رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مضاعفات مشروبات الطاقة على أطفالنا

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

 

انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة وهى اعتياد أطفالنا على تناول مشروبات الطاقة بأنواعها ونكهاتها المختلفة التى ليست مخصصة لهم ولا مسموحة لمثل أعمارهم الصغيرة.

 ويقول الدكتور السيد حماد، أستاذ مساعد التغذية بالمعهد القومى للتغذية، على الرغم من أنها مشروبات مسموح بها فى الأسواق وليست ممنوعة إلا أن لها خطورتها الشديدة على أجسام أطفالنا حيث تؤثر على جهازهم العصبى الذى ما زال فى طور النمو والاكتمال لما تحتويه غالبًا من نسب عالية من الكافيين وبعض المواد الكيميائية الأخرى التى من شأنها تسهيل إنتاج الطاقة وزيادة النشاط ولكن لها أثرها السلبى على الجسم فضلًا عن محتواها العالى غالبًا من السكريات التى تعتبر فى كل الأحوال مصدرًا للطاقة الفارغة أو طاقة بلا فوائد أو عناصر غذائية أخرى مفيدة معها وحتى فى حال خلوها من السكر المضاف فإنها ستكون محتوية حتمًا على بدائل السكر الصناعية التى لا تناسب بالأساس أعمار أطفالنا التى لها من الأضرار الصحية والتغذية فى حالة الإكثار من تناولها.

والجدير بالذكر أن المحتوى العالى من الكافيين الموجود فى معظم مشروبات الطاقة يفوق فى كميته ضعف ذلك الموجود فى المشروبات المنبهة الطبيعية مثل القهوة أو الشاى كما يختلف عنه من ناحية التركيب والمصدر الذى غالبًا ما يكون مصدرًا كيميائيًا محضرًا معمليًا وليس مصدرًا طبيعيًا كما فى القهوة أو الشاى.

ويضيف الدكتور السيد حماد قد تحتوى العبوة الواحدة من بعض أنواع مشروبات الطاقة على إضعاف كمية الكافيين الموجودة فى كوب من القهوة الطبيعية وقد حذر العديد من الدراسات والأبحاث العلمية من أن الاستهلاك المتكرر من المشروبات عالية المحتوى من الكافيين وخاصة مشروبات الطاقة قد يؤدى إلى الجفاف فى حالة عدم تعويض السوائل بشكل كاف لما له من أثر مدر للبول، كما قد يؤدى إلى انخفاض وضعف الصحة العقلية والبدنية على المدى البعيد وهو ما لا نرجوه لأطفالنا وقد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصداع واضطرابات النوم وفرط الحركة والقلق وازدياد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وتضرر القلب والأوعية الدموية والتأثير السلبى على امتصاص العديد من العناصر الغذائية الهامة لنمو أطفالنا كالكالسيوم والحديد والزنك وغيرها من الأملاح المعدنية والفيتامينات فضلًا عن الأثر السلبى الذى يحدث نتيجة أعراض انسحاب الكافيين من أجسامهم فى أوقات عدم تناوله فضلًا عن أن

الاعتياد على مثل هذه المنبهات والمحفزات قد يجعل من أطفالنا عرضة لإدمانها ومحاولة تجربة غيرها من المواد الممنوعة التى تعطى الإحساس الخادع بالطاقة والحيوية إذ ليس لديهم من الوعى ما يكفى لفهم وتجنب خطورة هذه المود فى مثل هذه الأعمار الصغيرة.

ولذا فإن هناك حاجة ماسة إلى تشجيع المزيد من البحث والدراسة لتتبع الأثر الضار لمثل هذه المشروبات على صحة أطفالنا بشكل عام. كما يجب زيادة الوعى والتثقيف الغذائى السليم للأطفال وذويهم بما يوضح أضرار هذه المشروبات حيث أثبتت الدراسات أيضًا أن زيادة نسبة الوعى بالمخاطر يقلل من استهلاك مثل هذه المشروبات.

وفى هذا السياق نود أن نشجع أطفالنا على تناول المشروبات الطبيعية ذات القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية، مثل المشروبات العشبية كالحلبة واليانسون وكذلك العصائر الطبيعية دون الإسراف فى تحليتها بالسكر كما يمكن الاعتماد على المشروبات التى توفر قدراً من الطاقة وتعوض السوائل المفقودة بجانب قيمتها الغذائية العالية مثل المشروب الرياضى المعد بالمنزل باستخدام عصير البرتقال أو الليمون مع إضافة القليل من السكر وكمية قليلة جدًا لا تتجاوز الجرام ونصف من الملح لضمان تعويض ما يفقد من الأملاح المعدنية مع العرق فى حالة ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة والتى غالبًا ما يمارسونها بشكل متكرر. ويجب أن نعلم أن أطفالنا يمكنهم الحصول على القدر الكافى من الطاقة والعناصر الغذائية من خلال اتباعهم للنظام الغذائى المتوازن والمتنوع مع القدر الكافى من الماء السوائل الطبيعية ويمكن الاستعانة فى ذلك باستشارة الطبيب أو أخصائى التغذية المتخصص.