عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

بجوار الانجاز التاريخي بانشاء قناة جديدة في وقت قياسي.. كثر الكلام أيضاً عن «اليخت المحروسة» أقدم قطعة بحرية في العالم تشمل هذه المواصفات الرائعة.. لفت نظري مقال للسيدة الفاضلة هدى عبد الناصر في جريدة «الأهرام» ولتسمح لي السيدة هدى بأن أصحح بعض ما جاء في المقال بصفتي معاصراً لهذه الفترة كصحفي محترف.

بداية.. حكاية اسم اليخت.. فبعد عودة اليخت من كابري عام 1956 بعد أن أوصل الملك فاروق الى هناك قرر مجلس قيادة الثورة - وليس جمال عبد الناصر - فقد كان مازال محمد نجيب هو رئيس المجلس - قرر المجلس تغيير اسم اليخت الى «يخت الحرية» بدلاً من المحروسة.. وكان هذا خطأ عالمياً.. لأن يخت المحروسة بالذات كان له تاريخ بصفته من أقدم وأعظم القطع البحرية في العالم كله ومسجل باسم المحروسة.. فقد كانت مصر نفسها اسمها المحروسة.. لذلك كان السادات على حق حينما أعاد اسم المحروسة حفاظاً على التاريخ العالمي لأعالي البحار.

<>

ثم جاء اصلاح المحروسة بعد أن مرت عليها سنوات طوال دون أي تجديد نظراً لرحلات الملك المتتابعة خاصة سفرياته الى أوروبا.. بدأت الحكاية في أواخر الاربعينيات وكان محمود فهمي النقراشي باشا رئيساً للوزراء.. والذي اعترض على أن تتكفل الدولة بمصاريف الاصلاح هو مجلس الشيوخ.. وعلى وجه التحديد محمد بك خطاب ومصطفى بك مرعي وعباس محمود العقاد.. وقامت ثورة صحفية ضخمة في ذلك الحين.. مما اضطر النقراشي باشا إلى أن «يعتذر» نعم «يعتذر» للسراي في خطاب مهذب باعتبار أن البرلمان كان لابد أن يوافق على تخصيص مبلغ معين من الميزانية للاصلاح وهو ما لم يحدث.

<>

وتمر الأيام.. ويأتي مصطفى النحاس رئيسا للوزارة بعد أنزه انتخابات شهدتها مصر - بل انزه انتخابات في العالم كله - وهذه قصة أخرى - لها أسبابها - ونعم كما قالت السيدة الفاضلة هدى عبد الناصر قررت وزارة النحاس اصلاح اليخت باعتباره جزءا من البحرية المصرية.. وفعلاً كما قالت ابنتنا هدى إن الاصلاح تكلف مبلغاً كبيراً لأن اليخت نفسه كل قطعة فيه أو حتى كرسي غالي الثمن جداً.. وهنا أعذرها لأنها طبعاً لم تعاصر هذه الحقبة من التاريخ مثلنا.

< ما="">

- عندما جاء النحاس الى الحكم في يناير 1950 كان مصراً على أن يتم على يديه جلاء الجيش الانجليزي وإلغاء المعاهدة.. وكان النحاس أكثر ما يخشاه هو أن يرفض الملك توقيع مرسوم إلغاء المعاهدة!! لذا كانت سياسته من أول يوم.. منذ يوم حلف اليمين هو مهادنة الملك لأبعد الحدود ومهما كانت التنازلات.. وأصر النحاس عقب حلف اليمين في الاجتماع التقليدي أن يكيل المدح والمديح «للملك المحبوب» الذي أصر علي اجراء أنزه انتخابات من أجل الشعب الذي يبادله الحب!! وهات يا مديح لم يعهده الناس في النحاس من قبل.. حتى ظهرت شائعة قوية بأن النحاس قبل يد الملك بعد الاجتماع!! وهو ما لم يحدث طبعاً!!

<>

أكثر من هذا كله

الشيخ الجليل شيخ الأزهر المرحوم عبد المجيد سليم وهو بلدياتي وبلديات زينب هانم الوكيل زوجة النحاس كتب في احدى الصحف ينتقد حالة البلد كلها.. وسفريات الملك.. وقال قولته المشهورة «تقتير هنا واسراف هناك».. وأصر الملك على اقالته من مشيخة الأزهر وكان هذا مستحيلاً بحكم القانون.

ولكن بعد عودة فاروق اتصل بالنحاس ورجاه أن يقيل شيخ الأزهر فوعده بذلك وأصدر قراراً عام 1951 بإقالة الشيخ عبد المجيد سليم ولم يكن قد مضى على توليه المشيخة أكثر من شهور معدودة!!! وكان هذا العمل من جانب مصطفى النحاس بالذات قنبلة شديدة الانفجار في مصر كلها.. النحاس يخالف ضميره وقانون البلد ويهز الأزهر هزاً من أجل مكالمة من الملك!! شيء في منتهى الغرابة.

في نفس الوقت كان مصطفى النحاس مجتمعاً مع الشيخ عبد المجيد سليم في قرية كفر عشما حيث أخوال زوجته حسن وحسين شعير مركز الشهداء.. شرح النحاس الموقف للشيخ سليم ووعده بعودته الى المشيخة بعد شهور معدودة!! وقد كان تولى الشيخ ابراهيم حمروش رئاسة الأزهر ستة أشهر وتم توقيع مرسوم الغاء المعاهدة وعاد الشيخ سليم الى رئاسة الأزهر!!

نفس الحكاية.. لكي يحصل على موافقة مجلس الشيوخ على اصلاح اليخت محروسة.. اجتمع النحاس بكل من محمد بك خطاب ومصطفى بك مرعي ومحمد حسين هيكل باشا رئيس المجلس وغيرهم وقال لهم: مهما دفعت الدولة لاصلاح اليخت لا يساوي أن تنال مصر استقلالها كاملة باجلاء الجيش الانجليزي.. فوافقوا!!

<>

عزيزتي - بل ابنتي هدى هانم - وأنت لا تعرفين مدى علاقة اسرتي بالمرحوم والدك قبل الثورة وفي بدايتها.. أقولها كلمة لك احفظيها جيداً.. تاريخ مصر الحقيقي لم يكتب بعد.. لك تحياتي.

عبد الرحمن فهمي