رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا شك ان التدخل الروسي المكثف في منطقة الشرق الأوسط عامة، وسوريا بصفة خاصة، وكذا العتاد الحربي التي تقوم بتزويده لمنطقتنا العربية خاصة سوريا، كل هذا مؤشر قوي يؤكد علي ان روسيا تبحث لها عن مناطق نفوذ جديدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة علي البحر الابيض المتوسط.

هكذا يفسر العديد من المحللين السياسيين، فالتدخل الروسي في سوريا، ومساندتها القوية للرئيس الأسد، والوقوف الي جانبه عسكريا وسياسيا، كل هذا لا يمكن ان يفسر إلا علي أساس أن روسيا تبحث لها عن مناطق نفوذ جديدة في منطقة الشرق الأوسط. ونفس الشيء تفعله ايران، فهي الأخرى تبحث بدورها عن منطقة نفوذ لها في منطقتنا العربية، سواء في سوريا عن طريق حزب الله، أم في اليمن بالتعاون مع الحوثيين، كل ذلك علي امل ان يكون للشيعة السيطرة علي كل من سوريا واليمن.

اللافت للنظر، أن مساندة روسيا للرئيس الأسد، جعلت امريكا وفرنسا وانجلترا يتخلون عن فكرة رحيل الأسد كشرط لحل المشكلة السورية. ولكن الآن السؤال، هل هذا التحول من دول الغرب يعد بمثابة التنازل عن سوريا كمنطقة نفوز روسي في المقابل – كف - روسيا عن مساندة مصر كمنطقة نفوذ غربية؟. في السياسة كل شيء ممكن، فمن الممكن ان تكون هناك اتفاقات بين روسيا ودول الغرب واسرائيل علي سوريا، وهذا يفسر لنا سرعة توجه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل إلي موسكو ومقابلة الرئيس الروسي بوتين، فقد يترتب علي تلك الزيارة الاتفاق بشأن مدي التدخل الروسي في سوريا.

المهم.. أن التدخل الروسي في منطقة الشرق الاوسط، سواء أكان هذا التدخل في سوريا، أم كان في مصر، أم في التقارب بين روسيا والمملكة العربية السعودية، والذي شهدته منطقتنا العربية مؤخرا، بعد زيارة جلالة الملك سلمان لروسيا. هذا التقارب من الجانب الروسي والتعاون سياسيا وعسكريا مع دول المنطقة، ربما يجعل دول الغرب وخاصة أمريكا تعيد النظر في المخطط المسموم الذي تم وضعه لمنطقة الشرق الأوسط، والقائم علي فكرة الفوضى الخلاقة، التي سيترتب عليها في المستقبل شرق أوسط الجديد مفتت ومهلهل.

الرئيس الامريكي باراك أوباما أعلن في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة - يوم الاثنين الماضي - استعداد بلاده التفاهم مع الجانب الروسي - وايران - لإيجاد حل سياسي في سوريا بمشاركة الرئيس الأسد. هذا الموقف الجديد من أوباما الذي علي اساسه لم يطالب برحيل الأسد، قد يكون له تأثير كبير في تغيير المخطط الخاص بالشرق الاوسط الجديد. فمن المتوقع ان تكون هناك تفاهمات جديدة للنفوذ الغربي بمنطقة الشرق الأوسط، علي أساس تلك التفاهمات من الممكن أن تتخلى دول الغرب عن فكرة الشرق الأوسط الجديد، لاسيما أن الرئيس الامريكي سيلتقي بالرئيس بوتين علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهذا اللقاء لم يحدث منذ عامين تقريبا بسبب التوتر في العلاقة نتيجة التدخل الروسي في أوكرانيا.

خلاصة القول، فإن التدخل الروسي، سواء بالنسبة لسوريا، أم بالنسبة لمصر أم بالنسبة للسعودي، كل هذا ربما يكون له تأثير كبير في إعادة رسم المنطقة العربية، بما يحقق لروسيا نفوذاً اوسع، بصورة تسمح لها بالتواجد سياسيا في منطقة الشرق الاوسط، بل وربما العسكري أيضا. الدول الكبرى الآن تلعب في منطقتنا العربية، الكل له مصالحه وأطماعه المختلفة، فها هي ايران تطمع في استعادة حلمها الفارسي، وتركيا ايضا تريد عودة الدولة العثمانية، وامريكا واسرائيل، الكل يبحث عن مناطق للنفوذ في منطقة الشرق الأوسط.

من هنا يأتي السؤال، هل ستستفيد منطقتنا العربية من صراع المصالح الدائر حاليا بين الدول الكبرى، ام ان هذا الصراع سوف يكون نقمة ووبالاً علي دول المنطقة؟

وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.