عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الوطنية هى عين الإيمان, وهى معنى للوحدة والتكامل والتكافل والإخلاص, فحين سمع رسولنا الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم) وصف مكة من رجل يدعى «أصيل» فجرى دمعه حنيناً إليها، وقال: (يا أصيل دع القلوب تقر) فذكر بلده الحبيب أثار حنينه وشجنه.. هكذا تعلمنا من نبينا العظيم معنى الوطن والوطنية.. فالوطن ليس حفنة تراب كما قال «سيد قطب» مفكر جماعة الإخوان الإرهابية, تلك الجماعة التى خرج من تحت عباءتها الإرهاب الأسود, الذى نعانى ويلاته, وقد قسم المحللون التنظيمات التى تمارس الإرهاب إلى:

الجيل الأول: (التنظيمات المركزية الكبرى) وتضم الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد, وقد بدأ نشاطه فى أوائل السبعينات, وانتهى باعلان مبادرة وقف العنف, ثم وثيقة ترشيد العمل الجهادى, مروراً بالمراجعات الفكرية, ووصولاً إلى الانخراط فى العمل السياسى بعد ثورة 52, وأخيراً الاصطفاف حول جماعة الإخوان بعد عزل المعزول محمد مرسى.

الجيل الثانى: (الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين) أو ما عرف بـ «تنظيم القاعدة» التى تزعمها «أسامة بن لادن» عام 1998, ويقصد بالجيل الثانى للإرهاب (عولمة الجهاد), حيث اشتراك عدة تنظيمات على مستوى العالم الإسلامى مثل الجهاد المصرى, وبعض القيادات الهاربة من الجماعة الإسلامية إلى الخارج, وقام هذا الجيل بعدة عمليات إرهابية فى الداخل المصرى, واتخذت وقتها الحكومة الإجراءات للقبض على بعض من قياداته وعناصره بالخارج, فيما عرف بعمليات العائدين من ألبانيا وأفغانستان.

وأما الجيل الثالث: (العنف العشوائى) وضم عدداً من التنظيمات الصغيرة العشوائية مثل «التوحيد والجهاد», ومعظم التعاملات بين أفراده تتم من خلال الإنترنت, وتعتمد على عنصر المفاجأة فى القيام بعملياتها, ومن العمليات التى قام بها تفجيرات الأزهر والحسين وشرم الشيخ ودهب و......

وبالرغم من وجود الاختلافات ما بين تلك الأجيال الثلاثة للإرهاب, فإنه يربط فيما بينها سمات أساسية, فكل تلك التنظيمات تشترك فى حمل دوافع انتقامية, فقد كانوا يرون فى البداية أن التيار الإسلامى يتم العمل على إقصائه, وأن هناك رفضاً وكراهية للمشروع الإسلامى أو نظام الحكم الإسلامى من قبل أجهزة الدولة والمعارضة وذلك قبل 25 يناير, وزاد من هده الدوافع الانتقامية أكثر, الترويج لتعرضهم لمذبحة إثر فض اعتصامى رابعة والنهضة. فقد رأيناهم يسعون للوصول إلى السلطة من أجل «إقامة الدولة الإسلامية», وبوصولهم للسلطة بالفعل سرعان ما تسرب الحلم من بين أيديهم, كما حدث فى مصر وتونس مع جماعة الإخوان الإرهابية وقريباً فى تركيا بإذن الله.. أيضاً قد كان فى السابق موقفهم من العملية الديمقراطية والانتخابية غير واضح ومضطرب, وذهب البعض إلى تحريم المشاركة فى الانتخابات, وحتى من أجاز المشاركة, فكان يتخوف من عدم نزاهة العملية الانتخابية, ووصل الحد من التطرف إلى أنهم يصرحون الآن بأنهم يستخدمون العنف للدفاع عن أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم للمعزول «محمد مرسى»، ونجد أيضاً أن هده التنظيمات تحاول ربط نشاطها بحركة «الجهاد العالمى»، كما تستند تلك التنظيمات حالياً أيضاً إلى ما يعرف بخطاب «المظلومية الكبرى» الذى أخذوا فى الترويج له بعد عزل مرسى وفض اعتصامهم المسلح.. ويمكننا القول فى النهاية إن تلك التنظيمات الإرهابية تمارس العنف فى إطار مرجعية دينية, للوصول إلى أهدافها فى السلطة والحكم, وذلك بمساعدة قوى عظمى تشعل وتستغل كل ما يحدث على الأرض, لتحقيق أهداف لها فى المنطقة.

وكما ذكرنا سالفاً ونكررها مراراً, أننا فى حالة حرب ضروس مع الإرهاب, وأن تلك الموجة التى نواجهها من الإرهاب «الجيل الثالث للإرهاب» هى أخطر وأشد مما تعرضنا له فى السابق, وفى هذا السياق لابد لنا من أن ندعم ونتوجه بالشكر لقواتنا المسلحة لقيامها بتنفيذ عملية «حق الشهيد» الآن, تلك الخطة المحكمة الاستباقية, لمواجهة الإرهاب الغاشم على أرضنا, تلك العملية الوطنية التى وصفها المحلل الإسرائيلى للشئون العربية «آفى يسخروف» كما جاء فى تحليله بأنها «إجراء عسكري», وأنها تعد تغييراً نوعياً فى اتجاه الجيش المصرى لتطهير منطقة شمال شرق سيناء من العناصر التكفيرية, فقد كان التركيز الأمنى أكثر على قطاع ساحل البحر الأحمر.. وقد تمكن الجيش بالتعاون مع قبائل «الأحيوات» فى جنوب سيناء بفرض نوع من الأمن والهدوء, إلا أن قبائل أخرى فى الشمال مازال التعامل معها مستمراً مثل الترابيين والسواركة والرميلات، حيث تعتبر مورداً رئيسياً للرجال والأسلحة لجماعات العنف المنتشرة هناك, وقد قامت قواتنا فى هذه العملية بتصفية عدد كبير من الإرهابيين, وركزت جهودها فى تضييق الخناق على هؤلاء الإرهابيين, وعدم تمكينهم من الفرار أو الهرب إلى النقاط الساحلية على البحر المتوسط, أو إلى مناطق وسط وجنوب سيناء, كما تقوم القوات بالتحرى عن قيادات هذه المنظمات والمتعاطفين معها, والقطع والتضييق على مصادر التمويل, ومتابعة مصادر التسليح والتزويد بالذخائر والمتفجرات, وأيضاً تتبنى عمليات مكافحة التجسس والاختراق الأمنى والإرهابى, كما تعمل على تأمين الشبكات المعلوماتية, فقواتنا ترد بكل حزم وقوة على الإرهاب مستوعبة فى ذلك كافة العوامل البشرية المحركة للعناصر الإرهابية, وتقوم بالمسح والتفتيش الأمنى عن الذخائر والمتفجرات, وقطع سبل الدعم الفنى واللوجيستى التى تمتلكها العناصر المسلحة.. وتحيا مصر.