رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الغاز الروسي يخنق أنفاس الألمان

 الغاز الروسي
الغاز الروسي

وقعت ألمانيا في مأزق اقتصادي ودبلوماسي عرضها لسيل من الانتقادات التي راوحت بين اعتبارها ساذجة، وصولا إلى اعتبارها ضحية جشعها، وخلال الأيام القليلة الماضية حبست أنفاسها في ظل مخاوف من قطع إمدادات الغاز الروسي الذي يمثل 35% من واردات برلين.

 

المخاوف بدأت مع انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا، في 24 فبراير، وبدأت موسكو تستخدم الغاز كسلاح في وجه أوروبا مع فرض عقوبات غربية على روسيا.

 

الرئيس السيسي يختتم زيارته لألمانيا ويتوجه للعاصمة الصربية بلجراد

 

السؤال المسيطر علي الساحة الأن في برلين هو أنه هل تستطيع ألمانيا أن تتحرر من قبضة الغاز الروسي؟ 

 

البداية 

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية لم تنقطع الشعرة بين ألمانيا وروسيا، وحافظت برلين على بعض الهدوء على عكس باقي الدول الأوروبية، كونها المستورد الأكبر للغاز الروسي في القارة العجوز، ومع قيام روسيا بعملية صيانة لخط الغاز نورد ستريم 1، ورغم أنها صيانة دورية إلا أن المخاوف تسللت إلى برلين والعديد من العواصم الأوروبية خوفا من قطع روسيا إمدادات الغاز كليا.

 

وبعد 10 أيام من الترقب والتوتر انفرجت الأزمة، وتنفست ألمانيا وعدد من الدول أوروبية الصعداء اليوم الخميس، مع استئناف إمدادات الغاز من روسيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1".

 

في ذروة الحرب الباردة، بدأ الاتحاد السوفياتي شراء الأنابيب من ألمانيا لبناء خطوط مخصصة لنقل النفط والغاز، تتيح له الاستفادة من احتياطاته الهائلة في مجال الطاقة، وفقا لفرانس برس.

 

وبعد رفع العقوبات في العام 1966، وقّع البلدان اتفاقا تاريخيا لـ"الأنابيب مقابل الغاز"، حصل بموجبه الاتحاد السوفيتي على أنابيب من الفولاذ لقاء توفير الغاز لألمانيا.

 

في 1973، تلقت ألمانيا الغربية شحناتها الأولى من النفط الخام من سيبيريا. وعند سقوط جدار برلين (1989)، كان الاتحاد السوفياتي مصدرا لنحو نصف واردات ألمانيا الغربية من الغاز.

 

تمكنت ألمانيا من شراء الغاز الروسي بأسعار أشبه ما تكون بالتشجيعية، ما

شكّل دفعا قويا لقطاعها الصناعي.

 

مع تحرير أسواق الغاز والكهرباء الأوروبية في مطلع أعوام الألفين، بدأت شركات الطاقة البحث عن "العرض الأوفر، وكان ذلك الغاز الطبيعي الروسي"، وفق سيغمار غابريال الذي كان وزيرا للاقتصاد في عهد المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.

 

إنجاز يحسب لألمانيا

 

عام دخول "نورد ستريم 1" الخدمة، قررت ألمانيا العمل تدريجا على التخلي عن الطاقة النووية إثر حادثة محطة فوكوشيما اليابانية. كما تعهدت بعد ذلك خفض الاعتماد على الفحم الحجري وتعزيز الطاقة المتجددة.

 

وكانت برلين تأمل في أن يعوّض الغاز، انخفاض موارد مصادر الطاقة الأخرى.

 

وقررت حكومة ميركل عام 2015 إطلاق مشروع "نورد ستريم 2" مع روسيا، وهو خط أنابيب موازٍ للأول يتيح مضاعفة واردات الغاز.

 

وأثار المشروع توترا بين ألمانيا وشركائها الأوروبيين والولايات المتحدة الذين اعتبروا أنه يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة ضغط محفوفة بالمخاطر.

 

بعد أعوام من أعمال البناء واستثمارات بمبالغ ضخمة، قررت ألمانيا تجميد المشروع، مع إعلان المستشار الحالي أولاف شولتس "تعليق" المصادقة على تشغيله قبل يومين من بدء روسيا غزوها لأوكرانيا.

 

بقي الاعتماد على واردات الطاقة الروسية قائما على رغم ذلك، ما جعل يدي ألمانيا مقيّدتين في النزاع في أوكرانيا، واحتفظت روسيا بمصدر لعائدات قد تستخدم لتمويل الحرب.