رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحب بريء من حادثة المنصورة

حادثة المنصورة
حادثة المنصورة

 لا يجتمع الحب والبغض في قلب واحد، لا يمكن أن يكون الإنسان حيًا وميتًا في آن واحد، لا يحمل سلاحًا من حمل في فؤاده مشاعر الطيبة، لا يجتمع الزيت بالماء يومًا، هذه هى قوانين الطبيعة وأساس الدين والفطرة الإنسانية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في البشر فتلك الفطرة ليست ميالة إلى الشر، لأن خلقها جل جلاله خيرة في جوهرها وتنفر من الجرائم. 

 

اقرأ أيضًا..

تفاصيل صادمة في واقعة مقتل طالبة جامعة المنصورة على يد زميلها

 

 أثارت "حادثة المنصورة" التي وقعت أمس، وادعى مرتكبها تنفيذ فعلته بدافع الحب، غضب وخوف المصريين وأعادت للأذهان قصص الحب في الأدب العربي وكيف تحول مجرى الحب نحو الانحدار على خطى رواية "العشق بطريقة الشيطان"، ومع التصفح في قصص الحب الحقيقية مثال رواية "ماجدولين"، إحدى أعمال الأدب الرومانسي للكاتب الفرنسي ألفونس كار، والتي تم تعريبها بيد الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي، وتميزت بجمع سمات الأدب العربي والغربي معًا، تجد أن فاعل القتل لا يحمل حبًا في قلبه بل دفعه كبرياؤه بعد الرفض لقتلها.  

 

مقتل طالبة المنصورة

 فتاة في العشرينات من عمرها تقبع بمدينة المحلة وسط أهلها وأصدقائها، طمحت لتحقيق الأفضل فالتحقت بكلية الآداب في جامعة المنصورة، وباتت تذهب وتتحمل عناء الطريق مع حر الصيف وبرد الشتاء، يوميًا تبلغ طريقًا قد يصل مدته ساعتين يوميًا، تستيقظ باكرًا لتستطيع الوصول في موعد محاضراتها وتُضاعف جهد الطالب الجامعي المقيم على مقربة من جامعته، فهذه من آفات الطموح في خارج بلدتك وهى ضريبة البحث عن الأفضل دومًا، وبعد مرور 3 سنوات خرجت الفتاة منهمكة لأداء اختبارات نهاية العام وتبدأ في  دخول العام الأخير لانتهاء المرحلة الجامعية وترفع راية انتهاء المهمة وبلوغ الحلم حتى خرج إبليس متجسد في شخص ما ليضع نقطة النهاية ويُسدل الستار على قصة تلك الفتاة، ويلغي مجهود 20 عامًا بمجرد نحر رقبتها بسلاح في وسط النهار وينهى قصة فتاة أرادت الحياة.

 

أسرة طالبة المنصورة بعد قتلها

 أب وأم تحملا عناء المصروفات لأكثر من 20 عامًا وغلاء الأسعار وباتا يبحثان عما هو أفضل لأبنائهم والسعي من أجل تحقيق أحلامهم وتوفير سُبل سعادتهم، تحمل الوالدان عناء مراحل التعليم بأكملها وظلا يبنيان تلك السعادة لابنتهما كالبنيان المرصوص، محاولين بُنيان عائلتهم بقطع من الصخر واستمرا يرفعان واحدة تلو الأخرى على مدار أعوام، حتى جاء يوم - قبل إنهاء مهمة البناء بعام- ليهدم هذا المجهود والتعب في أقل من دقائق معدودة ويُنهي قصة أسرة بأكملها أرادت أن تحيا وسط أبنائها في سلام.

 

براءة الحب من حادثة المنصورة

بريء الحب من كل ما يُنسب إليه من جرائم، فمن خرج لنحر رقبة فتاة هى بمثابة الحياة لأسرتها، وتكون فعلته بمثابة عملية قتل جماعية لعائلة وأصدقاء، يسفر عن سقوط جثمان واحد وضحايا متعددين، فمن فقد فلذة كبده لا يعود كالسابق، وقد يعيش المبتور ولكن ناقصًا متألمًا مهما مرت الأعوام.

 

 يُعرف علم النفس "الحب"بأنه عاطفة إنسانية تفعم القلب إحساسًا، يجدد الحياة في عتمات القلب، ويعيد الدفء بعد جمود مخيف، ذلك الساحر العجيب الذي يضفي على صاحبه جمالاً آخّاذًا لما له من أثرٍ بالغ، وقد أولى

علماء النفس الكثير لمفهوم الحب باعتباره مجموعة من المشاعر الإيجابية والحالات العقلية العاطفية القوية، اهتمامًا كبيرًا منذ قديم الزمان، فرآه الإغريق اليونانيون فضيلة من الفضائل السامية التي متى تكاملت في نفس الإنسان نقتها وطهرتها من المشاعر السلبية، فلا يجتمع الحب مع القتل في قلب واحد.

 

من الحب ما قتل

 منذ ساعات وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقولة "من الحب ما قتل"، مُدعين أن القاتل فعل فعلته بدافع الحب وعدم تقبله للرفض من الضحية، تعود تلك المقولة لقصة وقعت مع الشاعر العراقي عبدالملك الأصمعي، وتروي كتب التراث العربي إن الأصمعي كان دائم التجول في المناطق النائية وذات يوم وجد صخرة ضخمة منقوشة ببعض أبيات الشعر وهى:

"أيا معشر العشّاق بالله خبروا ، إذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنع".

 كان الأصمعي أحد أئمة الشعر والأدب العربي، فرد على هذا البيت ونقش ببيت شعر آخر يقول فيه: "يُداري هواه ثم يكتم سره ، ويخشع في كل الأمور ويخضع"، وفي اليوم التالي مرّ الشاعر العراقي بنفس الصخرة، ولاحظ عليها وجود بيت جديد مكتوب أسفل سابقه والذي كتبه مدون فيه مشاعره قائلًا: "وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ، وفي كل يومٍ قلبه يتقطع"، اعتاد الأصمعي على هذه المحادثة الشعرية المجهولة فرد ببيت آخر يقول فيه "إذا لم يجد الفتى صبرًا لكتمان أمره ، فليس له شيء سوى الموت ينفع".

 وبعدها بأيام مرّ الأصمعي على نفس الصخرة، فوجد شابًا مُلقى على الأرض، قد قتل نفسه تاركًا بيتًا أخيرًا في أسفل صخرة حبه يقول فيه: "سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا سلامي إلى من كان للوصل يمنع.. هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهم، وللعاشق المسكين ما يتجرع" وبعدما وجد الأصمعي هذا العشق أطلق مقولة "ومن الحب ما قتل"، فلا يمكن مقارنة مشاعر الحب الصادقة رغم انعدام الأمل بمن فضل قتل فتاة لم ترتكب سوى الرفض لخطبته.

حادثة المنصورة

 

موضوعات ذات صلة..

جيران طالبة جامعة المنصورة المقتولة على يد زميلها: كانت في حالها

طالب بجامعة المنصورة يطعن زميلته أمام بوابة الجامعة 

بسمة وهبة عن حادثة فتاة المنصورة: الواقع أكثر دموية من الدراما