رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

تحت هذا العنوان نشر موقع إنفورميش كليرنج هاوس مقالاً بتاريخ 6 أكتوبر للكاتب الشهير مايك ويتنى، ننقله كما جاء قبل التعليق عليه.

يقول «ويتنى»: إن السبب فى أن بوتين سينجح حيث فشلت أمريكا فى حربها ضد داعش أن الغارات الروسية ستصحبها عمليات مسح ضخمة ستسحق الجهاديين على الأرض، ويحدث هذا بينما نحن نتكلم، فالطيران الحربى الروسى ظل يقصف الأهداف الإرهابية فى محافظة إدلب خلال الأيام الماضية، وكذا قواعد داعش القوية فى الشرق عندما رفّا، ويوم الأحد استسلم حوالى 700 إرهابى من داعش للواء السورى المدرع 147 بعد أن هاجمت القاذفات مدن مارديج ومعرة النعمان وجسر الشخور وسراقيب وسارمين، وهذه هى الصيغة التى نتوقع رؤيتها فى الأسابيع المقبلة، فالقاذفات الروسية ستسحق أهدافاً على الجبهة فتقوم القوات البرية بالتقدم، وسيقوم عدد لا يحصى من الجهاديين إما بالفرار أو الاستسلام أو سيقتلون حيث يقفون، والنتيجة أن سوريا لن تصبح مستنقعاً كما تنبأ الإعلام، فعلى العكس فإن بوتين سيقطع الإرهابيين كما يقطع السكين الزبد، فطبقاً لقائد الجبهة الجنوبية الجنرال أندريه كارتا بولوف قائد عمليات البحرية الروسية فإن الضربات الجوية قد أضعفت بشكل كبير قدرة الإرهابيين القتالية، ومعنى ذلك أن الهجوم الروسى قد أعطى نتائج إيجابية، فبعد جمود الجبهة فإن التدخل الروسى غير الصورة تماماً لصالح الجانب السورى، وطبقاً لتقرير سابق فإن وضع المقاتلات الروسية فى سوريا يعطى روسيا القدرة على تشكيل الأحداث والسيطرة على جبهة القتال فى كل من سوريا والعراق.

فالقاعدة الجوية الروسية فى اللاذقية مهيأة تماماً لتقديم غطاء جوى أو لقصف الأهداف الإرهابية فى كل سوريا، وسيبذل الطيران الروسى كل جهد لقطع خطوط الإمدادات وطرق الهروب للإرهابيين فتتم تصفية جزء كبير من الإرهابيين داخل سوريا، ولذلك تم تدمير قواعد داعش على طول الطريق الرئيسى بين سوريا والعراق، وستكون أمام الإرهابيين فرصة الموت فى المعركة كما يريدون، ولكن فرصتهم فى النجاة ستكون محدودة جداً.

كان هناك مقال فى جريدة «الجارديان» يوم الأحد سبب هزة بين المتابعين لأحداث سوريا، جاء به: «حولت القوى المحلية بهدوء ولكن بكفاءة أموالاً وأسلحة ومعونات أخرى للثوار ضد حكومة دمشق خلال أسبوع قامت روسيا فيه بعشرات الغارات، وتريد هذه القوى التأكيد بأن إصرارها على إسقاط الأسد يعادل إصرار روسيا على بقائه، فقد قال وزير خارجية السعودية عادل الجبير إنه ليس هناك مستقبل للأسد، وكان تصريحه قبل ساعات من بدء الهجوم الروسى، وأضاف أنه إن لم يتنازل الأسد طواعية فإن السعودية ستلجأ لحل عسكرى ينتهى بإسقاط الأسد.

وكانت نتيجة الغارة الروسية الأولى مقتل 39 مدنياً، مما يعنى أن المواجهة بين مؤيدى الأسد ومعارضيه ستعنى مزيداً من الألم للسوريين.

وقد صرح جوليان داسى المحلل السياسى الأول فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية بأن التدخل الروسى يمثل ضربة قوية للدول المساندة للمقاومة السورية وخصوصاً قطر وتركيا والسعودية وسيؤدى إلى تصعيد عنيف من جانبها.

إن السعودية لا تمثل تهديداً حقيقياً للعمليات الروسية فى سوريا، فالكلمات السعودية القوية لا تعنى فعلاً خاصة أن السعودية غارقة فى اقتصاد متصدع نتيجة خفض أسعار النفط وحرب فى اليمن لا يمكن لها كسبها، ولذلك فلن تنغمس قطعاً عسكرياً فى سوريا.

ومع ذلك فمن الممكن أن أوباما يخطط فى استخدام السعودية كغطاء لتدعيم جماعات المعارضة السورية، هناك احتمال كبير أن يحدث ذلك، ومع ذلك فليست هناك مصادر كبيرة لتجنيد مرتزقة يريدون مواجهة سلاح طيران حديث لديه قنابل موجهة فى مقابل أجر أسبوعى مائتى دولار، فهذه ليست وظيفة ذات مستقبل، وعلينا تذكر أن وكالات التجنيد العديدة قد استنفدت طاقتها فى تجنيد المرتزقة من بلاد مثل الشيشان وكوسوفو والصومال وأفغانستان وغيرها، ورغم ثقتى فى أن المخابرات الأمريكية لديها قائمة طويلة لعملاء مستقبلياً، فإننى واثق كذلك فى محدودية عدد الناس المستعدين للموت مع الجهاديين، وأعتقد أننا قد وصلنا إلى قمة المد الإرهابى الذى يعقبه انحسار مستمر متزامن مع تراجع القوة الأمريكية فى الشرق الأوسط وفى العالم، وكما سنرى فى الشهور المقبلة فإن سوريا قد تصبح القشة التى قصمت ظهر الإمبراطورية، وتضيف جريدة «الجارديان» ما يلى:

إن أفضل طريق لمواجهة التدخل الروسى هو تدعيم الثوار لإمكان الوصول لتوازن قوى على الأرض، فسيدرك الروس أن هناك حداً لما يمكن أن يحققوه فى سوريا، ولكن الصراع الإقليمى الأوسع على النفوذ بين السعودية وإيران يجعل من المستحيل على السعودية التراجع مهما كان الثمن الذى تدفعه.

هل أنا فقط من يتوقع حرباً أوسع؟ أم هل يتوقع محرر «الجارديان» حرباً أكثر دموية؟ ربما كان الأفضل له أن يذكر أن تسليح وتمويل وتدريب مرتزقة مختلفين لإحداث تغيير فى حكومة دولة ذات سيادة هو انتهاك للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وعلى أى حال ففكرة أن القوة السعودية المتراجعة تستطيع مواجهة حلف روسيا وإيران وسوريا وحزب الله فى محاولتها سحق داعش وتنظيمات القاعدة الأخرى هو حلم ساذج، فالدولة الوحيدة التى تستطيع المواجهة هى أمريكا، والحقيقة المرة هى أن المحافظين الجدد المسيطرين فى واشنطن ليست لديهم الرغبة فى الصراع مع روسيا وجهاً لوجه، ولذلك فإن حرب بوتين ضد الإرهابيين ستستمر حسب الخطة.

وبالمناسبة فقد أخطأ الجهابذة فى تقدير رد فعل الشعب الروسى على انغماس روسيا فى سوريا، فالشعب الروسى فى عمومه يفتخر بما يفعله جيشه فى سوريا، وهذا طبيعى ولنرى هذا التقرير لمحطة CBS الأمريكية:

«مهما كان أثر الغارات الروسية على الأرض فى سوريا فإن أثرها فى روسيا واضح، فهى تثبت للروس أن بلدهم يقف فى وجه أمريكا ويعمل على استرداد وضعه المشروع كقوة عالمية».

وقد عرضت القناة الأولى للتليفزيون يومها فيلماً يصور المقاتلات الروسية توجه ضربات مباشرة لمواقع الإرهابيين ومخازنهم معلقة على ذلك بأن القنابل الروسية لم تبعد عن الهدف بأكثر من خمسة أمتار بسبب التدريب الحالى للطيارين الروس، وأعقب ذلك بعرض غارة أمريكية فاشلة على مدينة كندوز الأفغانية أخطأت هدفها ودمرت مستشفى قتلت فيه أكثر من تسعة عشر من المرضى وبعض الأطباء العالميين.

فالروس يفتخرون بإدارة بوتين للحرب على الإرهاب، وهناك مقالات ممتازة لآرون لوثر عن ماذا سيقصف الروس من أهداف فى سوريا نشرت قبل أسبوع من بدء الهجوم الروسى جاء بها: «إذا قرر بوتين مهاجمة أهداف غير داعش فلن يقتصر على جبهة النصرة، بل قد يوسع هجومه فيشمل تنظيم القاعدة وكل التنظيمات الإرهابية فى إدلب وحماة واللاذقية ولن يفرق بين ما يسمى إرهابيين وبين معارضة معتدلة فى نظر الغرب الذى يسلحها ويمولها، فالهجوم الشامل على المتمردين فى سوريا سيثير غضب الغرب وبعض الدول العربية المعادية للأسد، ولكن ذلك لا يعنى بوتين فهو يحاول تغيير ميزان القوة لصالح الأسد، وهى مغامرة جريئة ولكن قد تنجح فى النهاية، فلن يوقف بوتين أى شىء أو أى شخص، وحين يحاول فريق أوباما الرد سيكون الوقت قد فات، وسيقف بوتين فى الميدان الأحمر فى موسكو لاستعراض قواته المنتصرة».

وإلى هنا ينتهى هذا العرض الموثق لما يدور على الأرض فى الشرق الأوسط خاصة فى ميدان المعركة فى سوريا، فقد فضح التدخل العسكرى الروسى الغرب تماماً، وأثبت فى أسابيع قليلة قدرة روسيا على سحق الإرهابيين، وأن ما كان الغرب يزعم طوال أكثر من عام بأنه يحارب داعش كان مجرد أكاذيب لكسب الوقت لتمكين عصابة داعش التى جندها وسلحها ومولها من إقامة دولتها فوق مساحات شاسعة من سوريا والعراق لاستكمال مؤامرة الشرق الأوسط المشرذم الجديد، وقد فضح مدير المخابرات الفرنسية مؤخراً المؤامرة عندما أعلن أن الشرق الأوسط الذى عرفناه لم يعد له وجود وأن دوله القائمة منذ الحرب العالمية الأولى لن تعود أبداً لحدودها القديمة، ثم جاء الزلزال الروسى فقلب المائدة فوق رأس الغرب وفضح أكاذيبه، لقد آن الأوان ليعلم أشرار الغرب أنهم لم يعودوا ملوك العالم المتوجين وسادته دون منازع.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد