رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قبل أن أبدأ مقالي هذا، اتقدم لكم وللأمة الإسلامية جميعا بأطيب التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، فاليوم هو أول أيام العيد وكل عام وحضراتكم بخير. أعاده الله علينا جميعا بالصحة والأمن والاستقرار.

هناك قول مأثورة يقول (رب ضارة نافعة) وآخر يقول (مصائب قوم عند قوم فوائد) أقول هذا بمناسبة استفحال مشكلة المهاجرين والنازحين من بعض الدول العربية - التي اصيبت ببلاء الفوضى الخلاقة، التي سيترتب عليها الشرق الأوسط الجديد، حسبما تتصور دول الغرب. هناك العديد من دول الشرق الأوسط أصيبت بالخراب والدمار، مما أدي بمئات الألوف من شعوب هذه الدول إلي الهجرة لأوروبا طالبين النجاة والأمان.

هؤلاء المهاجرون، نزحوا من سوريا والعراق وليبيا وتونس، قاصدين الدول الاوربية عبر البحر الأبيض المتوسط، وقد تسبب نزوحهم هذا إلي ازمة كبيرة بين دول الاتحاد الأوروبي، فهناك البعض من دول أوروبا وافقت علي استقبال العديد من المهاجرين علي أراضيها - مثل المانيا والنمسا - وهناك دول أخري تهربت وامتنعت عن استقبال هؤلاء النازحين، الامر الذي تسبب في نشوء ازمة كبيرة بين دول الاتحاد الاوروبي، فضلا عن المشاكل الأخرى التي تسببها تلك الشعوب المهاجرة لأوروبا .

لقد أعلنت رئيسة ألمانيا، وكذا رئيس النمسا، انهما لن يستطيعا وحدهما استيعاب هذا الكم الهائل من النازحين - فقد استقبلت المانيا وحدها ما يزيد عن مائتي الف مهاجر، ونفس الشيء بالنسبة للنمسا – وبالتالي فقد طلبا من باقي دول أوروبا استقبال بعض المهاجرين العالقين في العراء لدي بعض الدول الأوروبية، مثل كرواتيا والمجر. هذا كما طلبا مؤخرا - من باقي دول الاتحاد الأوروبي - عقد قمة أوروبية عاجلة، لبحث هذه المشكلة والانتهاء فيها لقرار موحد، وقد تحدد لها يوم الثلاثاء الماضي. وحتي كتابة هذا المقال لم يعلن عما انتهت اليه تلك القمة، غير اني لا أتوقع ان يأتي هذا الاجتماع، بشيء إيجابي ينهي مشكلة هؤلاء المهاجرين، فالمشكلة كبيرة خاصة للدول التي نزحوا إليها.

ما أقصده من مقالي هذا هو أن مصائب الدول والشعوب التي ابتليت بويلات الحروب، ربما تكون فاتحة خير علي باقي دول منطقة الشرق الأوسط، فقد تعدل الدول الغربية وعلي رأسها أمريكا وإسرائيل، عن تنفيذ مخططهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد. فحينما خططت تلك الدول لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني، لم يدر في خلدها هجرة مئات الألوف من الدول العربية إلي أوروبا، فقد تنبأ البعض ان يصل عدد المهاجرين لما يزيد عن المليونين أو الثلاثة ملايين مهاجر. فلم تكن تتوقع دول أوروبا ابدأ أن ينزح اليها هذا الكم الهائل، طلبا للجوء من ويلات الحروب التي وقعت جراء تنفيذ هذا المخطط المسموم.

نزوح هذا الكم الهائل من الشعوب العربية وإن كانت وبالا علي دول أوروبا، فإنها أيضا ستكون فاتحة خير علي منطقة الشرق الأوسط كلها. فإنني اتصور أن دول أوروبا، سوف تضغط علي أمريكا وإسرائيل لكي يعدلوا عن تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، فنزوح هؤلاء المهاجرين إلي أوروبا بهذا الكم الهائل لا شك سيؤثر تأثيرا كبيرا علي الدول الأوروبية، حتي تتفادي المخاطر التي قد تهددها من جحافل المهاجرين واللاجئين، فربما يتسلل اليهم بين المهاجرين بعض الإرهابيين لتنفيذ بعض الاعمال الإرهابية هناك، وبالتالي سوف تعمل تلك الدول علي وقف تنفيذ هذا المخطط الشيطاني المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

هكذا ... فإن المصائب التي تعاني منها دول أوروبا نتيجة هجرة الشعوب العربية التي ابتليت بمرض الفوضى الخلاقة التي سيترتب عليها الشرق الأوسط الجديد حسب فكر وتخطيط دول الغرب، سوف تكون بإذن الله تعالي - في القريب العاجل- فاتحة خير علي منطقتنا العربية كلها وسبباً في الخلاص من المخطط الغربي المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد.

حمي الله مصر، وكل عام وحضراتكم بخير .