رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حرب وعقوبات ودمار.. جنون الأسعار يضرب دول العالم بسبب حرب أوكرانيا

جنون الأسعار
جنون الأسعار

أشعلت الحرب الروسية الأوكرانية كل أرجاء أوكرانيا مدنها وقراها، وتسبب فى إجلاء أعداد كبيرة من الأوكرانيين والوافدين إلى أوكرانيا.

 

اقرأ أيضا.. خبير عن الحرب الروسية الأوكرانية: نحن أمام تشكيل نظام دولي جديد

 

وكما تسببت الحرب فى إشعال النيران فى أراضى أوكرانيا، أدت الحرب إلى اشتعال نيران الأسعار فى مختلف دول العالم، إذ تتجه أسعار السلع إلى الارتفاع وذلك فى ظل تدافع المستثمرين لتقييم كيفية سير العقوبات التى فرضها الغرب على روسيا، والحرب المتصاعدة فى أوكرانيا، وكيف سيكون أثر ذلك فى ضمان إمدادات الطاقة والمعادن والمحاصيل.

 

وأقرت دولا غربية قيودا شاملة جديدة تفرض عقوبات على المصرف المركزى الروسى وتحرم مصارف أخرى من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، والمستخدم فى تعاملات مالية حول العالم بقيمة تريليونات الدولارات.

 

وحسبما أفادت وكالة "بلومبرج" الإخبارية، قال مسؤول فى البيت الأبيض، إن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تتطلع إلى استثناء تعاملات قطاع الطاقة من الإجراء الأخير الخاص بـ"سويفت".

 

واعتبرت "بلومبرج" أن تصريحات الدول الغربية والولايات المتحدة عن العقوبات المفروضة على روسيا تشكل تصعيدا دراماتيكيا آخر فى نزاع يمس بالمواد الخام من خلال عرقلة الإمدادات، واحتمال حدوث تحولات عميقة فى المشهد الجيوسياسى، علما بأن سعر النفط تجاوز الـ100 دولار للبرميل الواحد الأسبوع الماضى، كما سجل الألمونيوم مستوى قياسيا، وارتفعت أيضا أسعار الحبوب.

 

ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون محفوفة بالمخاطر على قطاع النفط، بصرف النظر عن تداعيات العقوبات، ويرتقب المتابعون اجتماعا لمنظمة "أوبك +" هذا الأسبوع، بشأن هذه التطورات.

 

وتشير التقارير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ستلجأ إلى استخدام المخزونات النفطية، لذا فمن المتوقع أن تنخفض إمدادات الخام الأمريكى إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2014، وذلك إذا حدث سحب متواضع آخر منها.

 

ويتوقع أن يصل التضخم العالمى إلى أعلى مستوياته، بمجرد إصدار الأمم المتحدة لأحدث تقرير شهرى لها يوم الخميس المقبل.

فيما يواجه المستهلكون حول العالم، خصوصا فى دول أوروبا وأمريكا، ارتفاع تكاليف الوقود والغذاء، إذ أن الغذاء ونقص العمالة أديا إلى انكماش المحاصيل حول العالم فى وقت يتزايد الطلب عليه.

 

وتسود حالة من القلق العالمى من احتمالات أن تؤدى العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا إلى عواقب خطيرة، منها استمرار التضخم وضعف النمو الاقتصادى، خصوصا بعدما صعدت مقاييس سوق السندات حيال التضخم إلى مستوى قياسى خلال الأسبوع الماضى فى ظل زيادة أسعار النفط والغاز الطبيعى خلال الأزمة الراهنة.

 

فيما نصح خبراء استراتيجيون من "بنك أوف أمريكا" العملاء بالشروع فى التموضع استعدادا للركود التضخمى، وهو مزيج من صعود الأسعار وركود النمو الذى لم تره الولايات المتحدة منذ جيل.

 

ووفقا لـ"بلومبرج"، قالت تريسى تشين، مديرة محفظة أصول فى شركة "براندى واين جلوبال إنفستمنت مانجمنت": "زادت الأزمة الروسية الأوكرانية من سرعة اتجاه الركود التضخمى"، موضحة أنه صعود أسعار السلع الأساسية سيفسر بالتباطؤ فى النمو وارتفاع فى معدلات التضخم.

 

وأشارت إلى أن "بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى سيكون متخلفا عن الركب أكثر".

 

وبعدما لجأ المستثمرون إلى سوق أذون الخزانة الأمريكية كملاذ آمن لأموالهم لمدة زمنية ضئيلة، فى أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تراجعت أسعار الأسهم فى كافة أنحاء العالم.

 

ووفقا لوكالة "بلومبرج"، ارتفعت أسعار السلع الأساسية من القمح والذهب وصولا

إلى الألمنيوم فى انطلاقة مضطربة للأسبوع الجارى، حيث يصارع التجار بيئة جيوسياسية مشحونة ومجموعة مخاطر تتعلق بالإمدادات الناجمة عن اندلاع الحرب فى أوكرانيا.

وبحسب الوكالة، ارتفعت أسعار الأقماح ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 13 سنة، كما حقق الألومنيوم مستوى قياسيا جديدا وصعد سعر النيكل.

 

وارتفعت أسعار العقود المستقبلية للقمح فى بورصة شيكاغو بنسبة 8.7% لتصل إلى 9.34 دولار لكل 3/4 بوشل، بينما صعدت أسعار الذرة 5%، وتقدمت أسعار فول الصويا 3.9%.

 

كما زاد سعر زيت النخيل فى بورصة كوالالمبور 5.1% أثناء تداولات اليوم، بيد أنه بقى دون مستوى مرتفع قياسى.

 

وارتفع سعر الألمنيوم بما يبلغ نحو 4% فى بورصة لندن للمعادن إلى مستوى قياسى جديد، بينما ارتفع البلاديوم 7.8% فى ظل مخاوف من اضطرابات محتملة فى الإمدادات، تنتج روسيا ما يصل إلى 40% تقريبا من معدن البلاديوم عالميا. وسجلت أسعار الفضة والبلاتين تغيرا محدودا.

 

وزادت أسعار سبيكة الذهب، التى تعد بمثابة الملاذ الآمن أزمنة التوتر الدولى، فزادت بأكثر من 2%.

 

كما صعد سعر عقود الذهب الفورية بنسبة 2.2% لتصل إلى 1930.85 دولار للأونصة، قبل أن يجرى تداوله عند مستوى 1909.57 دولار بحلول الساعة 12:55 مساء الإثنين، بتوقيت سنغافورة.

 

وزاد قرار الغرب بفرض عقوبات واسعة على روسيا من حدة الأزمة العالمية، حيث حذرت مجموعة "جولدمان ساكس" فى رسالة عبر البريد الإلكترونى، قائلة: "عدا حدوث تطور فى مفاوضات إحلال السلام، نؤمن بأن هذا سيترك أسعار السلع الأساسية فى حالة صعود حادة، حيث نشاهد تحطيم الطلب على أساس أنه آلية الموازنة الوحيدة البارزة المتبقية".

 

وتشير الوكالة إلى أنه على الرغم من أن المعادن والسلع الزراعية لا تعد هدفا للعقوبات الغربية على الروس، إلا أن الأسعار ستواصل الصعود، لذا يراهن المستثمرون على أن تلك العقوبات سيكون من شأنها عرقلة القدرة على سداد مستحقات الموردين، وتجبر البنوك على تقليص التمويل بطريقة أكبر بالنسبة لمشتريات السلع الروسية.

 

وتشكل روسيا وأوكرانيا معا ربع صادرات القمح على مستوى العالم، وخمس مبيعات الذرة، كما تعتبر روسيا المورد الرئيسى لمجموعة كبيرة من السلع الأساسية، بما فيها الألومنيوم، والنيكل، والباديوم، والنفط، والغاز.