بصوته الرخيم وأدائه الرقي المتميز الذي يمتزج بموهبة من نوع خاص لا يملكها الا فنان حقيقي عاشق للفن حتي النخاع استطاع الفنان الكبير محمود ياسين ان يحتل الصدارة ليس فقط علي افيشات السينما ولكن أيضا في قلوب الجماهير المصرية والعربية علي مدي اكثر من اربع عقود قدم خلالها أفلام ومسرحيات ومسلسلات اثرت في الوجدان ورسمت صورة فنان اطلق علية جمهوره فتاة الشاشة الأول وجان السينما المصرية والعربية .
ولم يقتصر تفوق الفنان الكبير علي الشاشة فقد لكن امتد صوته الذي يعتبر مدرسة في الالقاء والتمثيل فهو احد القلائل علي مستوي العالم الذين يستطيعون اقناع المتلقي من خلال الصوت فقط دون الصورة لذلك كان النجم الكبير عامل أساسي في نجاح الاحتفالات الوطنية التي كان يشارك فيها حتي اصبح القاسم المشترك لها من خلال صوته وأدائه الذي ينفذ الي القلوب بلغة عربية فصحي او حتي عامية لا يختلف احد علي قوتها .
بدايته مع السينما التي سيكون فيما بعد أحد أهم نجومها على مدى اكثر من اربع عقود جاءت بالمصادفة ومن خلال صوته المميز الذي شاءت الصدفة أن يستمع المخرج الراحل صلاح أبو سيف إلى هذا الصوت دون أن يرى صاحبه أثناء تواجده في كواليس المسرح القومي ليشاهد إحدى المسرحيات التي كتبها الكاتب الراحل لطفي الخولي وكانت مسرحية الأرانب وعندما بدأ عرض المسرحية شاهد صلاح أبو سيف هذا الفنان الشاب الموهب الذي سمع صوته دون أن يراه واقفا على المسرح يمثل ببراعة واقتدار وقرر على الفور أن يسند إليه أحد الأدوار في فيلم كان يستعد لإخراجه وهو القضية 68 أول أفلام محمود ياسين في السينما والذي شهد وقوفه لأول مرة أمام كاميراتها مع الفنانين مرفت امين وحسن يوسف .
قدم محمود ياسين العديد من الاعمال المتميزة للسينما علي مدي مسيرته الفنية حتي الان منها فيلم شيء من الخوف عام 1969م وهو عن قصة ثروت اباظة وحوار عبد الرحمن الابنودي وقد شارك فية مع الفنانين محمود مرسي ويحي شاهين وصلاح نظمي وبوسي وهو من اخراج حسين كمال وهذا الفيلم كاد ان يمنع عرضة بسبب الاسقاطات السياسية وشك مسؤلي الرقابة ان شخصية عتريس ترمز للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقد تم الموافقة علي عرض الفيلم بعد مشاهدة الرئيس الراحل له - فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970م مع الفنانة شادية عن قصة يوسف السباعي ومن اخراج حسين كمال وهو من العلامات البارزة في مشواره الفني .
الخيط الرفيع عام 1971م وهو الفيلم الذي ابدع في فية مع سيدة الشاشة العربية قاتن حمامة عن قصة احسان عبد القدوس وإخراج هنري بركات - انف وثلاث عيون عام 1972م مع الفنانين ماجدة ومرفت امين ونجلاء فتحي وصلاح منصور عن قصة احسان عبد القدوس وإخراج حسين كمال - اغنية علي الممر عام 1972م وقد شارك في البطولة الفنانين محمود مرسي وصلاح السعدني وصلاح قابل من إخراج علي عبد الخالق وهو احد الأفلام التي رصدت نكسة عام 1967م وما تلاها وصمود وشجاعة الجندي المصري وقدم أيضا الفنان الكبير محمود ياسين احد اهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية التي تناولت فترة ما بعد الهزيمة وحتي نصر أكتوبر المجيد وهو فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي من عام 1974 م مع الفنانين حسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني وسعيد صالح ونجوي إبراهيم ومن اخراج حسام الدين مصطفي.
وفي نفس العام قدم فيلم اين عقلي مع السندريلا سعاد حسني عن قصة حسان عبد القدوس وإخراج عاطف سالم وقد ذكرت موسوعة السينما أنة في عام 1974م تفوق على كل النجوم الذين سبقوا أو جاءوا بعدة بتقديمة نحو 12 فيلماً سينمائياً دفعة واحدة بواقع فيلم كل شهر وفي عام 1975م قدم عدد من الافلام منها علي من نطلق الرصاص مع الفنانين سعاد حسني وعزت العلايلي وجميل راتب وإخراج كمال الشيخ وفي عام 1976م .
قدم النجم الكبير محود ياسين واحد من اشهر الأفلام الاستعراضية وهو فيلم مولد يا دنيا مع الفنانين عبد المنعم مدبولي وعفاف راضي ولبلبة وتوفيق الدقن وسعيد صالح عن قصة وسيناريو وحوار يوسف السباعي وإخراج حسين كمال - أفواه وارانب مع الفنانين قاتن حمامة وفريد شوقي وماجدة الخطيب عن قصة وإخراج هنري بركات - اذكريني انتاج عام 1978م مع الفنانين نجلاء فتحي ويوسف شعبان وزيزي البدراوي عن قصة يوسف السباعي وسيناريو رفيق الصبان وإخراج هنري بركات - الشك يا حبيبي عام 1979م مع الفنانين شادية ويحيي شاهين وناهد شريف وسناء جميل عن قصة وإخراج هنري بركات - الباطنية عام 1980م مع الفنانين نادية الجندي وفريد شوقي واحمد زكي وفاروق الفيشاوي وإخراج حسام الدين مصطفي .
وقيدت ضد مجهول عام 1981م مع الفنانين عزت العلايلي وصفية العمري وهياتم عن قصة وسيناريو وحوار وإخراج مدت السباعي - تحياتي لأستاذي العزيز عام 1981م مع الفنانين نيللي ومديحة يسري ومحمد رضا عن وإخراج احمد ياسين - وكالة البلح عام 1982م مع الفنانين نادية الجندي ومحمود عبدالعزيز وسيد زيان ووحيد سيف عن قصة اديب نوبل نجيب محفوظ وسيناريو وحوار مصطفي محرم وإخراج حسام الدين مصطفي - السادة المرتشون عام 1983م مع الفنانين محمود عبد العزيز وسعيد صالح ونجوي إبراهيم وإخراج علي عبد الخالق وهو من الأفلام التي ناقشت سياسة الانفتاح .
الشيطان يغني عام 1984م مع الفنانين بوسي وليلي علوي وهو من تأليف وإخراج يس إسماعيل يس - أيام في الحلال عام 1985م مع النجمة نبيلة عبيد عن قصة احسان عبد القدوس وإخراج حسن كمال - الحرافيش اعام 1986م مع الفنانين ليلي علوي و صلاح قابل ومحمود عبد العليم عن قصة وسيناريو وحوار اديب نوبل نجيب محفوظ وإخراج حسام الدين مصطفي - التعويذة عام 1987م مع الفنانين يسرا وعبلة كامل وتحية كاريوكا من تأليف وإخراج محمد شبل وهو من أفلام الرعب النادرة في تاريخ السينما المصرية - نواعم عام 1988م بمشاركة زوجته الفنانة شهيرة في دور نواعم والفنان الكبير فريد شوقي عن قصة وسيناريو وحوار وإخراج مدحت السباعي .
ليل وخونة عام 1990م وهو الفيلم التقي فيه النجم الكبير محمود ياسين مع النجم الراحل الكبير نور شريف عن قصة وسيناريو وحوار اديب نوبل نجيب محفوظ وإخراج اشرف فهمي - عودة الهارب عام 1990م مع الفنانين شهيرة وعزت العلايلي ولوسي وإخراج يوسف أبو سيف - تصريح بالقتل عام 1991م مع الفنانين مع الفنانين بوسي وصلاج قابيل وعن قصة وسيناريو وحوار وإخراج تيمور سري - فيلم الستات عام 1992م مع الفنانين فيفي عبدة وايمان وهالة صدقي وعبلة كامل وإخراج مدحت السباعي - طعمية بالشطة عام 1993م مع الفنانين رانيا فريد شوقي ومحمود الجندي وإخراج عبد اللطيف زكي - لية يا دنيا عام 1994م مع الفنانة وردة وإخراج هاني لاشين - قشر البندق عام 1995م مع ابنته الفنانة رانيا محمود ياسين والفنانين حسن فهمي ودينا وحميد الشاعري ومحمد هنيدي وخالد الصاوي عن وإخراج خيري بشارة وهو احد الأفلام التي انتجها الفنان محمود ياسين من خلال شركة الإنتاج التي أسسها < راسين=""> و التي قامت بإنتاج عدد من الافلام الاخري .
وفي عام 1998م قدم محمود ياسين فيلم حائط البطولات مع الفنانين فاروق الفيشاوي واحمد بدير وحنان ترك وخالد النبوي واخراج محمد راضي - فتاة من إسرائيل عام 1999م مع الفنانين رغدة وفاروق الفيشاوي وحنان ترك وإخراج إيهاب راضي - الجزيرة عام 2007م الفناين احمد السقا وهند صبري وإخراج شريف عارفة - الوعد عام 2008م مع الفنانين روبي واسر ياسين واحمد عزمي عن قصة وحيد حامد وإخراج محمد ياسين - عزبة ادم عام 2009م مع الفنانين دنيا سمير غانم واحمد عزمي وإخراج محمود كامل - جدو حبيب عام 2012م مع الفنانة بشري ومن إخراج علي ادريس .
ولم بقتصر إبداع الفنان الكبير محمود ياسين علي السينما فقط بل امتد للمسرح والتلفزيون حيث بدأ حياته الفنية مع عشقة الأول المسرح قبل تخرجه بعام واحد تحديداً في عام 1963 حيث شارك في عدد من المسرحيات بعد التحاقة بالمسرح القومي ومن أبرز هذه المسرحيات ليلى والمجنون - ليلة مصرع جيفارا - وطني عكا - واقدساه - عودة الغائب ولعب دور الراوي في مسرحيات سليمان الحلبي ودائرة الطباشير القوقازية والزير سالم وقد ساهم ذلك بدرجة كبيرة في صقل موهبتية مما ساعدة على اتقان اللغة العربية بقواعدها السليمة خاصة أن هذه المرحلة في المسرح استمرت ستة أعوام قبل ان يتجه للسينما .
قدم خلال مسرتة الفنية مع المسرح العديد من المسرحيات الناجحة بعد ذلك ومنها مسرحية الخديوي مع سيدة المسرح العربي سميحة ايوم عن قصة فاروق جويدة وإخراج جلال الشرقاوي عام 1993م - أصوات قلبت العالم مع الفنانين رغدة وصفية العمري وجمال سيلمان ولطفي بوشناق عام 2006م وفكرة المسرحية مستوحاة من كتاب ألفته نصيرة حقوق الإنسان كيري كيندي عبارة عن مجموعة من المقابلات وقصص الشجاعة جمعتها المؤلفة على مدار عامين حيث يعرض الكتاب تاريخ صراع 51 ناشطاً لحقوق الانسان على مستوى العالم وفي عام 2014م شارك النجم الكبير في مصر فوق المحن وهو اوبريت مسرحي غنائي يقوم بتوصيل رسالة واضحة وحقيقية لإتحاد عناصري الأمة المصرية من مسلمين ومسيحيين من أجل الوصول بمصر الى أرض الأمان وتجاوز كل المحن مع الفنانين شهيرة والهام شاهين وسهير المرشدي وحنان مطاوع وقد تولي الفنان الكبير أدارة المسرح القومي لمدة عام لكن سرعان ما استقل لانة فنان يعشق الفن ويرفض الروتين .
خلال مشوارة الفني الذي تجاوز الأربعين عاماً قدم العديد من المسلسلات منها الدوامة - الأفيال - أيام المنيرة - أمير الشعراء أحمد شوقي - سوق العصر - ثورة الحريم -العصيان - عابدين الانور - بابا في تانية رابع كما قدم محمود ياسين عدد من ابرز المسلسلات الدينية والتاريخية منها الطريق إلى القدس الذي وقدم فيه شخصية سيف الدولة الحمداني - جمال الدين الأفغاني - عمر بن عبد العزيز - ابن سينا - رياح الشرق - أبو حنيفة النعمان .
أخيرا ... شكرا جزيلا لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي برئاسة الناقد والشاعر الأمير اباظة رئيس المهرجان والناقد محمد قناوي مدير المهرجان والكاتبة والناقدة ناهد صلاح المدير المالي للمهرجان في دورته الحالية ال 31 الذي اطلق عليها اسم الفنان الكبير محمود ياسين في تقليد جديد إرساء المهرجان منذ العام الماضي بأطلاق اسم الفنان الراحل نور الشريف علي الدورة السابقة والتي شارك فيها قبل وفاته حيث يمثل تكريم الفنان في حياته معني وقيمة مختلفة ... زمن محمود ياسين زمن الفن والابداع والموهبة التي لم ولن تتكرر والذي ننتظر منة المزيد من الابداع بأذن الله .