رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسرائيل.. هي الصديقة، بل الحبيبة لأغلب دول العالم. اليهود، بصفة عامة، استطاعوا عبر مرور السنين، الإمساك بعنق أغلب دول العالم، عن طريق السيطرة علي الاعلام والاقتصاد العالمي، فأصبح الآن أي حاكم – خاصة في الدول الغربية – دائما ما يخطب ود اليهود، لكي يعتلي مقعد الحكم ولكي يستمر ايضا في الحكم.

اسرائيل.. لمن لا يعلم، هي الابنة الشرعية لإنجلترا وأمريكا تحديدا. فقد انجبت انجلترا اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، عن طريق وعد بلفور الشهير، أما امريكا فهي الآن التي تتولي رعايتها وحمايتها، بل والإنفاق عليها في الكثير من الأحيان. لقد زرعت انجلترا اسرائيل في المنطقة العربية، لكي تصبح الحارس للدول الاستعمارية التي كانت تحتل منطقة الشرق الاوسط، فقد كانت اغلب دول المنطقة - آنذاك - تحت الاحتلال الانجليزي. وبعد ظهور الحركات التحررية وحصول أغلب دول المنطقة علي الاستقلال، تلقفت أمريكا اسرائيل بالرعاية، حتي تظل الحارس الامين علي مصالحها ومصالح الدول الغربية أيضا.

وبعد مرور السنين.. تمكنت اسرائيل من القبض علي عنق أي حاكم يأتي للحكم في أمريكا، بل وأكثر من ذلك، استطاعت السيطرة علي البرلمان الأمريكي بمجلسيه – الشيوخ والنواب – عن طريق تحكمها في أغلب أعضاء البرلمان، كل هذا من خلال السيطرة علي الاعلام والاقتصاد الامريكي. فقد أصبح أي مرشح للرئاسة الأمريكية لابد أن يخطب ود اليهود عامة واسرائيل بصفة خاصة، حتي يتمكن من اعتلاء مقعد الحكم. بهذه الطريقة تمكنت اسرائيل من التحكم في السياسة الأمريكية، وربط مصالحها بالمصالح الأمريكية، بل ومصالح أغلب الدول العالم.

والآن.. فان اسرائيل تعمل علي تحقيق حلمها القديم – حلم إنشاء دولة اسرائيل الكبرى، الممتدة من النيل الي الفرات – علي أمل أن - إذا ما تحقق لها هذا الحلم - سوف تتحكم في العالم كله. اسرائيل خلال السنوات الماضية تمكنت من غرس براثنها لدي أغلب الدول الغربية، من خلال سيطرتها علي الاعلام والاقتصاد العالمي، وها هي الان الدول الغربية تعمل علي تحقيق الحلم الاسرائيلي بإنشاء دولتهم الكبرى في منطقة الشرق الاوسط، عن طريق مخططهم المسموم المعروف بالفوضى الخلاقة أو ما اسموه بالربيع العربي، الذي يحاولون من خلالها خلق شرق اوسط جديد، مهلهل ومفتت لا يستطيع الدفاع عن نفسه، لكي يسهل - مستقبلا - علي اسرائيل التهامه.

الحلم الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، بدأت خيوطه إبان الاحتلال الانجليزي للمنطقة العربية عن طريق وعد بلفور الشهير، والآن أمريكا وحلفاؤها يسعون الي تحقيق هذا الحلم من خلال ما اسموه الربيع العربي، الذي سوف يترتب عليه مستقبلا – إذا ما استمر علي هواهم – سيطرة اسرائيل علي منطقتنا العربية. هذا المشروع في حقيقة الامر هو ربيع اسرائيل، وقد بدأت زهوره تتفتح نتيجة التضارب والتناحر والاقتتال الذي تشهده المنطقة العربية. لقد وضعت امريكا وحلفاؤها هذا المشروع لصالح اسرائيل 100 %، علي امل ان تصبح اسرائيل الامينة علي منطقة الشرق الأوسط، وأن يكون لها اليد الطولي في مواجهة الحركات الاسلامية المتطرفة إذا لزم الأمر.

أمريكا وانجلترا، يسعون الي تمكين اسرائيل من السيطرة علي الشرق الأوسط، للقضاء علي الاسلام المتطرف في هذه المنطقة، وهم الآن نجحوا في تدمير الجيش العراقي والجيش السوري، ولم يبق أمامهم سوي الجيش المصري، فمصر تعتبر موضع القلق بالنسبة لهما، والآن تسعي أمريكا وانجلترا وحلفائهما - في محاولة يائسة - لتدمير الجيش المصري، تارة بنشر مخالبهم المسماة داعش في ليبيا من جهة الغرب، وتارة أخري بالعمل علي انتشار حماس في سيناء من جهة الشرق، وتارة ثالثة باختلاق الفتنة بين مصر والسودان علي منطقة حلايب وشلاتين من جهة الجنوب، كل هذا لإنهاك الجيش المصري في صراعات عديدة علي جميع الجبهات.

تصور يا عزيزي القارئ.. أن يأتي اليوم الذي نري فيه العربي يقتل أخاه العربي، والمسلم يذبح أخاه المسلم. لقد دارت رحي الحرب بين أبناء الوطن الواحد تدميرا وهلاكا لمنطقتنا العربية. لقد كتب علينا ان نعيش لنري تلك المأساة التي تحدث الآن، سواء في سوريا، أم في العراق، أم في ليبيا، ام في اليمن، وها هي الاضطرابات تشتعل في منطقة الخليج العربي، كل هذا لصالح اسرائيل التي تجلس الآن علي مقعدها – تضع رجلاً علي رجلاً – تضحك وتصفق، في انتظار هلاك امتنا العربية والاسلامية.

أملنا الوحيد.. ان يصحو وطننا العربي من غشوته، ويعلم أن ما يحدث الآن في منطقة الشرق الاوسط من حروب وقتل ودمار، لن يحصد من ورائه إلا هلاك ودمار منطقتنا العربية لصالح اسرائيل وحلفائها. وحتي يفيق الوطن العربي من غشوته، فليس أمامنا - نحن المصريين - إلا الله سبحانه وتعالي، ومن بعده وجيشنا الجسور، الذي سطر صفحات العديد من ملاحم البطولة والنضال عبر التاريخ، في معركة حطين سنة 1187، ومعركة عين جالوت سنة 1260، والعدوان الثلاثي سنة 1956، وأخيرا معركة أكتوبر العظيم سنة 1973.

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.