عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإقبال الضعيف علي التصويت في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية، الذي لاحظه غالبية المحللين السياسيين، أمر كان متوقعا. في تقديري، فهناك عدة أسباب جعلت اغلبية الناخبين يعزفون عن المشاركة في تلك المرحلة من الانتخابات البرلمانية.

أول هذه الأسباب، ان الشعب المصري لم يمارس الديمقراطية الحقة طوال عشرات السنين. فقد تعود الشعب علي أن حزب الحكومة ومرشح الحكومة سوف ينجحان، سواء ذهب أم لم يذهب إلي صناديق الاقتراع. وبالتالي، فقد اعتاد أغلبية الناخبين علي أن الحكومة هي التي تتولي عملية اختيار اعضاء البرلمان . الديمقراطية ممارسة وليست كلاما ولا أغاني أو شعارات، الديمقراطية تحتاج إلي قسط كبير من الثقافة والتعليم ، فلا يمكن للأميين مثلا وأنصاف المتعلمين أن يعرفوا ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.

الأغلبية الغالبة من شعبنا لا يهمه في هذه الدنيا إلا راحته وقضاء متطلباته، فنحن مازلنا في السنة الأولي ديمقراطية، والأمر يحتاج منا جهداً كبيراً حتي يشعر الشعب بحقوقه وواجباته السياسية. قد يتساءل البعض: ولماذا كان هناك إقبال في الانتخابات البرلمانية سنة 2012، والجواب ان انتخابات 2012 لم تكن فيها منافسة بين مرشحين علي الإطلاق، انما المنافسة كانت بين كتلتين المدنية والدينية، فالشعب توجه من أجل اختيار إحدي الكتلتين، هذا فضلا عن أن انتخابات 2012 كانت الإغراءات المادية فيها كبيرة جداً، خاصة مع الطبقة الفقيرة.

والسبب الثاني، هو الهموم والمشاكل الملقاة علي عاتق غالبية الشعب المصري، ومن اهم هذه المشاكل التي جدت علينا ، الارتفاع الرهيب في الأسعار، بحيث جعل الناس في هم كبير. هذا فضلا عن أن الامن لم يستتب بعد، فمازالت جرائم الاختطاف متفشية وكذا سرقة السيارات ، بالإضافة إلي أننا كل يوم نسمع عن تفجير هنا وتفجير هناك، وشهيد هنا وشهيد هناك. ارتفاع الأسعار وعدم استتباب الأمن جعل الكثيرين لا يكترث بممارسة الديمقراطية والذهاب إلي صناديق الاقتراع.

السبب الثالث، هو طريقة الانتخاب نفسها، فقد جمعت الانتخابات بين طريق الانتخاب بالقائمة والانتخاب الفردي، هذا الأسلوب جعل الكثير من شعبنا في حيرة حتي المثقفين، فما بالنا بغير المثقف. بالله عليكم - كيف للأمي أو حتي انصاف المتعلمين، أن يختاروا بين مرشحين بالنظام الفردي بالإضافة إلي الاختيار بطريق القائمة؟ كل هذا في حين أنه لا يستطيع القراءة. وبالتالي، فلابد من العودة إلي طريقة الانتخاب الفردي للتيسير علي جموع الشعب المصري، واما الانتخاب بالقائمة بشرط تقوية الأحزاب وانتشارها في الشارع .

بقي سبب أخير، هو عدم اقتناع الكثيرين بضرورة وجود البرلمان في ظل الظروف الحالية، فنحن في حالة حرب علي جميع الجبهات، هذا فضلا عن أن الدول الغربية وخاصة أمريكا وحلفاءها مازالوا متربصين بنا ويريدون النيل منا في اقرب فرصة. عدم الاستقرار الداخلي وعدم الاستقرار الخارجي لا يسمح في وجهة نظر الكثيرين بوجود البرلمان. صحيح أن البرلمان له اهمية كبري بالنسبة للعالم الخارجي ولكن الظروف الحالية لا تسمح بوجود البرلمان، حتي تنقشع الغمة من علي صدورنا جميعا.

وعلي كل حال، فالأمل مازال قائما في إقبال المزيد في المراحل القادمة، فمازلنا في المرحلة الأولي من ماراثون الانتخابات البرلمانية، فهناك بعض المحللين السياسيين لا يكترث بتلك المؤشرات الأولية ، ويري ان الشعب المصري مازال لديه الوعي الكافي لأهمية المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، ويري ان العبرة أولاً وأخيراً بما سوف تنطق به اللجنة العليا للانتخابات بعيدا عن اي توقعات أو تكهنات من هنا او هناك، خاصة ان نتيجة الانتخابات الرئاسية قد جاءت علي خلاف التوقعات الأولية التي صدرت آن ذاك.

وأياً كان الرأي، فإننا مازلنا علي بداية طريق الديمقراطية، ولابد لنا ان نبدأ في هذا الطريق فهو الطريق الوحيد الذي سيأخذ بنا إلي التقدم والرقي. مع الوقت والممارسة الحقة للديمقراطية والتعليم الجيد، سيبدأ شعبنا في فهم الديمقراطية ، ويبدأ في الممارسة الصحيحة لها ، بأن يحكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق اختيار نوابه الصالحين.

وتحيا مصر ... تحيا مصر  ...  تحيا مصر