رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البرلمان الجديد بحق، جديد في كل شيء، حتي اسمه تغير، وشكله تبدل، ومضمونه اصبح يبشر بمستقبل طيب.

الاسم تغير من مجلس الشعب الي البرلمان . هذه التسمية هي التسمية المعمول بها في أغلب دول العالم، بل إن مصر كانت فيما قبل ثورة يوليو 1952 تطلق علي المجلس هذا الاسم المعروف دوليا وهو البرلمان. أما عن شكل البرلمان من داخله ومن خارجه، فقد أدخلت عليه بعض الاضافات والاصلاحات، حتي يظهر بهذا المظهر اللائق، وكذلك لكي يستوعب هذا العدد الكبير من النواب. كل هذا التغيير في الشكل أدي الي ظهور البرلمان بهذا الشكل الجديد المشرف.

أما ما يعنيني من هذا التغيير، ذلك التغيير الذي طرأ علي البرلمان من حيث المضمون. منذ ثورة يوليو سنة 1952 لم تشهد مصر انتخابات برلمانية حرة نزيهة مثل تلك الانتخابات التي تشكل علي اساسها البرلمان الجديد، بل يمكننا القول إن البرلمان الجديد هو وبحق اول برلمان يعبر تعبيرا صادقا عن إرادة الجماهير، بعيد عن التزوير المفضوح وشراء الارادة الشعبية بالمال والعطايا. أعضاء البرلمان الحالي هم وبحق ممثلي الشعب الحقيقيين، أما في الماضي فكان اعضاء مجلس الشعب شبه معينين. لقد ظلت مصر تحكم بنظام الحزب الواحد طوال ما يقرب من ستين عاما، حتي وإن كانت تظهر في بعض الاوقات بمظهر الديمقراطية الخادعة، عن طريق السماح - في السنوات الأخيرة - للأحزاب بمباشرة الحياة السياسية، وفي ذات الوقت كان يتم تكبيلها وتكميم أفواهها، لكي تصبح عاجزة عن الاختلاط بالجماهير. فشتان بين البرلمان الجديد والمجالس التشريعية السابقة.

يري البعض ان ائتلاف «في حب مصر» الذي شكل للبرلمان الجديد، يعد صورة جديدة للحزب الوطني وعودة الي نظام الحزب الواحد، الي حد ان احد كبار الكتاب أطلق عليه دكتاتورية الاغلبية، علي اعتبار أن هذا الائتلاف تم تشكيله لتنفيذ رغبات النظام الحاكم. ورغم ان هذا الادعاء وان بدا وجيها للقارئ من الوهلة الاولي، إلا انه عند تدقيق النظر يتبين عدم دقة هذا الرأي، فمما لا شك فيه ان الرئيس السيسي هو الذي أنقذ مصر والمصريين من براثن الارهاب والتطرف باسم الدين، وبالتالي فإن أي مصري شريف محب لوطنه لن يتوانى في الوقوف الي جانب الرئيس في كل خطوة يخطوها حتي يجتز براثن هذا الارهاب الأسود من ارض الوطن، وتبدأ مصرنا العزيزة في مسيرتها علي طريق التقدم والازدهار.

وللحقيقة، فإن جبهة في حب مصر التي شكلها الرجل العظيم سامح سيف اليزل، أصبحت الآن تنضم اغلب اعضاء البرلمان الجديد، وقد أصبحت - بلا شك – تمثل الأغلبية البرلمانية، ولمن لا يعلم فإن هذا التمثيل في الحقيقة ليس عيبا في المسيرة الديمقراطية - كما يتصور البعض - بل إنه يعتبر مظهرا صحيا. فإن النظم الديمقراطية تقوم اساسا علي ان حزب الأغلبية يعتبر هو الحزب الحاكم، وبالتالي فهو الذي يتولى إدارة شئون البلاد وفقا لمبادئ وسياسات الحزب. فاذا ما تشكلت داخل البرلمان جبهة من بعض الاحزاب وانضم اليها أغلب الاعضاء، فإن هذه الجبهة تعتبر بديلا عن حزب الاغلبية الحاكم، وبالتالي فمن حقها ان تدير شئون البلاد وفقا للأسس والمبادئ التي تكونت علي أساسها.

ولا أقصد من كلامي أن يكون أعضاء جبهة في «حب مصر» مجرد أداة في يد سيادة الرئيس (يقولوا أمين علي كل ما يطلب منهم)، ولكن، يجب علي تلك الجبهة أن تكون جبهة واعية ناضجة تستطيع تقدير الأمور والتمييز بين الصالح والطالح، فاذا ما كانت مطالب سيادة الرئيس لا تتفق مع الصالح العام، فلابد ان تعمل تلك الجبهة علي معارضة الرئيس فيما طلب. فعلي سبيل المثال فإن هناك كثيراً من نواب البرلمان الحالي، يرون أن مشروع العاصمة الادارية الجديدة يجب تأجيله في الوقت الحاضر، لأن مصر لديها مشاكل كبيرة وعديدة تستدعي التصدي لها، فجميع المرافق مهلهلة والخدمات تحتاج الي تجديد وإحلال شامل.. وغير ذلك الكثير والكثير.

أعود فأقول، مصر الآن تمر بمرحلة صعبة وحرجة للغاية، ولابد لنا جميعا أن نقف بجانب الرئيس السيسي، وأن نعاونه حتي نتغلب علي المخاطر التي تحيط بنا من كل جانب، وأن نتكاتف جميعا في مسيرتنا علي طريق التقدم والازدهار.

وتحيا مصر...  تحيا مصر...  تحيا مصر.