رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

مع تصاعد الأزمة بين السعودية وإيران من المتوقع أن ينضم عدد من الدول العربية والإسلامية الأخري إلي إصدار قرارات مماثلة كقرار المملكة السعودية، التي طلبت عقد اجتماع عاجل وخاص لوزراء خارجية الدول العربية للنظر في الأمر وتقدير الموقف والاتفاق علي اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة لإجبار طهران علي الالتزام بالشرعية الدولية وعدم العودة إلي ارتكاب الجرائم التي تمثل عدوانا علي المجتمع الدولي بأكمله وقد كان رد الفعل الأوروبي علي حالات الإعدام التي قامت بها السعودية سلبيا، وأظن ان أساس ذلك الموقف ليس عدم إقرار ما قررته السعودية من قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران فقط بل لان معظم هذه الدول الأوروبية قد حظرت تطبيق عقوبة الإعدام في بلادها وبالتالي فإن الدول الأوروبية قد اعتبرت إعدام الإرهابيين في الرياض قمعا للمعارضين السياسيين كما زعمت هذه الدول هذا فضلا عن ارتباط سياساتها بالولايات المتحدة!!

والحقيقة ان الإرهاب لا يجوز أبدا ان يعتبر مجرد معارضة سياسية ديمقراطية للأنظمة الحاكمة، فضلا عن عدم صحة الزعم ان الجماعات الإرهابية تعتبر منظمات أو أحزابا سياسية تعارض سياسات الدولة التي يرتكب فيها الإرهابيون جرائمهم زاعمين أن هذه الجرائم هي «جهاد» في سبيل الإسلام وهو في الحقيقة إجرام بشع ضد الإسلام والمسلمين، وقد أصبح الشرق الأوسط بهذه الأحداث الإرهابية وبصفة خاصة الدول العربية والإسلامية علي حافة هاوية الاشتعال الكلي بالحرب بين السعودية والدول العربية المؤيدة لها والمتحالفة معها وإيران الشيعية الإرهابية التي تمارس ضغوطها وعدوانها علي الدول العربية المختلفة وخاصة تلك الدول التي بها عشرات الآلاف من المواطنين الشيعة الذين ولاؤهم لطهران.

ولا شك ان وجود هذه الطوائف الشيعية في البلاد العربية السنية هو الأساس في قيام الإيرانيين عمدا بتجنيدهم وتسليحهم وتدريبهم وتحريضهم لارتكاب كل الأفعال الإرهابية التي يتخيل حكام إيران الشيعة أنها سوف تعمل علي إلي الفتنة وإثارة الرعب والاضطراب والانقلاب السياسي والتمرد علي أنظمة هذه الدول العربية وإسقاط أنظمتها السياسية والديمقراطية، ويدخل هذا الهدف في وسط مجال حلم حكام الملالي في إيران إلي إعادة الإمبراطورية الفارسية إلي الوجود وهذا الحلم في الحقيقة لا يمكن ان يتم تحقيقه علي أرض الواقع الذي يختلف في ثقافته ونفوذه السياسي وتكوينه وقوة تأثيره كذلك فإن الشرق الأوسط يتم بالنسبة إلي دوله مؤامرة تقسيم وإسقاط أنظمته الحاكمة تحت شعار «الفوضي الخلاقة» وبأسلوب يشبه أسلوب التخريب الذي تتبعه أمريكا أيضاً لتوسيع وتوطيد سيطرتها ونفوذها علي العالم وخاصة في دول الخليج العربي، التي تمتلك ثروة بترولية هائلة تصل إلي 25٪ من بترول العالم وتصر الولايات المتحدة علي امتلاكها واحتكار استقلالها رغم إرادة الشعوب العربية والإسلامية وعلي حسابها!!! وذلك بقيادة الرئيس «أوباما» الذي يعتقد بأنه يستثمر المؤامرة الغربية علي الشرق الأوسط ويثير كل ما يمكن ان يؤدي إلي انهيار الأنظمة العربية مما قد يمكن ان يؤدي إلي قيام حرب بين الشيعة بقيادة إيران وبين الدول السنية في المنطقة!؟

ولا شك في ان ما يجري الآن بالشرق الأوسط يمثل مرحلة الفتنة الطائفية والحروب الأهلية التي تكفل تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في التوسع والتحكم واحتكار الثروة البترولية علي مستوي العالم مع توسيع حزام القواعد العسكرية الأمريكية علي مستوي العالم من جزر هاواي إلي إندونيسيا إلخ وهذه القواعد تحقق أهداف المؤامرة بالقوة والتحايل وبإشعال الحرب العالمية الثالثة!!!

واعتقد ان الأزمة الحالية بين المملكة السعودية وإيران سوف تزداد اشتعالا وذلك نتيجة ما هو متوقع بالضرورة من قيام إيران وخاصة بعد الخلاص من أزمة السلاح النووي، بالاستمرار في تحريض الشيعة في البلاد العربية علي التمرد والتخريب لتحويل هذه الدول إلي العقيدة الشيعية وضمان وقوعها تحت سيطرة وسلطان الملالي في طهران!!

والحقيقة الأساسية لنتائج هذه المؤامرة وتداعياتها ان المستفيد الأول منها ليست أمريكا فقط ولكن هذه الاستفادة تشمل إسرائيل التي لو نجحت المؤامرة في تحقيق هدفها سوف تكون أقوي دولة إمبريالية وصهيونية في المنطقة وفي العالم تحقيقا للحكم الصهيوني بتحقيق دولة داود وسليمان.

وأظن أنه رغم كل مظاهر الحروب الأهلية والصراعات الدموية والاحتقان في الشرق الأوسط وبخاصة في اليمن وليبيا وسوريا فإن توازن القوي بين روسيا وأمريكا مع الموقف المصري الرافض للخضوع للنفوذ الصهيوأمريكي سوف يفشل مؤامرة سايكس بيكو الجديدة وسوف يفشل ذلك الاشتعال الدولي الشامل للحرب العالمية الثالثة الذي يقود لتنفيذ المؤامرة والأمل ان تكون الدولة المصرية في غاية اليقظة والإصرار علي وقف نجاح المؤامرة الإمبريالية الدموية الصهيونية والله وحده القادر علي إفشالها وخاصة انه لم يتبق علي انتهاء فترة رئاسة أوباما عدة شهور لان المتوقع ان يكون من يخلفه في البيت الأبيض سواء هيلاري كلينتون أو مرشحا جمهوريا مما يرجح اكتمال هزيمة المؤامرة الصهيوأمريكية وإطفاء نيران الحرب والخراب والدمار في الشرق الأوسط والله غالب علي أمره مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء!!!