رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بخطوات ثابتة نحو صناعة تحالف دولي جديد يصب في مصلحة مصر والمنطقة العربية التي تعاني من النزعات والصرعات التي تمد من ليبيا الي سوريا والعراق واليمن ولبنان يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بذلك من خلال إعادة الدور الروسي الي المنطقة مرة اخري والذي تقلص خلال العقود السابقة نتيجة الاتجاه المصري والعربي نحو الولايات المتحدة الامريكية  وذلك من خلال تعاون يصب في مصلحة مصر والوطن العربي وأيضا في مصلحة روسيا .

وقد بدأت العلاقات المصرية الروسية تعود بقوة بعد قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعم ثورة 30 يونيو بشكل صريح وهو موقف معاكس لكثير من مواقف الدول الأوروبية التي كانت حذرة في دعم ثورة الشعب المصري في ثورته ضد جماعة الاخوان الإرهابية ولم يقتصر الدعم الروسي علي تأييد الثورة المصرية الخالدة بل امتد الي دعم حقيقي من خلال عدد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية بجانب الصفقات العسكرية التي كانت داعم لقدرات الجيش المصرية وتعزيز ترسانته العسكرية .

وأيضا ساعد التقارب المصري الروسي علي مكافحة الإرهاب وإعادة التوازن الي المنطقة العربية والشرق الأوسط من خلال الوجود الروسي في المنطقة وقيامها بدور محوري ورئيسي لأنهاء الصراع في دولة سوريا لما لها من نفوذ قوي داخل سوريا وايران وبكل تأكيد سيعود هذا التعاون المثمر بنتائج هامة علي المنطقة العربية من خلال مشاركة روسيا في القضاء علي الإرهاب والتعاون الاقتصادي والذي قد يمتد الي دول عربية وخليجية عديدة لذلك سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي علي تعزيز التعاون المشترك مع  الرئيس فلاديمير بوتين ودولة روسيا من خلال تبادل الزيارات والاتفاقيات التي تم توقيعها بين الطرفين وأيضا حفاوة الاستقبال من جانب روسيا للرئيس السيسي يظهر مدي التقدير والاحترام الذي يحظى به الرئيس المصري واهمية وثقل مصر في الشرق الأوسط وقارة افريقيا .

واستكمالا لرسم خريطة سياسية واقتصادية جديدة تأتي زيارة الرئيس السيسي للصين وهي ثاني زيارة للرئيس للصين حيث زارها في ديسمبر من العام الماضي والتقي خلالها بالرئيس الصيني شي جين بينج وقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات خلال الزيارة وقد شهدت العلاقات بين البلدين والتي بدأت عقب قيام ثورة يوليو عام 1952م  تطور كبير حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أيدت بحماس حق الصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة وفي 30 مايو 1956م أصدرت الحكومتان المصرية والصينية بيانًا مشتركًا حول إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين .

وقد شهد التعاون الاقتصادي بين البلدين تطورا كبيرا خلال العقود الستة الماضية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 1953م حوالي 11 مليون دولار أمريكي منها 10.4 مليون دولار صادرات مصرية إلى الصين و600 ألف دولار صادرات صينية إلى مصر وفي عام  2014م  بلغت الاستثمارات الصينية في مصر نحو 500 مليون دولار امريكي وهو رقم كبير  يؤكد أهمية السوق المصري بالنسبة للصين وفي في ظل حالة الركود الاقتصادي الذي يعاني منة الاقتصاد الصيني خلال العام الأخير سيمثل السوق المصري طوق النجاة للصين لان مصر سوق واعد للاستثمار وبوابة هامة لدخول الصين للمنطقة العربية .

وعلي الجانب الاخر ستستفيد مصر من الاستثمارات والخبرات الصينية في العديد من المجالات ومنها التكنولوجية بجانب توفير الالاف من فرص العمل في المشاريع المشتركة التي ستنفذ في محور تنمية قناة السويس والتي أكدت الصين علي لسان عدد من المسؤولين اهتمامها بالاستثمار فيها وبجانب الثقل الاقتصادي للصين هناك ثقل سياسي حيث انها احدي الدول دائما العضوية في مجلس الامن .

وتأتي زيارة الرئيس السيسي لسنغافورة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستفادة من الخبرات في إدارة الموانئ حيث تتفوق سنغافورة في ادارتها بتكنولوجيا متطورة تؤدي الي  انها إجراءات الحاوية في 25 ثانية فقط ولسنغافورة خبرة كبيرة في إقامة المناطق الصناعية حيث أن نهضة الصين بنيت على الخبرة السنغافورية وبجانب ذلك يقوم الرئيس بزيارة محطة هايفلاكس لتحلية المياه وتوليد الطاقة وهذه الزيارة تمثل أهمية كبير في ظل الزيادة السكانية والصرع علي مياه النيل حيث يمكن لمصر الاستفادة من الخبرة السنغافورية في تحلية مياه البحر وتوليد الطاقة عن طريق الدفع بالماء .

وزيارة الرئيس لدولة اندونيسيا لها أهمية خاصة للاستفادة من تطور الصناعات الصغيرة والمتوسطة بإندونيسيا والتي ساهمت في خلق طفرة قوية للاقتصاد الإندونيسي في في الأعوام الأخيرة ومصر ترتبط بعلاقات قوية بإندونيسيا منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس احمد سوكارنو حيث أسس الزعيمين حركة عدم الانحياز بجانب الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو ورئيس وزارة الهند جواهر لال نهرو  واندونيسيا دولة كبيرة حيث يبلغ عدد سكانها حوالى 238 مليون نسمة وهى رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان وتضم أكبر عدد من المسلمين وعاصمتها جاكرتا وهناك الكثير من أبنائها يدرسون في الازهر الشريف .

أخيرا ... بخطوات ثابتة ومدروسة ورحلات مكوكية لروسيا والصين وسنغافورة واندونيسيا  يعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بناء الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات وإقامة المناطق الصناعية الكبري بجانب رسم خريطة سياسية جديدة لمصر و المنطقة العربية والشرق الأوسط وقارة افريقيا تعتمد علي وجود العديد من القوي الدولية البارزة مثل روسيا والصين وهو ما سيودي الي احداث توازن علي الصعيد الإقليمي والدولي خلال الفترة القادمة ... غدا اكثر إشراقا .

[email protected]