عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

فوجئت.. وأيضاً سررت.. حينما شاهدت صورة في إحدى الصحف للوحة أحد ميادين مدينة نصر عليها اسم «محمود الجوهرى».. فتاريخ «الجوهرى» الرياضى معروف ومشرف.. أوصلنا لنهائيات كأس العالم 1990 وحصل أيضاً علي إحدى بطولات أفريقيا.. وكان لاعباً دولياً له وزنه وثقله وكان السبب في فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية الثانية على ملعب الأهلى.. فهو الذي أرسل (الباصة القاتلة) لعصام بهيج التي أحرز منها هدف الفوز علي السودان في آخر دقيقة من الوقت الإضافى!!

وهذه (الباصة) كلفته اعتزاله الكرة، حينما اصطدمت ساقه بالقائم وكان أول من أصيب بـ(الكارتلج) وكان أول لاعب سافر إلي النمسا لعلاجه ولكنه لم يستطع أن يعود للملاعب بنفس القوة والنشاط لمدة تسعين دقيقة، فلم يكن هناك -بعد نظام الاحتياطى- فاعتزل وعمل بالتدريب في عز شبابه!! وله أيضاً تاريخ مشرف في الأردن في نهاية عمره، حيث مات هناك.

كل هذا رائع وعظيم.. ولكن هناك أيضاً من يستحق أكثر من هذا.. حتي في مجال الرياضة نفسه.. مثلاً إسحق حلمي أول من عبر المانش سباحة في التاريخ كله ولفت نظر العالم لهذا الحدث غير المسبوق.. نعم أطلقوا اسم حسين حجازى علي الشارع الذى كان يسكن فيه المتفرغ من شارع قصر العينى خلف مبني مجلس الوزراء واسم خضر التونى علي شارع فرعى قصير في مدينة نصر وهو صاحب أرقام معجزة فى رفع الأثقال بدرجة أنه نزل هتلر من المقصورة ليقلده بنفسه وشاح البطولة. ويقول له: كنت أتمنى أن تكون ألمانيا!! ولكن سيد نصير بطل العالم سنوات الذي استقبله إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء وبعد مجلس الوزراء في ميناء الإسكندرية وأقام له مأدبة وحفلاً في نادي الجزيرة بحضور الأمراء والأميرات ونظم أحمد شوقي قصيدة في مدحه ألقاها شوقي بنفسه في الحفل.

يا قاهر الغرب العتيد ملأت    بثناء مصر علي الشفاة جميلا

قلبت فيه يدا تكاد من شدة بأسها      ترفع في الفضاء فيلا

إن الذى خلق الحديد وبأسه    جعل الحديد لساعديك ذليلا

ولم لا يلين لك الحديد ولم تزل تتلوا عليه وتقرأ التنزيلا

إلى آخر القصيدة الطويلة.. مما ألهم الشاعر العظيم الذي كان قد حضر الحفل (خليل بك مطران) بيتين من الشعر في نفس اللحظة فوقف وقال:

يا فتى الفتيان أحسنت البلاء   فى المباراة وحققت الرجاء

ورأيت الغرب ما بالشرق من  قدرة يبرزها حين يشاء

هذا السيد نصر.. فلا يوجد شارع باسمه أيضاً.. مثلاً مثلاً.. وغيره وغيره.. مثلاً محمود مختار التيتش الذي فاز بالمركز الرابع رغم أنف الحكام في أوليمبياد باريس وأرسل له سعد زغلول برقية تهنئة. تلميذ تلميذه صالح سليم له شارع باسمه!! هل هذا معقول؟ والتيتش لم يطلق اسمه علي حارة؟

<>

بل أكثر من هذا كله..

بالصدفة.. وجدت شارعا في مدينة نصر متفرع من شارع مكرم عبيد باسم أستاذى إبراهيم نوار.. نعم هو أحد أساتذتى وكان في فترة ما رئيسًا لتحرير «الجمهورية».. ولكن أليس من المفارقات الأكثر من غريبة ألا يكون الصحفيون الكبار الشوامخ بلا أسماء خالدة على الميادين والشوارع مثل محمود أبوالفتوح أول مصري صاحب جريدة تفوق علي صحف الشوام وهو الذي أنشأ نقابة الصحفيين بمجهوده مع السلطات وبحر ماله وعرقه.. وأيضاً فكري أباظة وإحسان عبدالقدوس وغيرهم.

<>

بل الأكثر من هذا كله.. فؤاد سراج الدين لم يطلق اسمه مثلاً علي الشارع الذي عاش فيه ومات فيه بجاردن سيتى!! وياريت بعض نواب الوفد في البرلمان الجديد يتبنون هذا الأمر مع محافظ القاهرة والحكومة.. فؤاد سراج الدين يستحق إطلاق اسمه علي ميدان لا على شارع!

زمان.. حينما أطلقوا اسم الملك فؤاد على أهم شارع تجارى في الإسكندرية من ضغط كبار رجال الثغر علي المحافظ حتي أطلقوا اسم سعد زغلول بل وزوجة سعد زغلول على شارعين أوسع وأطول من شارع فؤاد.. لقد كانت الإسكندرية وبورسعيد من أهم معاقل الوفد.