كل يوم شيخ | "عبد الباسط" أبدع فوصل بصوته للسماء وكان سفير القرآن على الأرض

الأربعاء 20/أبريل/2022 - 07:54 م

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، كان صوته وكأنه قادم من السماء، تمتع بحنجرة قوية، وصوتًا يشرح الصدور، كان ومازال من أبرز القراء الذين عُرف عنهم جمال الصوت بترتيل القرآن الكريم، ولُقب بـ "صوت مكة" و"صاحب الحنجرة الذهبية"، وقبل وفاته أوصى بنشر القرآن الكريم بصوته فأصبح صوته خالدًا بعد رحيله .

اقرأ ايضا : كل يوم شيخ | حسن قاسم احترف الإنشاد فأحبه السادات وعشق المصلين ابتهالاته فجر رمضان

ولُد الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد سليم داوود، عام 1927م، بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا جنوب الصعيد، عاش وسط أسرة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويداً، كان والده وجده من حفظة القرآن، وتأثر عبد الباسط بوالده وبدأ حفظ القرآن وهو في السادسة من عمره وأتم حفظه فى العاشرة على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كُتاب القرية .

عام 1951 دخل الإذاعة المصرية، وأصبح من أشهر قرائها بعد بضعة أشهر، كان لابد من إقامتة فى القاهرة، فانتقل هو وأسرته إلى حى السيدة زينب، وبسبب التحاقه، وبسبب صوته الذي أحبه المصريون في الإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها، وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط، كل صباح، وكان الذي يمتلك راديو في منطقة أو قرية من القرى، كان يقوم برفع صوت الراديو ليتمكن باقي الجيران من سماع صوت الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم، وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من

الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً .

وتم تعيينه قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا، وترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية وجاب بلاد، وكان سفيرا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

كرمته سوريا عام 1956 م بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987م.

وعند وفاته كانت جنازته مهيبة على المستويين المحلي والعالمي، وحضر تشييع الجنازة كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديرًا لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها.