رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

عفواً... ثم عفواً... ثم عفواً وزير التخطيط... يقول ان عام 2030هو عام الرخاء، حيث ينعدم العوز والفقر وسيقل عدد الفقراء إلي النصف... وتصل خدمات الصحة والتعليم والإسكان إلي درجة (مقبولة) من الإتاحة والجودة دون تمييز... وتتعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية... وتصبح مصر قادرة علي تلبية متطلبات موقعها الخرافي العبقري علي مفترق الطرق والحضارات.

انتهي بيان وزارة التخطيط كما نشر في جريدة (الأهرام) أول أمس!

عفواً وزارة التخطيط... مطلوب 14 عاماً لكي تكون الخدمات الأساسية (مقبولة) وينخفض عدد الفقراء إلي النصف! الوزارة معذورة... فهذه هي (عقلية الروتين) التي مازالت تحكم البلد بعيداً عن ثورتين عظيمتين... وبعيداً عن سياسة القيادة التي تسابق الزمن وتصنع المعجزات... وبعيداً عن (سينفونية) القناة الجديدة... بعيداً عن سياسة (الجمهورية الثالثة).

بعد المؤتمر الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ رسا ملف العاصمة الجديدة علي أكبر شركة عالمية في بناء العواصم وهي شركة إماراتية... قال رئيس الشركة إنه سيتم المهمة في خمس سنوات فرفض الرئيس... سأله رئيس الشركة: متي تريد العاصمة؟... قال الرئيس: أريدها أمس!

هذه هي ثورتا يناير ويونية.

هل معقول 14 عاماً لكي نصل إلي نصف الطريق... الخدمات الأساسية (مقبولة)! ياسلام؟

14 عاماً لكي يصل عدد الفقراء إلي النصف!... ياسلام! لو وزعنا صناديق النذور والزكاة في مساجد مصر علي الفقراء الحقيقيين عن طريق هيئة تحت إشراف حكومي مثلاً... بدلاً مما يحدث الآن كما سبق أن قلنا وكتبنا عدة مرات... إذا حدث هذا لن ننتظر 14 عاماً لكي ينخفض عدد الفقراء إلي النصف... ولا إلي الربع... سنعود لأيام عمر بن عبدالعزيز الذي لم يجد فقيراً واحداً في البلد كلها!

(......)

الموضوع زاد وضوحاً... لابد من تغيير جذري لأسلوب العمل التنفيذي وإلا ستظل أحلامنا بعيدة المنال... أمامها 14 سنة... وفي ظل التغييرات الوزارية ستزيد الأربعة عشر عاماً إلي عشرين عاماً!

(......)

وهناك فقرة غريبة في بيان وزارة التخطيط يقول البيان إن بعد 14 سنة ستتعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية! ويبدو أن الوزارة في واد آخر بعيد... لم تعلم ما علاقة مصر الآن مع كل دول إفريقيا ودول العالم... واسترداد مصر لكل المواقع والمراكز والكراسي الدولية التي كانت قد فقدتها في الفترة السوداء الماضية... وبأغلبية كبري... سواء في إفريقيا أو في العالم منها كرسي مجلس الأمن مثلاً!

ويقول البيان في آخره:

بعد 14 سنة ستصبح مصر قادرة علي تلبية متطلبات موقعها الخرافي العبقري...  يا وزارة... مصر نتمني تلبية هذه الطلبات من الآن ومن أمس فلازال في المنطقة الخرافية العبقرية حول قناة السويس خصوصاً بعد بدء الفرع الجديد مازالت بلا استغلال استثماري اقتصادي إنتاجي رغم جولات الأخ »مميش» في مختلف دول العالم.

(......)

باختصام شديد

إذا استمرت السلطة التنفيذية بنفس أسلوب العمل الذي نسير عليه منذ سنوات طويلة... لن يشعر الناس بأي تغيير بعد كل التضحيات في النفس والمال... والصبر... فلن نلوم إلا أنفسنا... يومياً بل كل ساعة يضطر الرئيس إلي الاجتماع مع رئيس الوزراء أو بعض الوزراء في محاولة لسرعة التنفيذ والعمل دون جدوي في كلمتين: لابد من إعادة النظر في السلطة التنفيذية لكي يواكب إنتاجها ثورتين لا تتكرر ان قط.