رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

بمناسبة انتخابات مجلس النواب الجديد.. وبمناسبة هواية الناس وشغفها لمعرفة الحكايات القديمة.. هناك معركتان انتخابيتان، ولكن في نقابة الصحفيين لا ينساهما التاريخ لما لهما من دلالات سياسية عميقة كانت لها الأثر في مصير الصحافة في مصر.

الانتخابات الأولى في بداية الثورة حينما حان موعد أول انتخابات - وكانت قد صدرت جريدة (الجمهورية) في 7 ديسمبر 1953 من مبني 11 شارع الصحافة أمام دار أخبار اليوم بعد أن اشترى المرحوم حسين فهمي الدار بما فيها من مطابع من صاحبها إدجار جلاد باشا بعد بيع عزبة والدته أمينة هانم برهان نور.. وتولي حسين فهمي رئاسة تحريرها كشىء طبيعي وأنور السادات مديراً عاماً للدار فاختلف الاثنان من أول يوم حينما كتب السادات مقالاً يهاجم فيه خالد محيي الدين بعنوان (الصاغ الأحمر)!! ورفض حسين فهمي نشر المقال، ففوجئ به في الجريدة وفي الصفحة الأولى! في اليوم التالى!! فاستقال حسين فهمي صاحب الدار!! ولم يحاول أحد أن يراجعه في الاستقالة!! بل تم قبولها فوراً وتم تعيين جلال الحمامصى رئيسًا، للتحرير وحدث نفس الأمر في جريدة (المصرى) لصاحبها محمود أبوالفتح خلال أزمة مارس 1954، فصدر قرار عبدالناصر بإنشاء جريدة اسمها (الشعب) يكون رئيس تحريرها صلاح سالم... و... و... ومعه حسين فهمي.. فرفض الاثنان القرار.. رفض صلاح سالم أن يكون له شريك في رئاسة التحرير ورفض حسين فهمي أن يكون اسمه بعد هذا التاريخ الطويل في الصحافة -أن يكون اسمه تحت اسم صلاح سالم.. استقال حسين فهمي وقرر اعتزال الصحافة نهائياً!! واعتكف في بيته الذي أصبح (بيت الأمة الصحفي)!! بيت مفتوح لكل الزملاء الصحفيين والكتاب والمفكرين.. وهنا حان وقت انتخابات النقابة.. فرشحت الثورة جلال الحمامصى نقيباً بصراحة وإعلان.. وبلا أى خجل.. وكانت حكاية محاكمة أصحاب جريدة (المصرى) ومصادرة أملاكهم مثل حكاية (رأس الذئب الطائر).. الكل خائف من الثورة التي تحاكم الكبار وتصادر أملاكهم.. وتشرد الصغار وتحرمهم من أعمالهم.. وساد جو أن النقيب القادم هو جلال الحمامصى لا شك.. هنا تحرك كبار صحفيي جريدة (المصرى) وعلي رأسهم أحمد فهمي مدير التحرير ومرسى الشافعى وحاولا إقناع حسين فهمي بأن يرشح نفسه والكل سينتخبه.. فالرأى الصحفي العام معه.. ولكن حسين فهمي الذي خسر كل شيء خسر ماله ومال والدته وخسر أكبر منصبين ورا بعض.. لا يريد كما يقول أن يخسر نفسه أيضاً.. وأصر علي الرفض فقام أحمد فهمي بأجرأ عمل.. رشح حسين فهمي رغم أنفه وتحمل مسئولية التوقيع باسمه.. ثم.. ثم.. ثم.. كانت المفاجأة الكبرى والعظمى.. اكتساح ليس له مثيل.. اكتسح حسين فهمي كل الأصوات بدرجة أن جلال الحمامصى لم يحتمل جو النقابة المعادي له فترك المبنى كله.. وعاد إلي بيته واعتكف فترة.. جن جنون عبدالناصر.. وقيل إنه لم ينم طول الليل وطلب تقارير الأمن والمخابرات فقرر اعتقال أحمد فهمي فوراً.. في نفس الوقت الذي كان أحمد فهمي في عرض البحر على باخرة في طريقها إلي بيروت!!

الانتخابات الثانية الأكثر من مشهورة أيضاً موعدى معكم العدد القادم بإذن الله تعالى.