عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

- كم عدد النساء في المجلس النيابي الجديد؟!

- أكتب قبل أن يتم الاحصاء النهائي بعد الاعادة.. ولكن دعوني اروي لكم كيف دخل النساء مجلس النواب ومن صاحب الفضل في ذلك..

فتاة في الشهادة التوجيهية «الثانوية العامة الآن» حملت لواء جهاد المرأة من أجل هذا الغرض ولم تبلغ بعد السبعة عشر عاماً!! اسمها منيرة ثابت صاحبة أول رسالة تلقاها أول مجلس نيابي في مصر الذي انعقد يوم 15 مارس 1924 بعد صدور دستور 1923، عابت الفتاة على الدستور اغفاله حقوق النساء السياسية!! وكان هذا اول صوت نسائي يطالب صراحة بحق المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية.. صوت موجه «رسميا» نحو المجلس الذي يملك اعطاء هذا الحق.. نعم كانت هناك حركات تمهيدية قادتها هدى شعراوي في اعقاب ثورة 1919، ولكن لم يتجرأ احد بالمطالبة الجادة لأخطر مجلس سوى فتاة في هذه السن المبكرة.. نالت الفتاة التوجيهية عام 1924 ورفضت كل كليات التعليم العالي قبولها فالتحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة ولكن آخر عام بالدراسة في باريس حيث الشهادة!! وكانت أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة وتم قيدها في نقابة المحامين أمام المحاكم العادية والمحاكم المختلطة!!

ورفضت المحاكم المختلطة أن تترافع باللغة العربية وأصبحت تترافع باللغة الفرنسية.. وهذا شجعها لكي تصدر جريدة فرنسية اسمها «لاسبوار» تعثرت طبعا في البداية ففوجئت برجل عظيم مهيب يقف بجانبها ويقدم لها كل المساعدات وأزيد.. انه الصحفي الكبير عبد القادر باشا حمزة صاحب جريدة «البلاغ» المعجب بالمقالات النارية التي تكتبها هذه الصحفية الناشئة فقرر أن تصدر «لاسبوار» باللغة العربية أيضاً والطباعة والورق ومصاريف اخرى من جريدة «البلاغ».. وبالفعل صدرت جريدة «الأمل» يعني نفس المجلة الفرنسية تصدر أيضاً بالعربية بنفس الاسم.

ثم تحول اعجاب الباشا الكبير بالصحفية الشابة الى حب كبير.. فكان الزواج المفاجئ لكل الاوساط العليا بمصر.. لذا لم يستمر الزواج لفارق السن الكبير.. والفارق في كل شىء فكان الانفصال تبعه غلق الجريدة «لاسبوار» الفرنسية وظلت الشابة الوطنية المجاهدة الطموحة تصدر مجلة «الأمل» بعد أن كانت جريدة يومية ولكن على حساب رغيف عيشها لا تأكل ولكن تكتب وتصدر المجلة لفتت مقالاتها نظر انطون الجميل رئيس تحرير الاهرام بل ونظر كبار صحفيي الاهرام وغير الاهرام فاتفق معها الجميل على أن تكتب في الاهرام فقط!! فأغلقت مجلة «الأمل» وأصبحت الكاتبة المصرية الاولى في تاريخ الاهرام التي تنشر مقالاتها في الصفحة الاولى.

وظلت تكتب في «الاهرام» الى أن بلغت من العمر أرذله.. ومع ذلك لم تقعدها السن ولا بعثرة وضياع كل املاكها وجواهرها.. فقد جاءت ثورة 1952 في نفس اللحظة فتحولت الى فتاة السبعة عشر عاما!! فقد كان هذا هو «الدفع الثوري» الذي كانت تنتظره.. وكان الاتصال بين الوطنية العجوز والشباب المتحمس بلا خبرة منحسرا في الحلم الكبير دخول المرأة المجلس النيابي بل والوزارة. كل الحقوق السياسية.. ثم انهارت امام مرض مفاجئ وان كانت لم تلحق بتحقيق احلامها الا أن نضالها وتاريخها وردة بيضاء على صدر كل امرأة في مصر.