الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة تزيد السكر عند الأطفال
يُعد مرض السكر واحدًا من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا فى سن الطفولة، وتشير الإحصائيات إلى أن واحدًا من أصل 350 طفلًا دون سن الثامنة عشرة يكون مصابًا بالسكر من النوع الأول المعتمد على العلاج بالانسولين، كما أن أعداد الأطفال المصابين بالسكر ازدادت فى الآونة الأخيرة، خاصةً بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
ويمكن للإصابة أن تحدث فى أى وقت أثناء الطفولة، حتى فى مرحلة الرضاعة، ولكنها عادةً تحدث فى المرحلة بين 4-6 سنوات، أو المرحلة بين 10-14 سنة.
ويقول الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم، أستاذ أمراض الباطنة واستشارى أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، يعد مرض السكر الأكثر شيوعاً فى العالم، وتقع مصر ضمن قائمة الدول مرتفعة الإصابة، وهذا يعود إلى بعض العادات الغذائية الخاطئة وأسلوب الحياة غير الصحى، ما ساعد على انتشار السمنة وبالتالى الإصابة بمرض السكر.
وأشار الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم إلى أن معظم حالات سكر الأطفال تندرج تحت مرض السكر من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين)، ويكون سببه نقصاً كبيراً فى إفراز هرمون الانسولين من البنكرياس، أما الاسباب التى تؤدى الى نقص إفراز هرمون الانسولين من البنكرياس فتكون غالباً بسبب أمراض فيروسية أصابت الجسم، وانتقلت الى البنكرياس ونتج عنها تدمير لخلايا بيتا، المسؤولة عن إفراز هرمون الانسولين، وقد يكون أيضاً هذا بسبب مرض مناعى يؤدى الى إنتاج أجسام مضادة للخلايا التى تقوم بإفراز هرمون الأنسولين، مما ينتج عنه نقص فى مستوى هذا الهرمون بالدم.
وأوضح الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم، أن الجانب الوراثى فى هذا النوع من السكر ليس قوياً، بل هو أقوى فى مرض السكر من النوع الثانى، ويكون علاج مرض السكر من النوع الاول لدى الأطفال، عن طريق حقن الانسولين فقط،.
ومؤخراً بدأ ظهور حالات لمرض السكر من النوع الثانى فى الأطفال وعددها ليس قليلاً، وذلك نتيجة زيادة وزن الأطفال والسمنة، بسبب الاعتماد على تناول وجبات الاطعمة السريعة، التى تؤدى للاصابة بالسمنة نتيجة محتواها العالى من الدهون والسعرات الحرارية الكبيرة، وهى تؤدى لمقاومة الانسولين بالجسم حتى لو كان إفراز الانسولين بنسبة طبيعية، ولهذا فقد ظهرت حالات سكر من النوع الثانى فى الأطفال، باعداد غير قليلة فى الفترة الأخيرة، وفى هذه الحالة لا يكون العلاج بالانسولين، بل يكون عن طريق الاقراص المخفضة لمستوى السكر بالدم.
ويوضح الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم، للتفرقة بين النوعين، يكون عن طريق قياس مستوى هرمون الانسولين عند الطفل، فاذا كان مستوى السكر مرتفعاً ونسبة الأنسولين قليلة، فإن هذا النوع يكون سكر
ويشير إلى أعراض مرض السكر من النوع الأول، التى غالباً تكون هى النوع المسئول عن مرض السكر فى الأطفال، وتظهر زيادة كبيرة فى نسبة التبول، حالة جفاف مستمر فى الحلق، رغبة شديدة فى شرب الماء، كثرة الالتهابات فى أجهزة الجسم المختلفة، تغير مفاجئ فى وزن الطفل، وقد يكون أول تعبير واضح لمرض السكر بالطفل هو الغيبوبة الكيتونية، حيث إن هذه الغيبوبة تكون من العلامات الواضحة الأولى لمرض السكر فى الأطفال.
وينصح الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم، الآباء والأمهات بتجنب تناول الأطفال لوجبات الاطعمة السريعة، لأنها تسبب زيادة الوزن والسمنة، ونتيجة لها مقاومة الأنسولين ومرض السكر من النوع الثانى، ويجب المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية لجميع الأطفال، وخاصة مرضى السكر، لأنها تساهم فى حرق السكر الزائد، ومراقبة النظام الغذائى للأبناء بدقة، وتناول حقن الانسولين فى مواعيدها بدقة، للسيطرة على مستوى السكر فى الدم، حيث يزداد خطر حدوث مضاعفات شديدة عندما لا يتم إدارة مرض السكر بشكل جيد، وينبغى اختبار مستوى سكر الدم بشكل مستمر طوال اليوم، حتى نتأكد من أن مستويات السكر فى الدم ضمن النطاق المستهدف.
وقد يحتاج المريض زيادة جرعات الدواء اليومى بناء على متابعة أرقام تحليل نسبة السكر بالدم، وكما هو معروف أن أكثر 3 أجهزة بالجسم تتعرض لمضاعفات السكر غير المنضبط هى شبكية العين، والكلى وقد تصل للفشل الكلوى، والأعصاب الطرفية فى صورة وخز وتنميل بالأطراف بجانب التأثير السلبى على الشرايين الطرفية وشرايين القلب بعد مرور فترة من الاصابة بالمرض.