رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

عرضنا فى المقال السابق الجزء الأول من مقال الصهيونى العجوز هنرى كسينجر الذى يخلط فيه الأوراق ويدس السم فى العسل والمنشور فى جريدة «وول ستريت جورنال» فى 16 أكتوبر، ونعرض هنا الجزء الباقى من المقال فى أمانة كاملة ثم نعلق عليه ونفضح أكاذيبه.

يقول كسينجر إن الكثير يتوقف على كيفية تفسير الأطراف المختلفة للأحداث فهل يمكن تهدئة خيبة أمل حلفائنا السنيين؟ وكيف سيفسر قادة إيران الاتفاق النووى عند تطبيقه؟ هل على أنه هروب من كارثة وعودة لإيران إلى النظام الدولى؟ أو سيفسرونه كنصر لهم يحقق أهدافهم الرئيسية ضد رغبة مجلس الأمن ويتجاهلون التهديدات الأمريكية ويعودون لدورهم المزدوج كدولة شرعية بجانب حركات تتحدى النظام الدولى؟

هناك قوتان متعارضتان تتجهان نحو المواجهة كما كان الحال فى أوروبا الذى أوصلها إلى الحرب العالمية الأولى، وحتى بالأسلحة التقليدية فإن الحفاظ على توازن بين قوتين جامدتين يحتاج لقدرة غير عادية على تقدير ميزان القوة الحقيقى وفهم ما يؤثر على هذا التوازن، والحركة الحاسمة لإعادة ميزان توازن القوى إلى مكانه، وهى إمكانيات لا تحتاجها دولة مثل أمريكا يحميها محيطان واسعان ولكن الأزمة الحالية واقعة في عالم أسلحة نووية وفضائية غير تقليدية تتنافس فيه القوى الإقليمية على تحقيق توازن قوى، فنظام منع انتشار الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط على وشك الانهيار، وإذا انتشرت الأسلحة النووية فى المنطقة فالكارثة وشيكة يصعب تجنبها، ولذا فعلى أمريكا الإصرار على منع هذا الانتشار فى كل دول المنطقة التى تطمع فى الوصول لسلاح ذرى.

لقد بذلنا جهداً ضخماً فى مناقشة هذا الموضوع، وما نحتاجه هو مفهوم استراتيجى وترتيب أولويات طبقاً للمبادئ التالية:

- طالما كانت داعش قائمة ومسيطرة على مناطق محددة سيزداد التوتر فى المنطقة وتتهدد كل الأطراف ويمتد خطرها إلى خارج المنطقة، فهى تشجع الجهود من خارج المنطقة لتحقيق الأطماع الاستعمارية للجهاديين، ولذلك فتدمير داعش أهم من إسقاط حكم بشار الذى فقد السيطرة على نصف دولته حتى الآن، وعلينا أن نضمن ألا تتحول منطقة داعش الحالية إلى جنة للإرهابيين، أما العمل العسكرى الأمريكى غير الحاسم حالياً فهو يساعد داعش فى تجنيد المزيد من الإرهابيين الذين يشجعهم وقوف داعش فى وجه أمريكا.

- لقد سلمت أمريكا بدور عسكرى روسى بصرف النظر عما يسببه ذلك من ألم لصانعى نظام سنة 1973، ففى الشرق الأوسط يتعين التركيز على الأولويات فهناك عدة استراتيجيات أفضلها أن تتم استعادة الأرض التى تحتلها داعش عن طريق قوات سنية معتدلة أو قوات خارجية بدلاًمن استردادها بمعرفة جهاديين إيرانيين أو قوى استعمارية، وبالنسبة لروسيا فاقتصارها على محاربة داعش قد يجنبنا حرباً باردة جديدة.

- والأرض المستردة من داعش يجب أن توضع تحت سيطرة السنة التى كانت قائمة قبل تفكك كل من العراق وسوريا، ويجب على دول المنطقة الأخرى مثل السعودية ومصر والأردن المساعدة فى ذلك، وكذلك تركيا بعد أن تحل أزمتها الدستورية.

- وبعد سحق القوى الإرهابية واسترداد الأرض تحت حكم غير متطرف يجب أن يكون مستقبل سوريا فيدرالياً بين السنة والعلويين، وهذا سيعطى لبشار الأسد فرصة البقاء ويقلل مخاطر القتل الجماعى أو الفوضى التى تقود للإرهاب.

- يكون دور أمريكا الضمان العسكرى للدول السنية كما وعدت أمريكا خلال مفاوضاتها مع إيران.

- دور إيران سيكون حيوياً، وعلى أمريكا أن تكون مستعدة للحوار مع إيران التى تعود لحدود الدولة القومية حسب النظام الدولى.

- على أمريكا أن تحدد الدور الذى ستلعبه فى القرن الحادى والعشرين، والشرق الأوسط سيكون التحدى الأول وربما الأصعب لنا، والمهم ليس قوة أمريكا العسكرية ولكن تصميم أمريكا على فهم العالم الجديد وتطويعه.

وإلى هنا ينهى الذئب المسعور كسينجر بث سمومه بعد أن كشف عن حقيقة نواياه التى تتلخص فى بقاء الهيمنة الغربية على العالم بالألاعيب السياسية بعد أن عجزت أمريكا عن استمرار الهيمنة المنفردة على العالم فى وجود روسيا والصين ونسرد فيما يلى أهم ما فى خطاب كسينجر من سموم وأكاذيب:

(1) يبدأ الذئب العجوز أكاذيبه بالادعاء بأن أمريكا قادت الحرب على الإرهاب فى أفغانستان والعراق وأن السعودية ودول الخليج ومصر كانت حليفة أمريكا فى هذه الحرب، ويتجاهل تماماً أن مسرحية 11 سبتمبر سنة 2001 كانت من إخراج المخابرات الأمريكية لتبرير غزو أفغانستان والعراق لبدء تنفيذ مؤامرة إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على أساس عرقى ودينى وطائفى، ونذكر القارئ هنا أنه حتى الأكاذيب الأمريكية لم تزعم بأنه كان هناك دور للعراق فى أحداث سبتمبر سنة 2001 بل كان الزعم بأن غزو العراق كان بسبب وجود أسلحة دمار شامل لديه ولما تبين أن هذا الزعم معدوم الأساس تماماً بدأ ترديد أكاذيب أخرى مثل نشر الديمقراطية بالعراق وغيرها لمواجهة الإرهاب المزعوم، ولا نتصور كيف تبلغ الجرأة بالذئب العجوز أن يزعم بأن غزو العراق كان للقضاء على الإرهاب..

(2) بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً لأى شك أن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية كان من صنع المخابرات الأمريكية لإمكان إشعال حروب أهلية فى المنطقة على أسس دينية بين السنة والشيعة، وبعد أن أعلنت شركة تويوتا مؤخراً على سبيل المثال أنها باعت ستة آلاف سيارة ذات الدفع الرباعى دفعت ثمنها قطر والسعودية وسلمت لأمريكا، وهى السيارات التى سمح للخونة من عصابة الإخوان المسلمين خلال السنة السوداء لحكمهم بحشدها فى سيناء وحدود مصر الغربية مع ليبيا، وهى السيارات التى قام جيشنا الباسل ومازال بتدميرها فى سيناء وفى غرب مصر، بعد كل هذه الحقائق الدامغة يجرؤ الذئب الكذاب على الزعم بأن أمريكا غاضبة على مصر لأن مصر لا تراعى حقوق الإنسان، يا سبحان الله، أمريكا التى قتلت ثلاثة ملايين فيتنامى ومليون أفغانى وعراقى وشردت الملايين فى الدولتين بحروبها العدوانية، أمريكا التى أنشأت مؤخراً وزارة لما سمته الأمن الداخلى يستطيع وزيرها القبض على أى إنسان لمدد غير محدودة ودون مواجهته بتهمة معينة إذا كان الأمن القومى الأمريكى يقتضى ذلك،أمريكا التى رآها العالم وهى تمارس أحط وأبشع صور التعذيب فى سجون ومعتقلات مثل جوانتانامو وأبوغريب والكثير غيرها، أمريكا هذه غاضبة على مصر بسبب حقوق الإنسان، حقاً إن الذين اختشوا ماتوا، ولكن الذئب العجوز مازال حياً!!

(3) يقول الذئب العجوز بصراحة تتعدى حدود الوقاحة إن أفضل حل هو القضاء على داعش التى صنعوها ومولوها وسلحوها، وتسليم الأرض التى تحتلها إلى قوى سنية معتدلة ويتم ذلك عند اللزوم باستخدام قوى خارجية أى حلف الناتو وأذنابه فى غرب أوروبا، ثم إقامة نظام فيدرالى فى سوريا بين السنة والعلويين، فيعطى بذلك أملاً للأسد فى البقاء فى السلطة ولو فى جزء من سوريا.

لا تسمح المساحة المتاحة بالاستطراد فى تفنيد أكاذيب وسموم الذئب العجوز بأكثر من ذلك، ونكتفى فى النهاية بتذكيره بأن مؤامرة إعادة تقسيم الشرق الأوسط قد فضحت أمام العالم كله وأن شعب مصر العظيم بقيادة ابنه البار عبدالفتاح السيسى قد قام بثورة خالدة فى 30 يونية سنة 2013 أسقطت المخطط الشرير وكل عملائه، وأن مصر بمساعدة أصدقائها الحقيقيين فى روسيا والصين وباقى دول العالم الراغبة فى السلام والعيش الهادئ سائرة على طريق مواجهة مخطط العدو وسحق عملائه وكل القوى الإرهابية التى تقف وراءه تموله وتسلحه، وإنها منتصرة بإذن المولى وتحت راية الحق التى ترفعها مهما كان الطعم المرير الذى يشعر به الذئب العجوز ومن والاه عند رؤيتها ترفرف على شرق أوسط حر.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد