رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأشعة المقطعية تكشف أسرار مومياء الصبي الذهبي

 مومياء الصبي الذهبي
مومياء الصبي الذهبي

 كشفت الأشعة المقطعية والطباعة ثلاثية الأبعاد أسرار مومياء الصبي الذهبي، المخزنة في بدروم المتحف المصري بالتحرير لأكثر من قرن من الزمان، وقد تم نشر نتائج هذه الدراسات العلمية بمجلة Frontiers in Medicine، اليوم 24 يناير 2023، التي أسفرت عن الكشف عن هوية هذه المومياء وحالة حفظها وما تحتويه من أسرار.

 

 اقرأ أيضًا: وزير السياحة يستعرض جهود الدولة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار السياحى

 

 تم العثور على هذه المومياء ملفوفة بالكامل بالكتان عام 1916، داخل مقبرة من العصر البطلمي (حوالي 300 ق.م.) بمدينة إدفو بمحافظة أسوان، إذ تم نقلها وحفظها آنذاك ببدروم المتحف المصري بالتحرير من دون فحص لأكثر من قرن من الزمان، حتى تم فحصها للمرة الأولى عام 2015 من قبل د. سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، بالتعاون مع الأستاذة صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، والأستاذ محمود الحلوجي، المدير الأسبق للمتحف، باستخدام الأشعة المقطعية بشكل آمن، من خلال الجهاز الموجود بالمتحف واستخدام الأشعة المتقدمة وبرامج الكمبيوتر الحديثة وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد.


 وأوضحت الدكتورة سحر سليم، أن المومياء لصبي توفى عن عمر ناهز 15 عامًا، وأنه تم تحنيطها بإتقان كبير، وتم إزالة المخ من خلال فتحة الأنف ووضع الحشوات والراتنج داخل تجويف الجمجمة. كما تم إزالة الأحشاء من خلال شق صغير أسفل البطن ووضع الحشوات والراتنج بداخل الجسم، بينما حرص المحنطون على الإبقاء على القلب الذي تم رؤيته في صور الأشعة بداخل تجويف الصدر. 
 وأضافت د. سحر سليم إلى أن الأشعة أوضحت ما بداخل اللفائف، إذ ترتدي المومياء قناعًا ذهبيًا وصدرية مصنوعة من الكارتوناج وصندلًا من النسيج.
 كما أوضحت صور الأشعات المقطعية الثنائية والثلاثية الأبعاد عن وجود حوالي 49 تميمة مرتبة ترتيبًا منمقًا في ثلاث أعمدة بين طيات اللفائف الكتانية وبداخل تجويف المومياء، كما أظهرت الأشعة أيضًا 21 شكلًا مختلفًا للتمائم مثل عين المعبود حورس والجعران وتميمة الأفق والمشيمة وعقدة إيزيس والريشتان وغيرهم. 
 ومن خلال نتائج قياسات الأشعة تبين أن 30 تميمة من التمائم المكتشفة داخل المومياء صنعت من الذهب بينما باقي التمائم صنعت من الأحجار أو الفيانس، بالإضافة إلى تميمة على شكل لسان من الذهب وضعت بداخل فم المتوفى ليتمكن من التكلم في العالم الآخر، كما يوجد تميمة

على شكل إصبعين أسفل الجذع لحماية فتحة التحنيط، وتميمة أخرى كبيرة من الذهب لجعران القلب موجودة بداخل تجويف صدر المومياء، الذي تم عمل مستنسخًا منه باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.


 وأكدت د. سحر سليم أن الدراسة كشفت عن وجه المومياء للمرة الأولى بعد إزالة اللفائف بشكل افتراضي بتقنية الأشعة المقطعية، إذ أتاحت الدراسة فرصة فريدة لاكتشاف أسرار تحنيط المومياء من دون المساس باللفائف، وكما تركها المصريين القدماء.
 وأوضحت الأستاذة صباح عبدالرازق أن الدراسة ألقت الضوء على الحياة الاجتماعية في مصر القديمة منذ آلاف السنين، فأعطت الدراسة فهمًا عميقًا لمعتقداتهم وطقوسهم الجنائزية، وبراعتهم التقنية في التحنيط والحرفية في صياغة التمائم وعمل الأقنعة والزخارف. 
 كما أشارت الدراسة على تقدير قدماء المصريين للأطفال، إذ تمتعت هذه المومياء بطقوس جنائزية مميزة تمكنها من البعث والحياة الأخرى حسب معتقدات المصريين القدماء، بالإضافة إلى إظهار المكانة الاجتماعية الرفيعة لصاحب المومياء فهو صبي حظى بطقوس جنائزية عالية المقام، إلى جانب حالته الصحية الجيدة، إذ أنه كان يتمتع بأسنان وعظام سليمة وبلا علامات تدل على أمراض أو أعراض سوء تغذية.
 وساعد استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في التصوير الطبي بالأشعة ثلاثية الأبعاد في تقديم رؤية قيمة للمومياء، مما دعم قرار إدارة المتحف المصري بالقاهرة لنقل المومياء من بدروم المتحف لعرضها داخل قاعات العرض به، إذ لقبت بـ "مومياء الصبي الذهبي". 
 وتسهم عرض صور الأشعة المقطعية بجانب المومياء في عرض متحفي مميز يمنح زوار المتحف تجربة فريدة تدعم تواصلهم مع الحضارة المصرية القديمة.