رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

رويت يوم الخميس الماضي قصة «هزيمة عبدالناصر في أول انتخابات يخوضها بعد الثورة» وكانت انتخابات نقابة الصحفيين.. رشح عبد الناصر الصحفي جلال الحمامصي نقيباً للصحفيين فسقط بجدارة.. بدرجة انه لم يستطع البقاء في مبنى النقابة بل لم يستطع أن يذهب الى الجريدة التي يرأس تحريرها وهي «الجمهورية» وذهب الى منزله ولم يغادره أكثر من يومين، فاز عليه حسين فهمي الذي طعنه عبدالناصر في ظهره كالعادة من كل اصدقائه!! صداقة وزمالة عبدالناصر لحسين فهمي ترجع الى عام 1935 حينما التحقا معا بكلية الحقوق جامعة فؤاد الاول.. وكان عبدالناصر يسهر باستمرار في منزل حسين فهمي ومع ذلك كان عبدالناصر أول من وقف ضده ولم يحاول الدفاع عنه!! وقبل ابتعاد حسين فهمي عن كل المناصب بعد أن قبل كل استقالاته!! لذا تحمس كبار الصحفيين القدماء وعلى رأسهم أحمد فهمي مدير تحرير «المصري» وصمموا على الرد على عبد الناصر رداً قاسياً بإسقاط مرشحه بدرجة تقريباً تشبه طرده من مبنى النقابة.

<>

وعدت في العدد الماضي بنشر قصة مماثلة تماما وقعت في بداية عهد أنور السادات.. فقد كان موسى صبري اقرب صحفي الى عقل وقلب انور السادات فضلاً عن زمالة في معتقل الزيتون!! لذا كان صبري هو أحد افراد «شلة المساء» اليومية ثم بدأ هو الذي يكتب خطبه!! وأصبح واضحاً أن موسى صبري هو رجل السادات مثل هيكل مع عبد الناصر.

خلال قمة هذه العلاقة جاءت انتخابات نقابة الصحفيين فكان طبيعيا أن يرشح موسى صبري نفسه.. ويجلس ويضع ساقا على ساق ومنصب النقيب في جيبه.. تماما مثل جلال الحمامصي ايام عبد الناصر!! خاصة أن المرشح الوحيد ضده هو علي حمدي الجمال «مدير تحرير»!! الأهرام!!

كانت «لعبة خفية» قرر محمد حسنين هيكل اسقاط موسى صبري مثلما اسقط أحمد فهمي جلال الحمامصي.

أخذ هيكل يجمع الاصوات من بدري بل من بدري جداً.. مراسلو الاهرام في كل مكان، حتى هؤلاء في كندا!! أو أمريكا أو أوروبا أو استراليا وأوروبا وكل مكان تقرر مجيئهم الى القاهرة ومن لم يكن عضواً بالنقابة يشترك بسرعة.

ولم يقتصر على رؤساء المكاتب بل كل من في المكتب.. نزلوا جميعاً ضيوفاً على الأهرام.. ثم هؤلاء مراسلو الأهرام في الدول العربية وفي الأقاليم.. عدد لا يستهان به، مع تجنيد كل من يعمل بالاهرام ثم بدأ الاتصال بباقي الصحف خاصة الناصريين منهم.

المهم جمع هيكل أكبر عدد ممكن واستغل كراهية الشيوعيين للسادات وموسى صبري بالذات وكانت هذه القشة التي قصمت ظهر بعير الأخ موسى صبري.. فأصبح عدد المؤيدين لموسى صبري هم القلة القليلة فعلاً.

وكانت مفاجأة لا تقل عن مفاجأة الحمامصي وعبدالناصر.. وهكذا تأكد أن انتخابات المثقفين هى الانتخابات التي توضح اتجاه الشعب نحو الحاكم.. مثل انتخابات نقابة المهندسين مثلاً ونجاح عبدالخالق الشناوي وتحديه لعبدالناصر ونجاح الشوربجي في المحامين مثلاً.

أكبر دليل على خرافة الأربع تسعات، حينما قامت ثورة 25 يناير عقب انتخابات 2010 التي لم ينجح فيها معارض واحد ولله الأمر من قبل ومن بعد.

عبدالرحمن فهمي