رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

سقط الأسبوع الماضي بمكة المكرمة عديد من الحجاج بين جرحى وقتلى أثناء توجههم لقذف الجمرات، وقد بلغ العدد حتى وقت تحرير هذا المقال «769» قتيلاً، و«934» مصاباً، وبينهم من المصريين «55» قتيلاً، و«26» مصاباً، و«100» مفقود!! وبالطبع هذه كارثة خطيرة لحجاج بيت الله الحرام، وقد سبقت هذه الكارثة الهائلة بأسبوع كارثة أخرى لعدد أقل من الضحايا الحجاج وهى كارثة سقوط ذراع أحد الأوناش العملاقة على الحجاج الذين كانوا في طريقهم لرمي الجمرات، وقد أمر خادم الحرمين الشريفين وولي ولي العهد السعودي باجراء تحقيق دقيق في الحادثتين.

ورغم أنه يتعين بالتأكيد انتظار ما سوف تسفر عنه التحقيقات في هاتين الكارثتين المروعتين فإنه يجب التحليل العقلي لتداعيات الحدثين للتوصل الى افتراضات منطقية لأسباب هذه الكوارث، وكيفية منع تكرارها مستقبلاً مع علاج الآثار المترتبة عليهما.

وقد أعلنت أجهزة الدفاع المدني السعودي أن الحادث الخاص بسقوط الونش قد ترتب على عاصفة هوائية شديدة اسقطت الذراع التي انفصلت عن الونش!! وقتلت وأصابت عددا كبيراً من الحجاج، وأول تعليق على هذا التفسير أنه كان هناك في الموقع عدد آخر من الأوناش المماثلة لم تسقطها الرياح العاصفة، كما أن العاصفة المزعومة لا يتصور أن تُحدث هذا السقوط وتفصل الذراع التي تزن مئات الأطنان من الصلب وبالتالي فإنه يتعين التدقيق والبحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الذي يمكن أن يقع بفعل فاعل مجرم سواء بإسقاط الذراع فجأة يدوياً على الحجاج، أو بتفكيك مفصلة الذراع القاتل يدوياً، أو بوضع متفجرات في هذه المفصلة مما يؤدي الى فصلها وسقوطها وهذا ما يجب أن يتعمق المحققون في بحثه للتوصل الى الحقيقة فيما إذا كان قد حدث السقوط لذراع الونش عمداً بأي من هذه الطرق أو أن شدة الرياح قد اختارت هذا الونش دون غيره لقتل الحجيج!!

وأرجح أنه لم يتم التفجير لعدم سماع صوت ذلك التفجير فيما نشر اعلامياً عن الحادث!! ولقد أصدر خادم الحرمين أوامره بتعويض القتلى والمصابين في الحادث!! واتخاذ اللازم لعلاج وشفاء الجرحى، وأستبعد أن تكون الرياح الشديدة هى التي تسببت في وقوع الحادث، وأرجح أن يكون قد تم عمل باحدى الوسائل السابق ذكرها وسببت هذا الترجيح أن المملكة السعودية تخوض حالياً حرباً في اليمن ضد الإرهابيين الحوثيين المتحالفين مع قوات عبدالله صالح الرئيس اليمني المخلوع، والثابت أن ايران تمارس نشاطاً إرهابياً وتخريبياً في الخليج العربي وبالنسبة للمملكة السعودية وذلك ضمن الصراع الشيعي - السني!! وذلك بعد ان أبرم الاتفاق الخاص بالنشاط النووي الايراني ومن المعقول ان تنفذ الجريمة بتحريض ومساعدة من عملاء ايران في الحج لإرهاب النظام السعودي الحاكم وكذلك لإظهار عجز الدولة السعودية عن تأمين ورعاية الحجاج!!

أما بالنسبة للحادث الخطير الثاني فإنه يمكن أن يقع هذا الحادث بتدافع عشوائى وتلقائي من آلاف الحجاج المتوجهين الى مرمي الجمرات وفي هذه الحالة يكون السلوك العشوائي من الحجاج هو المسئول الأول عن الحادث مع الاهمال الجسيم الذي ارتكبه حراس الأمن، والذي أدى الى التصادم بين الحجاج والدهس للآلاف منهم الذين كما ذكر إعلامياً ثم الضغط عليهم ودفعهم الى طريق لا يؤدي الى موقع رمي الجمرات!!

ومع ذلك فإن قرب وقوع هذا الحادث الشنيع بالحادث السابق الخاص بالونش، يدعو مع الظروف الخاصة بالصراع الايراني والحوثي باليمن الى افتراض أنه قد تم التعمد الغاشم من عناصر من عصابة الحوثيين وميليشيات عبدالله صالح لدفع الحجاج في منطقة معينة وإسقاط المئات الذي ادى الى موجة من التدافع العشوائى العنيف وإسقاط المئات الذي ادى بالتدافع ومحاولة الجري للخروج من الزحام القاتل الى سقوط المئات ودهسهم، الامر الذي ادى الى الخسائر البشرية السالف بيانها، وعموماً فإن التحقيقات سوف تسفر عن الحقيقة في الحادثين.

إنما يجب القول إن التدافع العنيف ودفع الحجاج بعضهم للبعض وسقوط المئات ودهسهم قد حدث من قبل حادث الاسبوع الماضي عدة مرات في موسم الحج في سنوات سابقة متوالية وايضاً بسبب التدافع لرمي الجمرات، ويعني ذلك أنهرغم الانشاءات والاصلاحات الكبرى التي تقدمها المملكة لتلافي الازدحام والتدافع لرمي الجمرات ومنها إنشاء عدة أدوار مبنية ليتسني للحجاج مباشرة المنسك الخاص برمي الجمرات دون تدافع عشوائي وقاتل فإن النفقات والجهد الذي بذل في هذه الانشاءات لم يمنع التدافع العمدي أو العشوائي من الحدوث وإسقاط مئات الجرحى والقتلى ويقتضي ذلك ان يتضمن التحقيق التدقيق في حقيقة ما حدث وخاصة اذا كان كما أرجح سبب الحادث استخدام الدفع والتدافع العمدي لوقوعه بدافع طائفي وتخريبي وسياسي لسبب الصراع السني - الشيعي والحرب ضد الارهاب!!

ومن الغريب بالنسبة للضحايا المصريين أن يكون هناك مائة حاج من المفقودين وهذا أمر غامض ومؤلم وذلك لاحتمال أن يكون هذا العدد قد تم دهسه وقتله وتشويه جثته ولم يتم تحديد هويتهم ومعرفة شخصيتهم نتيجة للاصابات الوحشية التي أدت الى الوفاة!! وقد يكون الاحتمال المعقول الثاني أن يكونوا هؤلاء الضحايا من المصابين بإصابات جسيمة وغير قادرين بالمستشفيات التي نقلوا اليها على التعريف بأنفسهم، وسوف يتضح من التحقيقات وتكرار البحث بمعاونة قيادات بعثة الحج المصرية وبمن يتم إرسالهم الى مكة من رجال الأمن المصريين للمشاركة في التحقيقات الوصول الى تحديد هوية وشخصية المفقودين، وليس معقولاً أن يتم خطف هذا العدد من الحجاج المصريين لانه ليس ثمة سبيل لاخفائهم بعد خطفهم بين العدد الذي تجاوز المليونين من الحجاج، ويجب أن نعترف أن هذا الغموض في مصير هذا العدد من الحجاج المصريين مبعثه عدم الالتزام بنظام التجمع المنظم خلال التوجه الى رمي الجمرات الأمر الذي ادي الى افتراض فقد المائة حاج.

ولا شك أن وقوع هذه الكارثة الكبرى في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك يعد أمارة شؤم وحزن وتعاسة تدعو الى اعلان الحداد المصري الرسمي ولو لمدة يوم واحد تكريماً للقتلى والمصابين والمفقودين من الحجاج المصريين بمكة المكرمة وذلك فضلاً عن باقي الحجاج من غير المصريين، وبيقين أن تبذل بعثة الحج والسفارة المصرية في السعودية كل جهد لمعرفة مصير المفقودين وتنظيم ترحيل الجثث التي لا تقبل أسرهم دفنهم في السعودية مع التحفظ على أموالهم وحاجاتهم!!

ولا يمكن أن نغفل في ختام هذا المقال الاهمال الواضح من رجال الأمن المسئولين عن تحقيق النظام بين الحجاج وتفويجهم ومنع التدافع بينهم سواء أكان عمدياً أم عشوائياً، ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو الرحمن الرحيم القادر على أن يقول لأي أمر كن فيكون والله ولي الصابرين.

رئيس مجلس الدولة الأسبق