رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كانت الصورة الإعلامية الغالبة هي أن حكم بشار الأسد علي وشك السقوط وأن القوي المعادية له وفي مقدمتها أمريكا وعصابات الإرهاب التي تمولها تكاد تحقق أغراضها في إسقاط حكم بشار الأسد الديكتاتوري وتفتيت سوريا إلي دويلات طائفية.

وبالمخالفة الكاملة لهذه الصورة نشر موقع الحركة الدولية لعالم عادل تحليلا مفصلا للوضع في سوريا في 13 أغسطس بقلم البروفيسور تيم أندرسون تحت عنوان صارخ هو «نصر استراتيجي سيحول وجه الشرق الأوسط» ننقله كما جاء قبل التعليق عليه.

يقول أندرسون إن سوريا ستنتصر رغم شلال الدماء الجاري حالياً والصعوبة الاقتصادية التي تواجهها. سوريا تسير بثبات نحو نصر عسكري واستراتيجي سيحول وجه الشرق الأوسط هناك أدلة واضحة علي أن خطة أمريكا لتغيير نظام الحكم وتفتيت الدولة السورية الي دويلات علي أساس طائفي قد فشلت، وهذا الفشل سيقتل الحلم الأمريكي الذي أعلنه منذ عشر سنوات چورچ بوش الابن لبناء شرق أوسط جديد خاضع. والنصر السوري المنتظر هو مزيج من تأييد شعبي حقيقي لجيشها الوطني في وجه أشرار متأسلمين ومساندة صلبة من حلفاء سوريا في مواجهة قوي معارضة دولية متشرذمة.

والصعوبات الاقتصادية التي تواجه سوريا وضمنها انقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة تزايدت مؤخراً، ولكنها لم تكسر إرادة الشعب السوري في المقاومة، فالحكومة توفر مواد الإعاشة الرئيسية بأسعار في متناول الناس، وتدير خدمات التعليم والصحة والرياضة وباقي الخدمات دون انقطاع، وتعود حاليا سلسلة من الدول المعادية في الماضي ومنظمات الأمم المتحدة إلي نشاطها في سوريا. وقد تحسن الوضع الأمني نتيجة اتفاق الدول الكبري الأخير مع إيران حليف الأسد مما يقوي محور المقاومة لدي سوريا.

إننا لا نستطيع معرفة الكثير عن حقائق الأوضاع في سوريا من الإعلام الغربي، الذي كذب كثيرا بشأن طبيعة الصراع في سوريا، وضمن الأكاذيب إخفاء مساعدة حلف الناتو للعصابات التكفيرية والمبالغة في نجاحاتها وإخفاء تراجعها في وجه الجيش السوري، والواقع أن العصابات الإرهابية لم تحرز تقدما منذ أن ساعدها تدفق المرتزقة الأجانب علي احتلال أجزاء من شمال مدينة حلب في منتصف 2012.

وعندما زرت سوريا للمرة الثانية في يوليو سنة 2015، رأيت كيف تحسن الوضع الأمني جدا حول المدن الرئيسية مقارنة بما رأيته في ديسمبر سنة 2013، تغلغل بعض عصابات الإرهاب التي مولها حلف الناتو في حمص ومعلولة وحول جبال قلمون ومهاجمة الطريق جنوب السويداء، أما هذا العام فقد استطعنا السفر دون عوائق بين دمشق وحمص والسويداء واللاذقية، كانت هذه المناطق سنة 2013، عرضة لهجمات يومية بقذائف المورتار، ويبدو أن الجيش السوري يسيطر حاليا علي 90٪ من المناطق كثيفة السكان، ونقدم للقارئ الحقائق التالية:

أولا: لم يكن هناك أبدا ثوار معتدلون فقد تحطمت حركة إصلاح سياسي سلمي علي يد إرهابيين إسلاميين تساندهم السعودية في ربيع سنة 2011، وفي الشهور الأولي من الأزمة كانت الكتائب المسلحة المتطرفة التي تساندها السعودية وقطر منتشرة بين درعا وحمص مثل مجموعة «الفاروق» التي ارتكبت فظائع عديدة ونسفت مستشفيات تحت شعارات من التطهير العرقي، ويعتبر السوريون حاليا كل هذه المجموعات فروعا من تنظم «داعش» الإرهابي، وعلي سبيل المثال تقول لمياء نحاس قائد ما يسمي بالثوار المعتدلين إن كل الأقليات السورية أشرار تجب إبادتهم. كما كان هتلر يقول، مما يؤكد أن الصراع الحالي يدور بين حكومة ديكتاتورية ذات سند شعبي وبين عصابات طائفية متأسلمة تساندها السعودية في حرب بالوكالة لحساب قوي كبري.

ثانياً: معظم الفظائع المنسوبة للجيش السوري ارتكبتها في الواقع عصابات يساندها الغرب كجزء من استراتيجية جر الغرب عسكريا في النزاع مثل مزاعم الأسلحة الكيماوية.

ثالثاً: الدمار الشامل الذي تسببه ما يسمي بالبراميل المتفجرة كما اعترف الصحفي الأمريكي نيروزين سنة 2012، مجرد مزاعم يومية عن ضحايا مدنيين دون دليل.

رابعاً: هذه التقارير التي تزعمها المعارضة هي ما تذيعه جماعات حقوق الإنسان الغربية كحقائق كجزء من الحرب الدعائية ضد نظام الأسد.

ورغم وجود إرهاب في أجزاء كبيرة من سوريا فلا «داعش» ولا غيرها من جماعات الإرهاب تسيطر علي الأجزاء كثيفة السكان ويخلط الإعلام الغربي عمدا بين تواجد الإرهاب وسيطرته علي الأرض فالأجزاء كثيفة السكان، ويخلط الإعلام الغربي عمدا بين تواجد الإرهاب وسيطرته علي الأرض، فالأجزاء كثيفة السكان في سوريا واقعة تحت سيطرة الجيش، وفي أي مواجهة مباشرة مع الإرهابين يفوز الجيش عادة وقد أحكم الجيش قبضته علي حلب وما حولها بينما تمكن حزب الله من سحق داعش في جبال قلمون علي حدود لبنان، ويعمل جهاز الدولة السوري بكفاءة رغم سنوات الإرهاب والعقوبات الغربية فملايين التلاميذ منتظمون في المدارس والجامعات رغم وجود نسبة بطالة وانقطاع التيار الكهربائي كثيرا، ورغم ذلك فالحياة اليومية تسير.

وقد أصبحت الإجراءات الأمنية ومراكز التفتيش شيئا عاديا للناس يتقبلونه بصبر وتعاون مع الجنود ولا توجد مناطق منع تجول وقد أخبرنا محافظ اللاذقية أن محافظته بها مليون ونصف المليون لاجئ من مناطق أخري في سوريا من الشمال بسبب الهجمات الإرهابية، وتؤوي محافظة السويداء في الجنوب مائة وثلاثين ألف لاجئ لنفس الأسباب.. أما الجزء الأكبر من الستة ملايين الذين تركوا منازلهم نتيجة الإرهاب فيقيم في دمشق في أماكن إيواء حكومية.

أما ما تشيعه المعارضة والإعلام الغربي من قتل الجيش للمدنيين علي نطاق  واسع فمجرد دعاية سوداء ضد الحكومة لا وجود لها علي الأرض.

أن الحرب في سوريا تدور رحاها علي الأرض في مناطق كثيرة من مبني إلي مبني مما يكبد الجيش خسائر كبيرة ومع ذلك يستمر تقدمه، وترد دول الجوار ذلك بوضوح مما يسبب محاولاتها استعادة علاقاتها بسوريا تدريجيا ونخص بالذكر مصر ودولة الإمارات العربية التي تطبع الآن علاقاتها مع سوريا دبلوماسيا وتخشي دولة الإمارات بالذات من الخطر عليها من مساعدة أمريكا لتنظيم داعش أما مصر فبعد نهاية حكم الإخوان القصير الذي كان يرتب للاشتراك في الحرب ضد سوريا عسكريا تواجه حكومتها الإرهاب الإخواني بحزم وتدافع عن  وحدة الدولة السورية سياسيا.

لقد حاولت حكومة أردوغان وضع  تركيا في مركز قيادة لدولة خلافة إسلامية ولكنها فشلت وفقدت حلفاءها في المشروع وبينما تحال أمريكا استخدام الأكراد ضد سوريا والعراق تري تركيا في الأكراد عدوها اللدود.

وكان اتفاق أمريكا الأخير مع إيران تطورا مهما فإيران أقوي حليف إقليمي لسوريا وعودة إيران للعب دور رئيسي في المنطقة يربك تماما حسابات إسرائيل والسعودية اللتين راهنتا علي عداء أمريكا لإيران، وقد تم مؤخرا اجتماع بين مدير المخابرات السورية اللواء علي مملوك وبين وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو كسر آخر في حلقة الحصار ضد سوريا، إن سوريا ستنتصر لأن الشعب السوري يساند جيشه ضد الاستفزاز الطائفي، وسيكون للنصر السوري نتائج كبيرة فسيعني فشل أمريكا في تغيير نظام الحكم في سوريا.

وسنري قيام محوراً أقوي لمقاومة السيطرة الأمريكية في المنطقة، سيكون فيه انتصار لقوي المقاومة في لبنان وإيران وفرص تعاون كبيرة بين سوريا والعراق، وسنري نهاية الحكم الأمريكي في شرق أوسط جديد خاضع رأي العين.

وإلى هنا ينتهي هذا العرض التفصيلي للوضع في الشرق الأوسط علي الجبهة السورية كما يراها البروفيسور اندرسون في ضوء الحيثيات القوية التي عرضها، ورغم نفورنا الكامل من الديكتاتورية التي يحكم بها بشار الأسد سوريا استمرارا لحكم أبيه الذي قام سنة 1970، واستمر بعد وفاته سنة 2000، نقول: رغم نفورنا الكامل من ديكتاتورية حكم بشار الأسد فيستحيل علينا الترحيب باستبداله بفاشية متأسلمة لا تتذرع عن ارتكاب أبشع الجرائم وتعمل في حماية الاستعمار الأمريكي وبتمويله ولرعاية مصالحه، أملنا كبير في أنه بعد سحق المخطط الأمريكي وزوال خطره لا يبقي هناك مبرر لبشار الأسد أو لغيره لاستمرار الحكم الديكتاتوري، فتعود للشعب السوري حريته ويعود الشعب العظيم المناضل لدوره التاريخي كقلب العروبة النابض.

الرئيس الشرفي لحزب الوفد