رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"كما كُتب على الذين من قبلكم".. اعرف أول من صام في التاريخ قبل الإسلام

أول من صام في التاريخ
أول من صام في التاريخ قبل الإسلام

"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم"، آية بينة من الذكر الحكيم، التي ذكرها الله للمسلمون ليعلمهم أن الصيام عبادة متوارثة من الأمم السابقة حتي وصلت إلى الإسلام، بل إنها فرض تم فرضه على الأمة الإسلامية ومن سبقها من الأمم.

 

اقرأ ايضا: بالإنفوجراف.. مرضى ممنوعين من الصيام بتوصيات من وزارة الصحة

 

ولعل يخطر في بالك الآن سؤال في غاية الأهمية،  هل الصيام كان على نفس الشكل في الأمم السابقة أم أن كان هناك ثمة اختلافات بارزة بين الأمم؟. 

 

ومن خلال هذا التقرير نرصد الأمم التي كتب عليها الصيام من قبل وعدد أيامه.

 

اقرأ ايضا: بعد تطوير ساحته.. 7 تجديدات بمسجد عمرو بن العاص

 

صيام اليهود


فرض الله الصيام على اليهود، وذلك بصوم اليوم العاشر من الشهر السابع من سنتهم، وهو المسمى «تِسْري» يبتدئ الصوم من غروب اليوم التاسع إلى غروب اليوم العاشر.

 

ويعد هذا اليوم بمثابة  كفارة الخطايا، ويسمونه «كَبُّور»، ثم إن أحبارهم شرعوا صوم أربعة أيام أخرى، وهي الأيام الأول من الأشهر الرابع والخامس والسابع والعاشر من سنتهم تذكاراً لوقائع بيت المقدس.

 

وفضلا عن ذلك لديهم صوم التطوع، وذلك كما ذكر في الحديث: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه،وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً» متفق عليه.
 
ولديهم أيضًا صوم عاشوراء ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا» رواه البخاري.

 

ومظاهر الصيام لديهم جاءت مستندة على  سفر  موسى، عليه السلام، حيث كان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء، وفي إنجيل متى أن المسيح صام أربعين يومًا في البرية.

 

 وكان النبي دانيال يمتنع عن اللحوم وعن الأطعمة الشهية مدة ثلاثة أسابيع، وجاء في الترجمة السبعينية أن داود قال: ركبتاي ضعفتا من الصوم، ولحمي تغير من أكل الزيت.

 

مظاهر الصيام لدى أهل النصارى


اتبع أهل النصاري صوم اليهود، حيث شرع رهبانهم صوم أربعين يومًا اقتداء بالمسيح؛ إذ صام أربعين يومًا قبل بعثته، ويُشرع عندهم نذر الصوم عند التوبة وغيرها.

 

ولكن مظاهر الصوم تختلف لديهم بعض الشيء إلا حيث أنهم يتوسعون في صفة الصوم، فهو عندهم ترك الأقوات القوية والمشروبات، أو هو تناول طعام واحد في اليوم، يجوز أن تلحقه أكلة خفيفة.


مظاهر الصيام في الجاهلية


قبل البعثة النبوية كان اهل قريش يصومون لعاشوراء،

وذلك استندًا للحديث عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان يوم عاشوراء يوماً تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فُرِض رمضان كان هو الفريضة، وترك عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه»، رواه أحمد وأبوداود، وصححه الألباني.

 

ويروي بعض أصحاب التفسير كالطبري وابن العربي أن النصارى فُرِض عليهم الصيام، وكتب عليهم أن لا يأكلوا بعد النوم، ولا ينكحوا النساءَ في شهر الصوم، واختلف عليهم الزمان، فكان يأتي في الحر يومًا طويلًا، وفي البرد يومًا قصيرًا، واشتد عليهم؛ فارتأوا برأيهم أن يردوه في الزمان المعتدل، فجعلوا صياماً في الفصل بين الشتاء والصيف، وقالوا: نزيد عشرين يوماً، نكفر بها ما صنعنا، فجعلوا صيامهم خمسين.

 

جاءت في تفسير ابن كثير أقوال عن بعض الصحابة والتابعين أن صيام السابقين كان ثلاثة أيام من كل شهر، ولم يزل مشروعًا من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان، كما ذكر حديثًا عن ابن عمر مرفوعًا أن صيام رمضان كتبه الله على الأمم السابقة.

 

وجاء في تفسير القرطبي أن الشعبي وقتادة وغيرهما قالوا: إن الله كتب على قوم موسى وعيسى صوم رمضان، فغيروا وزاد أحبارهم عليه عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يومًا، فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، واختار النحاس هذا القول، وفيه حديث عن دغفل بن حنظلة عن النبي ثم ذكر أقوالاً في أن تشبيه صيامنا بصيام السابقين هو في فرضيته، وليس في صفته ولا في مدته.