رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

لم يسعدني الحظ أن أكون في مصر يوم فرحتها الكبري في 6 أغسطس بافتتاح نبع الخير الذي أهدته مصر للعالم في قناة السويس الموازية الجديدة، فقد اضطرتني ظروف عائلية أن أكون في كوبنهاجن، ولكن لما كان ما لا يُدرك كله لا يُترك كله، فقد سارعت إلي سفارتنا لمشاركة الجالية المصرية بالدانمارك فرحتها، كانت في استقبالنا السيدة الرقيقة سلوي مفيد، سفيرة مصر بالدانمارك التي فتحت بيتها وقلبها لأعضاء الجالية المصرية في الدانمارك، وكانت أكثر المشتركين فرحة وحماساً.

غنينا أغاني مصر الوطنية ورفعنا أعلامنا في حشد كبير في الشارع أمام السفارة بعد الحصول علي تصريح من الشرطة الدانماركية «مجرد تذكير بضرورة احترام القانون للإخوة المعترضين علي قانون التظاهر في مصر»، واستمر الحفل عدة ساعات.

ولم يجرؤ كلب مسعور واحد من خلايا الإرهاب المتأسلم القليلة الموجودة في الدانمارك علي الاقتراب من الحفل أو محاولة التشويش عليه، فقد كان الخونة يعلمون كيف يتعامل المصريون مع من باعوا أنفسهم وبلادهم للشيطان.

كان جميلاً أن التقي ببعض أصدقاء العمر الذين قضيت وسطهم عشر سنوات في حقبة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، الذين قضوا في الدانمارك أكثر من أربعين عاماً، ومع ذلك كان حماسهم لمصر وفرحتهم لفرحتها كما لو كانوا لم يغادروها طوال هذه السنوات الطويلة، سعدت حقاً بلقاء حسن نور الدين ويحيي أباظة والكاتب «الشقي» محيي غريب.. وأخيراً وليس آخراً عمدة الجالية طارق رفعت، مدير محطة مصر للطيران بمطار كوبنهاجن، الذي قضي أكثر من أربعين عاماً في خدمة مصر للطيران، ورغم السبعين عاماً التي يحملها علي كاهله فقد كان يعمل كالنحلة كما لو كنا مازلنا في أيام الشباب في السبعينيات.

كانت هذه الصورة الجميلة المصغرة لمصر تعويضاً كبيراً إليّ عن البعد عن مصرنا المقدسة يوم فرحتها الكبري، ودار في ذهني خاطر جميل دافئ، فطالما كانت مصر الحبيبة قادرة علي الاحتفاظ بحب وولاء أبنائها البعيدين عنها كل هذه السنوات فلا أخاف عليها من شر المتآمرين وحقد الخونة.

حياتك يا مصر فوق الحياة      وصوتك يا مصر وحي الإله

تعاليت يا مصر في موطن       علي الدهر يبقي وتفني عداه

 

 

الرئيس الشرفي لحزب الوفد