رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشائعات سلاح"طائش" يهدد الاستقرار

بوابة الوفد الإلكترونية

 

خبير يحذر من خطورة المعلومات المغلوطة ويؤكد ضرورة الاعتماد على البيانات الرسمية

«السوشيال ميديا» بيئة خصبة لترويج الأكاذيب.. والحكومة تنفى

لا تتوقف حرب الشائعات.. فبين الحين والآخر يطالعنا عدد من الصفحات ببعض المعلومات والأخبار الكاذبة; بهدف اثارة الجدل, وخلق حالة من البلبلة فى المجتمع المصرى, فتارة يتم الترويج لشائعة ارتفاع الأسعار وخاصة السلع الأساسية التى لا يستغنى عنها المواطنون وفى حاجة ماسة إليها.

وتارة تستهدف أكثر نقاط ضعف الأسر المصرية وهى مستقبل أبنائها الدراسى, فيتم تداول أنباء عن حذف من المناهج الدراسية للصف الرابع الابتدائى والأول والثانى والثالث الثانوى.

وأجمع عدد كبير من أساتذة الإعلام على أن المعلومات والأفكار التى يتناقلها الأفراد لا تستند إلى مصدر موثوق, مؤكدين ضرورة الحذر من خطورتها على أمن واستقرار المجتمع والتأكد من صحة ما يتم تداوله عبر استقاء المعلومات من المصادر الرسمية المعلنة.

ومنذ بداية اشتعال حرب «روسيا - أوكرانيا» ارتفعت أسعار العديد من السلع الأساسية لتكون هذه الظروف بمثابة أرض خصبة لأصحاب الصفحات الوهمية يوزعون فيها بعض المعلومات المغلوطة لخلق نوع من الفجوة بين المواطنين والحكومة تارة، وبين المواطنين أنفسهم تارة أخرى، وتخرج الحكومة مرارا تنفى صحة هذه المعلومات فى بيانات رسمية.

والأمثلة على ذلك كثيرة فقد تداولت صفحات «السوشيال ميديا» ما تردد بشأن تغيير السلع الأساسية المدرجة على البطاقات التموينية نتيجة لنقص المعروض، وتواصل المركز الإعلامى لمجلس الوزراء مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، والتى نفت تلك الأنباء مُؤكدةً أنه لا صحة لذلك الخبر، وأكدت وزارة التموين توافر كافة السلع التموينية بشكل طبيعى دون تغييرها، مع انتظام ضخ كميات وفيرة منها يومياً بجميع المنافذ التموينية والمجمعات الاستهلاكية، وفروع مشروع «جمعيتى» وكذلك توافر مخزون استراتيجى لها يكفى لعدة أشهر مقبلة.

ومن بين الشائعات التى تداولتها صفحات «السوشيال ميديا» خلال الفترة الماضية حذف أجزاء من مناهج الصف الرابع الابتدائى الخاصة بالفصل الدراسى الثانى 2021/2022، الأمر الذى دفع المركز الإعلامى لمجلس الوزراء للتواصل السريع مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى والتى نفت تلك الأنباء، وأكدت الوزارة أنه لا صحة لما تداولته صفحات «السوشيال ميديا»، وأنه لم يصدر أى قرارات بهذا الشأن، مُوضحةً أن كل مناهج الصف الرابع الابتدائى كما هى دون حذف أو تغيير أية أجزاء منها، وفقاً لنظام التعليم الجديد، حيث تم وضع مناهج مطورة من قبل متخصصين فى كل مادة على حدة، وبناءً على معايير دولية ترتبط بخطة تربوية متكاملة، ومترابطة مع بعضها بما يجب أن يدرسه الطفل فى هذه المرحلة العمرية، مُشيرةً إلى أن امتحانات الفصل الدراسى الأول تمت بصورة منتظمة دون معوقات.

كما تداولت بعض صفحات «السوشيال ميديا» معلومات حول إلغاء العمل بنظام التعاقد بالحصة للمعلمين بكافة المدارس والاكتفاء بالعمل بنظام التطوع فقط، الأمر الذى دفع المركز الإعلامى لمجلس الوزراء للتواصل مع وزارة التربية والتعليم التى أكدت عدم صحة ذلك، وأكد مركز المعلومات أنه لا صحة لإصدار أى قرارات بإلغاء العمل بنظام التعاقد بالحصة للمعلمين بكافة المدارس أو الاكتفاء بالعمل بنظام التطوع، مُشددةً على استمرار العمل بنظام التعاقد بالحصة دون أى تغيير، وذلك طبقاً للشروط الواردة بالكتاب الدورى رقم 26 الصادر من الوزارة بتاريخ 20 سبتمبر 2021، كما أنه جارٍ الإعداد لمسابقة تعيين 30 ألف معلم سنويًا لمدة 5 سنوات، بإجمالى 150 ألف معلم جديد، وذلك لتلبية احتياجات تطوير التعليم على مستوى الجمهورية.

شائعة سفن قناة السويس

ومن بين الشائعات التى تداولتها صفحات «السوشيال ميديا» أنباء عن تراجع أعداد السفن المارة بقناة السويس تأثراً بالأحداث السياسية الدولية، وقد قام المركز الإعلامى لمجلس الوزراء بالتواصل مع هيئة قناة السويس التى نفت تلك الأنباء، وأكدت انتظام عبور السفن والحاويات بالممر الملاحى لقناة السويس وفقاً للمعدلات الطبيعية، حيث سجلت حركة الملاحة بقناة السويس خلال شهر فبراير 2022، أرقاماً قياسية جديدة وغير مسبوقة على صعيد معدلات عبور السفن والحمولات الصافية.

تُصيبك بجلطات

من الناحية النفسية قالت الدكتورة شيماء عراقى، استشارى تعديل السلوك والصحة النفسية، إنه مع التطور التكنولوجى الواسع أصبحت منصات التواصل الاجتماعى بيئة خصبة لنشر الشائعات وتداولها بسرعة كبيرة وخاصة مع دعم الشائعات والترويج لها بوسائل مختلفة موثقة بالصور والفيديو.

وأضافت د. شيماء أن الشائعات لها آثار ضارة على المجتمع حيث تؤثر على تماسك المجتمع واستقراره، فنقص المعلومات وعدم متابعة الجهات المختصة أو التأخير فى إصدار بيانات للجمهور تعتبر دافع لمروجى الشائعات، حيث يستغل هؤلاء حالة نقص المعلومات وعدم وعى الجمهور والمجتمع لنشر ما يريدون بسهولة، ولهذه الشائعات تأثير مباشر على الأمن النفسى للمجتمع، حيث يصاب أفراد المجتمع بحالة من فقدان الثقة فى اى قرارات أو تصريحات من المختصين، ويكون الشك هو لغة التفاهم السائدة بين الطرفين.

وأشارت إلى أن أفراد المجتمع والذين يعيشون فى حصار الشائعات معرضون للإصابة بالأمراض النفسية والاجتماعية، فضلاً عن تفشى الكراهية التى تضعف الروابط الاجتماعية والأسرية، كما تؤدى إلى الشعور بعدم الاستقرار وفقدان الثقة بالمسئولين وخاصة فى غياب المتابعة من مصادر رسمية، كما تعمل الشائعات على نشر مشاعر الإحباط والرغبة فى إيذاء الذات والعزلة الاجتماعية وتؤدى إلى زيادة معدل انتشار الجريمة، حيث إنها قد تتسبب فى سلوكيات عدوانية ضد المجتمع كالتخريب.

ونوهت استشارى تعديل السلوك إلى أن الشائعات لها أبعاد مختلفة وأنواع متعددة حسب دوافع المروج لها وهدفه من نشرها سواء كان يهدف إلى إيذاء جماعات أم أفراد، فهى قد تؤدى إلى التفكك الأسرى وهدم البيوت وزيادة نسبة الطلاق، أو تهديد السلم الاجتماعى للمجتمع كله.

وأضافت أنه من التأثير النفسى لتلك الشائعات: ترسيخ التشاؤم لدى أفراد المجتمع وفقدان الأمل فى أى تغير رغم ما يتم تحقيقه من إنجازات ملموسة، فتترك لدى الفرد مشاعر مكبوتة تملؤها الكراهية والعنف النفسى نحو المجتمع، وتخلق حالة من عدم

الرضا وتؤثر على إنتاجية الفرد وتتناقص دافعيته نحو العمل، كما تؤثر أيضاً على صحة الفرد وقد تؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض النفس جسمانية المتلازمة مع نشر الشائعة وخاصة لو تعلقت بأسباب شخصية وعائلية للفرد، مثل أمراض القلب والجلطات وارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها من الأمراض المصاحبة للصدمات.

وطالبت «عراقى» المجتمع بضرورة التصدى بحزم لتلك الشائعات والعمل مع الجهات المختصة للقيام بدور فعال لنشر الوعى اللازم للوقاية منها قبل انتشارها، وذلك يتحقق من خلال إطلاق حملات توعوية وتطبيق القوانين لردع ومحاسبة مروجى هذه الشائعات أمام المجتمع للحد من انتشارها.

التأكد من صدق المعلومات

استدل الدكتور عادل صادق، أستاذ الصحافة والإعلام بالآية القرآنية «فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون» من سورة الأنبياء، ليؤكد ضرورة استياق المعلومات من مصدرها وعدم تناول الكلمات المتداولة على صفحات «السوشيال ميديا»، إلا بعد التأكد من صحتها من المتخصصين.

وقال أستاذ الصحافة والإعلام، إن الشائعات عادة ما تكثر فى أوقات يعيش فيه المواطنون حالة من الارتباك، وخلالها تكون الفترة خصبة لتداول المعلومات المغلوطة على «السوشيال ميديا»، ولهذا لا بد أن نستقى المعلومات من الحكومة ذاتها فى بيانات رسمية خاصة إذا كانت تمس السلع الأساسية والمناهج التعليمية.

وأكد د. صادق أن المواطن فى الفترة الحالية لديه من الوعى ما يمكنه من التأكد من جميع المعلومات المتداولة فمع تصفح المواقع الإخبارية يمكنه معرفة حقيقة المعلومة من مصدرها على أن يكون الموقع الإخبارى معروفاً بمصداقيته ومعلوماً لدى الجميع وليست مواقع «بير السلم».

وبحسب ما أشار إليه أستاذ الصحافة والإعلام فإن أهداف الشائعات تختلف بحسب هدف الشائعة نفسها سواء كانت تستهدف كبار السن أو الشباب أو غيرهم، فعلى الرغم من كون صفحات «السوشيال ميديا» سلاحاً قوياً يمكننا من معرفة ما يجرى حول العالم، فهى أيضاً سلاح قاتل فى حالة انسياقنا وراء معلوماتها الهدامة.

وحول أنواع الشائعات رد الدكتور صادق قائلاً إن هناك الشائعة الزاحفة التى يتناقلها المواطنون همساً وبطريقة سرية تنتهى فى آخر الأمر إلى أن يعرفها الجميع، وهناك الشائعة العنيفة التى تنتشر بين الناس بسرعة النار فى الهشيم وتعد أخطرهم خاصة إذا كانت الشائعة تمس أسعار السلع أو الحروب، وهناك الشائعة الغائصة التى تظهر وتختفى وفقاً لقانون العرض والطلب.

نقابة الإعلاميين تحذر

تحذيرات شديدة وجهها أيمن عدلى، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، لرواد «السوشيال ميديا» بشأن تداول الشائعات وخطورتها، قائلاً: إننا نواجه كل ثانية شائعة على صفحات «السوشيال ميديا» فى ظل الحرب التى تشنها قنوات خارجية والكتائب الإلكترونية الممولة من الخارج، التى تستهدف زعزعة ثقة المواطن المصرى فى الإنجازات وتصدير الشائعات والأكاذيب لأغراض سياسية. وتابع: السلاح الأساسى لمواجهة الشائعات هو الوعى ولهذا يجب أن نتكاتف لنقل وبث الأخبار والحقائق، كما يجب أن تكون مؤسسات الدولة المختلفة كالدينية والثقافية والشبابية يد واحدة من أجل مواجهة الحرب الشرسة وحماية الشباب من أضرار الشائعات والأكاذيب لما لهم من دور كبير فى تغيير قناعات وسلوك المواطنين بشكل كبير.

الإفتاء: تحريف الكلمة سياسة المتطرفين

حذر الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، من الانسياق وراء ما يتم تداوله على صفحات «السوشيال ميديا» واجتزاء الحقيقة وتحريفها عن موضعها، مؤكداً أن الكلمة أمانة سواء كانت لفظية أو مكتوبة، فمنها الطيب ومنها الخبيث، كما أن سياسة الاجتزاء هى سياسة المتطرفين فى التعامل مع النصِّ الشرعى وفى قراءتهم له، وفى قراءتهم للفتاوى والأحداث التاريخية وكل شىء، وهى نظرة مخالفة قطعًا لمسلك النبى الكريم. وأشار المفتى إلى أن مسئولية الحد من تفشى الشائعات تعود فى المقام الأول على الأسرة ولهذا يجب على أولياء الأمور أن يتحروا الصدق أمام أبنائهم، وتابع: «التربية بالأفعال والقدوة الحسنة هى الأساس، وكذلك المدرسة عليها دور كبير فى الجانب التربوى، من ناحية غرس خُلق الصدق فى نفوس الطلاب، والتحذير من الكذب ونقل الشائعات».