة وأن حيدر باشا وزير الدفاع لن يرفض للملك أي طلب وان يوم 4 فبراير 1942 بالذات هو اليوم السابق لحشد جيش المانيا مع بعض الامدادات  الايطالية للزحف علي الاسكندرية بلا أية مقاومة وهذا معناه سقوط الاسكندرية وبالتالي سقوط مصر كلها  في يد المحور «المانيا وايطاليا واليابان... وسقوط مصر كلها معناه سقوط الساحل الشمالي لافريقيا وانتصار المحور!!!

والاحتلال الألماني ألعن ألف مرة من الاحتلال الانجليزي... وهذا كان لا يهم فاروق الذي كان ضحية... فمن أفهمه خطأ أصدقاوه بأنه سيظل ملكا لمصر وغير مصر!!!! والذي أنقذ مصر بل العالم كله من الغزو النازي هو مصطفي النحاس الذي كان علي اتصال سري دائم بالسفير البريطاني الذي نقل خطة مصر وهي نزول قوات الحلفاء  سراً خلف العلمين في ظلام الليل دون أن يدري أحد لكي يفاجأ روميل بهجوم وحشي من الخلف قضي علي ما يقرب من ثلث الجيش الألماني وبدلاً من أن يتقدم روميل نحو الاسكندرية بدأ يحارب الجيش الذي نزل وراءه دون أن يدري... ودور مصر أيضاً منع الامدادات الغذائية والماء عن القوات الألمانية التي أصبحت تتمني الانسحاب ولكن لم يستطيعوا وتمت ابادة هذه القوات الألمانية والايطالية بالكامل وأقيمت المدافن علي أحدث طراز بعد انتهاء الحرب بسنوات وأصبحت العلمين مزاراً للسياح ولأهالي الجيش الألماني والإيطالي والانجليزي!!!

مصطفي الناس هو الذي أنقذ مصر من أسوأ احتلال أبدي... وأنقذ العالم كله بل وأنقذ الملك فاروق شخصياً.