رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

العالم على المحك.. الحرب الصينية الأمريكية تحتدم

الحرب الصينية الأمريكية
الحرب الصينية الأمريكية

 الرغبة الصينية والتنافس على تحقيق مفهوم القطب الأوحد يبدو أنه أمر يزعج القوة المهيمنة على العالم "أمريكا"، ويجعلها شاخصة أبصارها للحيلولة دون تحقيق "بكين" ذلك، وتسعى واشنطن جاهدة لإغراق الصين في دوامة نزاعات ربما تجعل العالم بأثره على المحك وتدخله في حرب هي الضروس في القرن الحادي والعشرين.

 

اقرأ أيضًا: الصين تصعد الحرب التجارية على أمريكا

 

فك الارتباط الصيني مع أمريكا:

 العديد من الخطط الاقتصادية أخذتها الصين بالحسبان بهدف فك الارتباط مع أمريكا في غضون 15 عامًا؛ لكن يبدو أن إنهاء الارتباط مع أمريكا بدأ مبكرًا، وترجم ذلك مواقف الصين الرامية إلى الوقوف سدًا مانعًا ضد الرغبة الأمريكية للهيمنة على الصين، منها أخيرًا الموقف الصيني من الأزمة الروسية الأوكرانية المغاير لموقف واشنطن، والرغبة في ضم جزيرة "تايون".

 وليس تايوان إلا مجرد ذريعة، فبالوقوف معها ومساعدتها، تختبر واشنطن ثبات موقف الصين، وقدرتها على المقاومة، ومدى استطاعتها خوض غمار الصراع مع أمريكا للسيطرة على تقنيات العالم، وبصورة تقريبية، على مستقبل العالم.

 وعلى خلفية الحرب الباردة الدائرة حاليًا بين "الصين- أمريكا" ستتمزق العلاقات بينهما غير مربحة لأي طرف، لأن كلا البلدين غير جاهز لخوض حرب ربما هي الأقوى في القرن الحادي والعشرين، وتقود إلى تدمير إقتصاديات تلك الدول، وهو ما يقود إلى انهيار اقتصاد العالم الذي يعاني بالأساس من الحرب الروسية الأوكرانية وما صحبته من خلخلة في اقتصاديات دول عظمى.

 ونظرًا لما تتمتع به الصين من ثقافة سياسية قوية، لا تريد الدخول في حرب عسكرية مع أمريكا، لكن بطريقة ذكية ترغب في استعادة عدد من المواقع، منها "تايون" بالهيمنة الاقتصادية على أمريكا الرافضة بقوة لذلك.

استفزازات بالجملة بين الصيني - الأمريكي:

 كما أن الصين لها أهداف سياسية واقتصادية وراء المنافسة مع أمريكا، الأخيرة أيضًا تريد سيادة مبدأ "سيد واحد مهيمن على العالم"، وبالطبع أمر في غاية الديكتاتورية، ويجلب الشر ليس لكل من يعيش بهذا النظام فحسب، وإنما أيضًا للقوة المهيمنة الوحيدة عليه، وذلك لأنها تدمر نفسها بنفسها من الداخل.

 استفزازات بالجملة يبديها الطرفان "الصيني-الأمريكي" طوال الفترة الماضية، لإقصاء كل واحد منها الآخر، فنجد احتكاكات في جميع أنحاء المنطقة، والصين لا تتردد في إبداء رغبتها في ضم تايوان إليها مجددًا، بخلاف تايوان، تغضب الصين بسبب إبحار السفن الأمريكية في بحر الصين الجنوبي والشرقي، حيث تعتبر الصين هذه المياه إقليمية صينية، بينما تعتبرها أمريكا مياه دولية.

 ويرى خبراء في السياسة الدولية، في منطقة بحر الصين "الجنوبي - الشرقي"، بها حركة ملاحة ضخمة لسفن دول عدة منها السفن العسكرية والتجارية على حد سواء، وهو ما يزيد من احتمال حدوث مواجهة في أي وقت بين القوات العسكرية " الصينية - الأمريكية".

المنطاد الصيني:

 كما أن "المنطاد الصيني" الذي دخل الحدود الأمريكية ترى أمريكا أنه تم إعداده للتجسس، وهو ما اتخذ "جو بادين" قرارًا بتدميره" لتغضب الصين، وتبرر موقفها بأن تحليق المنطاد الصيني في المجال الجوي الأمريكي جاء لأسباب قهرية، وأنه يستخدم للبحوث وبشكل رئيسي لأغراض الأرصاد الجوية، مؤكدة أن

بكين تعمل بدقة دائمًا بما يتماشى مع القانون الدولي وتحترم السيادة والسلامة الإقليمية لجميع الدول، وأنه لا نية لديها للانتهاك وأنها لم تنتهك أبدًا الأراضي، أو المجال الجوي لأية دولة سيادية، منوهة بمعارضة الجانب الصيني بحزم لتضخيم بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمر لمهاجمة الصين وتشويهها.

 

 وقام الجانب الصيني بالتحقق من الأمر وتواصل مع الجانب الأمريكي، مبرراً بأنه منطاد جوي مدني استخدم للبحوث وبشكل رئيسي لأغراض الأرصاد الجوية، ونتيجة لتأثره بالرياح الغربية وقدرته المحدودة على التوجيه الذاتي، انحرف بعيدًا عن مساره المخطط.

تحالفات دولية:

 هذا التحرك المدروس بين الجانبين "الصيني والأمريكي" يقابله تغيرات في التحالفات بين الدول في المنطقة، وتوتر مستمر في شبه الجزيرة الكورية بين الشقيقتين العدوتين "كوريا الشمالية حليفة الصين، كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة".

كما يقابله تغيرات في التحالفات بين الدول، شملت "روسيا - إيران" حلفاء الصين، و"فرنسا-بريطانيا" حلفاء أمريكا على خلفية المواقف المتغيرة حيال "الأزمة الروسية الأوكرانية"، وهو ما يجعل العالم كله على صفيح ساخن ربما يعيد سيناريو حروب عالمية سابقة.

 

هل يشهد العالم حربًا صينية أمريكية؟

 يبقى السؤال الذي يدور في ذهن العالم، هل سيشهد العالم حربًا جديدة بين "أمريكا - الصين" مماثلة للحرب" الروسية - الأوكرانية"،

 يتوقع خبراء في السياسة الدولية، احتمال حصول أمريكا على قواعد جديدة تتمركز فيها القوات داخل عدد من دول المنطقة المحيطة بالصين، بجانب القوات المنتشرة في الوقت الحالي في قواعد في اليابان، وكوريا الجنوبية.

 

 وحسب الخبراء، فإن تلك القواعد لا تعني وجودًا عسكريًا للولايات المتحدة عند الحدود الصينية فحسب، بل تعني كذلك ضمان أن الدول التي تتواجد بها القواعد الأمريكية ستقف أساسًا إلى جانب الولايات المتحدة، وليس الصين، في أي صراع محتمل.

 وبرغم كل هذه التوترات والاحتكاكات بين الصين وأمريكا، يتفق الخبراء بشكل كامل على أن الصراع المباشر لا يزال "غير مرجح"، بالنظر إلى التكاليف الباهظة في الأرواح والأموال التي سيدفعها الطرفان، مهما كانت نتيجة الحرب.

لمزيد من الأخبار.. اضغط هنا