بعد رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2008.. تأثر في الذهب والعملات الرقمية
كتبت – مونيكا عياد :-
أعلنت البنوك المركزية بدول الخليج والأسواق الأوروبية رفع أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ نهاية عام 2018.
ويؤثر هذا القرار فى الدول وكبار المستثمرين، كما يؤثر بشكل مباشر فى المستهلك العادي الذي ستتأثر مدخراته العادية من الأموال أو الذهب ، بل يطال التفاصيل اليومية لحياة الناس في مختلف دول العالم.
يتأثر سعر الذهب بأسعار الفائدة، فعندما ترتفع الفائدة يتجه المستثمرون إلى سندات الخزينة الأمريكية، ما يدفعهم إلى بيع أصولهم من الذهب واللجوء إلى الاستثمار في السندات حيث الأرباح أكبر وأسرع.
كما ارتفعت العملات الرقمية بصورة هادئة وتؤخر رد فعلها على لقرار الفيدرالي حتى الآن، وقفزت بيتكوين 0.84% لتسجل 39833 دولارا ولم تتجاوز بعد مقاومة 40 ألف دولار القوية. فيما سجل سعر إيثريوم زيادة 1.6% ليتداول عند 2673 دولارا ، وارتفع سعر كل من بينانس كويس والربيل وكاردانو وأفالانش بأقل من 1%.
وبحسب تعريف بنك إنجلترا "المركزي البريطاني" لسعر الفائدة، هو ما يدفعه المقترض إضافة إلى أصل القرض أو ما يحصل عليه المدخر إضافة إلى أصل الادخار من نسبة مئوية من أصل الدين أو الإيداع، وكلما ارتفعت نسبة الفائدة زاد ما يدفعه المقترض فوق أصل الدين وما يحصل عليه المدخر فوق مبلغ الادخار الأصلي، وهناك دوماً أكثر من سعر فائدة في أي اقتصاد، لكن الأهم هو ما يسمى "سعر الفائدة الأساس" الذي يحدده البنك المركزي.
ويستخدم البنك المركزي الأداة الرئيسة لديه وهي سعر الفائدة الأساس، للحفاظ علي معدل التضخم في الاقتصاد عند مستوي معقول، فإذا ارتفع معدل التضخم عن المستوى المستهدف من البنك المركزي يقوم برفع سعر الفائدة لتقليل الطلب مقابل العرض، وبالتالي وقف ارتفاع الأسعار وخفض التضخم، ويسمى ذلك تشديد السياسة النقدية. وفي حال انخفض معدل التضخم عن المستوى المستهدف لضمان استقرار الاقتصاد يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة ليزيد الطلب في الاقتصاد، ويسمى ذلك تيسير السياسة النقدية.
أفادت توقعات المحللين بأن البنوك المركزية حول العالم تتجه إلى رفع أسعار الفائدة ، ما يطوي عصر الأموال الرخيصة للغاية والذي استمر منذ الأزمة المالية العالمية.
وقال رئيس «Thru the Cycle» وكبير اقتصاديي أسواق رأس المال السابق في «Moody's Analytics»، جون لونسكي، في تصريحات لـ«Fox Business»، إن المستهلكين قد لا يشعرون بألم زيادة أسعار الفائدة الأولية من قبل الاحتياطي الفيديرالي، لكنهم بالتأكيد سيلاحظون تأثير الزيادات إذا استمرت على مدار العام.
وعلى الرغم من توقّع سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة، إلا أن التنبؤ بسلوك الفيديرالي لبقية العام يُعد مهمة صعبة، نظراً لعدم اليقين في شأن حرب روسيا على أوكرانيا، كما صرّح لونسكي لشبكة «FOX Business».
و نصح " لونسكي" إن أيّ شخص يحمل ديوناً على بطاقة الائتمان، يجب أن يعمل على سداد الأرصدة الآن، وإن الأشخاص الذين يفكرون في شراء منزل يجب ألا يؤجلوا ذلك، على الرغم من أن أسعار المنازل المرتفعة للغاية جعلت التكلفة بالأصل لا يمكن تحملها بالنسبة للعديد من المشترين
و تتأثر أسواق الدول الناشئة بشكل مباشر من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، إذ ينسحب المستثمرون الدوليون من بورصتها وسنداتها.
يؤدي هذا تباعا إلى تراجع حيازات تلك الدول من الدولار، الأمر الذي قد يسهم في نهاية المطاف بتراجع قيمة العملات المحلية، لذا يتوجب على سكان هذه الدول الاستعداد لتحولات مثل هذه قد ينتج عنها ارتفاع أسعار كل السلع المستوردة
في المقابل، ارتفاع أسعار الفائدة يُمكن أن يكون له جانب إيجابي على المواطنين بشكل عام في السيطرة على التضخم، مما له من تأثير مباشر على محفظة المستهلك . حيث أصحاب الودائع المصرفية لدى البنوك العاملة في الأسواق، سوف يحصلون على عوائد أعلى.
وفي مثل هذه الحالات، تشهد عدد من الأسواق ارتفاعا متسارعا في ودائع العملاء لدى القطاعات المصرفية، للاستفادة من نسب الفوائد الصاعدة، في المقابل تتراجع وفرة السيولة داخل الأسواق.
وجرت العادة على أن تسير الدول العربية الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على خطى البنك المركزي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة لأن عملاتها مربوطة بالدولار الأمريكي، باستثناء الكويت التي تربط عملتها بسلة عملات من بينها الدولار.
قال البنك المركزي السعودي الأربعاء، إنه رفع أسعار الفائدة الرئيسية في خطوة تستهدف صيانة الاستقرار النقدي ودعم استقرار القطاع المالي.
كما قرر مصرف البحرين المركزي اليوم، رفع سعر الفائدة الأساسي على ودائع الأسبوع الواحد بواقع 25 نقطة أساس، من 1.00% إلى 1.25 %.
كما قرر مجلس إدارة المركزي الكويت رفع سعر الخصم بواقع ربع نقطة مئوية ليرتفع بذلك من 1.50 إلى 1.75 في المئة من 17 مارس 2022، كما تقرر إجراء تعديل بنسب متفاوتة في أسعار التدخل في السوق النقدي المطبقة حالياً على جميع آجال هيكل سعر الفائدة حتى 10 سنوات.
فيما صعدت الأسهم الأوروبية، أمس الخميس مقتفية أثر مكاسب وول ستريت الليلة الماضية بعد رفع لأسعار الفائدة الأمريكية، في حين عزز التفاؤل بشأن محادثات السلام الروسية الأوكرانية المعنويات.
وقادت أسهم السلع الأولية المكاسب صباحا في أوروبا إذ ارتفع مؤشر قطاع التعدين 0.7 بالمئة.