عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

خلال جولة الرئيس السيسى بين دول آسيا التى تحولت الى «نمور اقتصادية» وجد الرئيس رغبة شديدة للاستثمار فى مصر.. بل قيل له إن «حقل الاستثمار فى مصر من أكبر الحقول فائدة ضخمة للطرفين»... ولكن... ولكن دائماً... ولكن هناك إرهاب وفساد... فقرر الرئيس الدخول فى مواجهة بل حرب ضروس ضد كل من الإرهاب والفساد... وما إن عاد إلى أرض الوطن بل لعل قبيل عودته بساعات تم إعلان «حرب حق الشهيد»... تنظيف سيناء تماماً من أية بؤرة فى مواجهة يومية بلا انقطاع لإنهاء هذا التهديد لأمن مصر نهائياً... لن ننتظر الفعل من العدو لنرد عليه... لقد لجأنا إلى «أسلوب المبادرة» فى عقر مخابئ العدو... وياليت هذا بدأ منذ البداية... ولكن لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.

«...»

فى نفس الوقت... وبنفس الأسلوب تقرر مواجهة الفساد مهما كان موقع أو منصب المتهم... وظهرت قضية الزراعة وهناك الكثير سواء كانت قضايا قديمة قبل ثورة يناير 2011 أو بعدها... الفساد منتشر فى المحليات والرياضة والإعلام... فضلاً عن «الفساد الروتينى» فى دواوين الحكومة والقطاع العام... ولكنى أريد هنا أن أركز على الفساد فى الإعلام لأننا مقبلون على انتخابات غاية فى الأهمية تتأثر كثيراً بالدعاية... بل الدعاية هى «العمود الفقرى» لأية انتخابات خاصة بعد تقلص دور الأحزاب بعد ثورة يوليو!!!!.... وأصبحت الانتخابات القادمة.... رغم خطورتها القصوى.... تعتمد تماماً على «الدعاية الشخصية» أكثر من أية دعاية أخرى... من هنا جاء دور الإعلام الخطير فى الأيام القليلة القادمة.... ومن هنا أيضاً ألفت نظر السلطات إلى أهمية الصحف القومية التى استولى عليها التيار الناصرى ببجاحة وعلانية «ووجه مكشوف تماماً»... ثم لا ننسى الفساد المنتشر فى هذه الصحف بالذات... وهناك ما نشرته احدى الصحف عن رئيس مجلس إدارة احدى الدور الصحفية القومية الذى لم يجد وسيلة للرد على هذه الاتهامات المحددة التى نشرتها الصحيفة واكتفى بالرد الروتينى القديم وهو تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد الصحيفة!!! حتى ينسى الناس هذه الفضائح بمرور الوقت... لأن الرد على الاتهام سيتيح الفرصة للرد على الرد وتتضح أمور أخرى لا يسلمها كل الناس بما فيها الحكومة نفسها!!!.. يكفى أن أقول إن أحد وزراء محلب ومن قبله الببلاوى يساعد ويساند الفساد فى هذه المؤسسة علانية... بدرجة أن هذا الوزير أجبر أحد مرؤوسيه الصغار على أن يوقع قراراً غير قانونى بالمرة رغم تحذير المرؤوس للوزير بخطورة هذا القرار وأن القضاء سيلغيه فى جلسة واحدة وتبقى فضيحة للوزارة وللوزير والهيئة التى أصدرت القرار ولكن الوزير أصر مجاملة لهذه الهيئة صاحبة سلطة ما!!!... وصدر القرار المعيب!!!!!

وألغاه القضاء فى جلسة عاجلة فى نفس اليوم!!! ولا أدرى هل سيظل هذا الوزير فى وزارة «الشفافية» الجديدة أم لا... فأنا أكتب صباح الأربعاء!!! قبل إعلان التشكيل.

«...»

سأضرب لكم مثالاً عن «ناصرية» الصحف والمجلات القومية... هناك صحف استبعدت من البداية كل من يعادى ثورة يوليو «غير المجيدة»... وهناك صحف أعلنتها لمحرريها وكُتَّابها صراحة بأنه ممنوع الكتابة ضد ثورة يوليو... وخضت هذه التجربة بنفسى مع احدى الصحف القومية التى أكتب بها... «فى ذكرى يوليو الماضى القريبة كتبت عن الثورة بعض الحقائق التى لا يمكن إنكارها... حقائق ثابتة... الجنيه الورق كان أغلى من الجنيه الذهب الذى أصبح الآن يساوى ثلاثة آلاف جنيه ورق... والقمح والقطن الذى اعتمد العالم على استيرادهما من عندنا أصبحنا لا أكبر مستورد لهما بل أصبحنا أكبر «متسول» لهما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم... وغير ذلك... رفضت الجريدة نشر العمود الذى أكتبه منذ  64 عاماً!!!! طلبوا منى أن أكتب غيره فرفضت... تنرفز المسئول عن التحرير وقال لى: مش معقول كل الجريدة والملحق الملون... يمجد فى الثورة وأنت تهاجمها.... قلت له اننى لا أهاجم بل أذكر حقائق لا تعرفها الأجيال الحالية بل ولا الجيل الذى سبق هذه الأجيال... قال لى المسئول عن الجريدة ماتبقاش دى جريدة عندما يجد القارئ كلاماً ثم يقرأ بجواره كلاماً آخر ضده... قلت له: بل هذه هى الصحافة الحقيقية... وتم حجب المقال!!!

ذكرت للمسئول أمثلة من صحافة زمان عندما كان عندنا صحافة،... وموعدى معكم فى العدد القادم بإذن الله تعالى لأروى لكم قصة يوسف إدريس وناصر النشاشيبى إذا كنت من أهل الدنيا!!!