عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

مهما كانت نتائج الانتخابات فهو أمر خير لنا.. فقد كان حزب الوفد هو أكثر الاحزاب بل أكثر الناس جميعاً فى حاجة لاجراء انتخابات حرة فى ظروف جديدة، الدنيا تغيرت والظروف تغيرت وكان الوفد صاحب الأغلبية العظمى منذ كان فيه حاجة اسمها برلمان لأول مرة فى 15 مارس عام 1924 بعد صدور دستور 19 ابريل 1923.. فما هو الموقف بعد؟؟

مر على الوفد ظروف غير عادية بعد الثورة غير المباركة.. فما هو موقف الشعب من الوفد بعد ذلك؟

بعد خبرة 64 صحافة.. تعالوا نستفيد من الماضى العظيم لحزب الوفد.. ونرسم الطريق.

كان الوفد هو كل الشعب المصرى ايام سعد زغلول والتوكيلات وشخصية سعد وجاذبية إلهية لم يتمتع بها الا قليلون على مستوى زعماء العالم على مدى التاريخ.. ثم جاء مصطفى النحاس بالكاريزما ايضاً وكان صاحب الاغلبية فى البرلمان عندما تجرى انتخابات «شبه حرة».. أو انتخابات «غير فاجرة» مثل انتخابات اسماعيل صدقى مثلاً!!

ولكن الذى احتفظ بشعبية الوفد حقيقة على مدى السنوات الطويلة بعد سعد «تسلل» بعض النواب رغم التزوير الواضح العلني.. وهؤلاء المتسللون من حسن حظ الوفد أنهم كانوا خطباء يحب الناس سماعهم.. ولا يمكن أن تمنعهم الحكومة ولا رئيس المجلس ولا اية قوة عن الكلام المستفيض الكثير الذى يقنع الخصوم.. وكان الناس يذهبون الى قاعات المحاكم ليستمعوا للمرافعة عن متهمين لا علاقة لهم بهم!!.. أشهر هؤلاء فى الزمن البعيد كان صبرى أبو علم ومكرم عبيد.. وكان مكرم كثيراً ما يستشهد بآيات من القرآن الكريم.. وذات مرة سأل القاضي:

< هل="" انت="" مؤمن="" بالقرآن="" الذى="" تستشهد="">

- فرد عليه مكرم باشا:

< طبعاً="" مؤمن="" به="" كما="" تؤمن="" انت="" أيضاً="">

- فتعجب القاضى من الرد وصمت ولم يعلق.. فقال له مكرم باشا:

< المؤمن="" الحقيقى="" هو="" الذى="" يؤمن="" بكل="" الكتب="" وكل="" الانبياء="" لا="" نفرق="" بين="" أحد="" منهم!!="" ألم="" ينص="" القرآن="" على="" هذا="" ياسيادة="">

هكذا كان مكرم وأبو علم أقوياء الحجة.. يكسبان القضايا الشخصية وأيضاً القضايا الوطنية تحت قبة البرلمان.

وكان بجوار مكرم وأبو علم آخرون لهم ثقلهم.. فظل الوفد حتى وهو بعيد عن السلطة يكسب الرأى العام الذى كان يتابع جلسات البرلمان جلسة جلسة.

بل كانت الصحف تتبارى فى نشر كل تفاصيل الجلسات مثل كرة القدم الآن!! كل ما فى الجلسة وحول الجلسة وما قبل وبعد الجلسة.. وتخصص بعض الصحفيين فى تغطية أخبار البرلمان.. وكانت جريدة «البلاغ» لصاحبها «عبد القادر حمزة باشا» يتهافت على شرائها الناس.. لأن المحرر اسمه «محمد السوادي».. ولما زاد توزيع البلاغ بدرجة كبيرة استقال السوادى وفتح مجلة خاصة اسمها «السوادي»!!

<>

أريد أن ألفت نظر اخواننا فى حزب «الوفد» أن الفرصة مازالت قائمة ليستعيد الوفد مكانته الشعبية الكبرى مهما كانت نتيجة الانتخابات.. وقلة عدد الناجحين

فرغم وفاة صبرى باشا أبو علم وخروج مكرم باشا من الوفد ظهر عزيز فهمى وابراهيم طلعت نائب الاسكندرية الشهير الذى لم يسقط قط فى أية انتخابات.. وكان مشهوراً بأنه برئة واحدة بعد استئصال احدى رئتيه.. ومع ذلك اذا وقف على منبر المجلس كان الصمت الرهيب يسود القاعة.. وكان يطيل فى الكلام بحماس وكان رئيس المجلس يداعبه قائلا: رأفة بصحتك يا ابراهيم بك.. ولحق بهما مصطفى موسى الذى فاز لأول وآخر مرة على سيد جلال معبود باب الشعرية.. ومع مصطفى موسى تلاميذه كمال عبدالرازق وغيره.

<>

الخلاصة.. إننا نحتاج فى البرلمان القادم ولو اثنين أو ثلاثة نواب يجيدون الكلام والخطابة ويكونون موضوعيين لهم تاريخ وهذه أول خطوة لعودة الوفد.. الجديد.. بإذن الله.