رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يري البعض أن مصر –لا قدر الله– قادمة علي ثورة ثالثة، تهدف إلي تخريب وتدمير البلاد، كل هذا وصولاً لتنفيذ المخطط الأمريكي الغربي، المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

أصحاب هذا الرأي يقولون، إن مخطط الشرق الأوسط الجديد قد وضعته أمريكا وحلفاؤها بهدف تخريب وتدمير منطقة الشرق الأوسط، وتقسيمها إلي دويلات صغيرة، تحقيقاً لمصالحهم ومصلحة إسرائيل، إلا أن مصر أفسدت هذا المخطط، واستطاعت الفكاك منه بثورة 30 يونية سنة 2013، التي أظهرت مدي تلاحم الشعب المصري مع جيشه بصورة أذهلت أمريكا نفسها. يري أصحاب هذا الرأي أن أمريكا وحلفاءها يفكرون الآن في جولة ثالثة، يحاولون من خلالها تنفيذ مخططهم المسموم.

يتصور أصحاب هذا الرأي أن أمريكا وحلفاءها، استطاعوا في الآونة الأخيرة الوصول إلي أعوان جدد لهم في مصر –عملاء جدد- هؤلاء العملاء بدأوا الآن بالفعل بث سمومهم وأكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما من خلال التركيز علي النواحي الاقتصادية وخاصة التأثير علي أسعار صرف العملات الأجنبية لإحداث الاضطراب في أسعار السلع الأساسية. يري أصحاب هذا الرأي أن من بين هؤلاء العملاء والمأجورين من يعمل في الإعلام ويستغل بعض القنوات الخاصة لإثارة الشعب، بل إن هناك من الأحزاب من يتعاون معهم في سبيل تنفيذ هذا المخطط المسموم.

وبنظرة متأنية لهذا الرأي، نجد أنه ربما يكون صحيحاً بالنسبة للمنطقة العربية بوجه عام. صحيح أمريكا وحلفاؤها لن يهدأ لهم بال ألا بعد تنفيذ مخططهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد، بل إنهم لن يتورعوا في فعل أي شيء للوصول إلي هدفهم وإشاعة الفوضى في المنطقة، كما نري الآن في سوريا والعراق وليبيا واليمن، كل ذلك لتحقيق مصالحهم ومصلحة إسرائيل، هذا الأمر أصبح الآن معلوماً للكافة بل وزيادة، فنحن علي يقين من أن أمريكا وحلفاءها يخططون الآن لجولة الثالثة، وربما رابعة أو خامسة، إذا ما أخفقوا كما حدث في المرات السابقة.

أمريكا وحلفاؤها يخططون منذ سنوات بعيدة لتقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط كلها، بدليل أن الدول التي ابتليت بداء الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها أمريكا وحلفاؤها، مثل العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، لم تهدأ ولن يهدأ الصراع فيها إلا بالتقسيم، كما حدث من قبل في السودان. لو كانت أمريكا جادة حقاً في رغبتها للقضاء علي الإرهاب، سواء أكان في صورة تنظيم داعش، أم في صورة كتائب القسام، أم أي من الفصائل المتناحرة هنا أو هناك، لفعلت هي وأعوانها وقضت نهائياً علي تلك الكيانات الإرهابية المتطرفة.

أمريكا وأعوانها -مع الأسف الشديد– يريدون للفوضى الخلاقة التي ابتدعوها أن تستمر، كل هذا من أجل تحقيق حلمهم بتقسيم منطقة الشرق الأوسط لصالحهم ولصالح إسرائيل. الاجتماعات والاتفاقات التي تجريها أمريكا في الظاهر ضد الإرهاب والإرهابيين كلها كلام فارغ يخالف الحقيقة تماماً، فإنهم لا يريدون وقف القتال في أي دولة من دول المنطقة التي أصيبت بما أسموه الفوضى الخلاقة، ومع الأسف الشديد سيحاولون مراراً وتكراراً الإيقاع بباقي الدول التي لم يصبها هذا الداء اللعين، وكذا الدول التي استطاعت الفكاك منه في أول مرة مثل مصر وتونس.

أما فيما يتعلق بالشأن المصرى، فالأمر مختلف تماماً، فهذا الرأي إن صح بالنسبة للدول التي وقعت في فخ الفوضى، فإنه لن يجدي نفعاً بالنسبة لمصر والمصريين. الشعب المصري ثار مرتين للخلاص من الفساد ومن فخ تلك الفوضى التي جرت إليها بعض البلدان العربية، كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، هذا الشعب أصبح الآن يقظاً تماماً للمخططات الغربية التي تحاك للمنطقة العربية، ومن الصعب جداً علي أمريكا وحلفائها أو المعاونين لهم في الداخل والخارج أن يوقعوا به مرة أخري، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

لقد أصبح الآن معروفا للكافة، الصغير قبل الكبير، والجاهل قبل المتعلم، كل المساعي الأمريكية  لتوسيع هوة الخلاف والفوضى في المنطقة العربية. ونحمد الله أن وهب مصر قيادة رشيدة تعي جيداً حجم التحديات التي تحيط بالمنطقة. فقد كانت كلمة سيادة الرئيس يوم الأحد الماضي، واضحة الدلالة في إرسال التوجيهات اللازمة للحكومة والجيش للتصدي للمحاولات البائسة لعملاء أمريكا في الداخل والخارج، سواء بالنسبة للبلبلة التي تحاول صناعتها بعض وسائل الإعلام، لاسيما من خلال محاربة الشعب المصري في قوت يومه، هذا بالإضافة إلي تقديم الدعم اللازم للسيطرة علي الزيادات غير المبررة لأسعار السلع الأساسية.

حفظ الله مصر، وجنبها شرور الحاقدين والكارهين... وتحيا مصر.