(الزمن يعيد نفسه) ماذا حدث عندما أدان العالم غزو السوفيت لفنلندا؟
في القرن الماضي، وبالتحديد عندما انهارت المفاوضات السوفيتية الفنلندية، لم يتردد الاتحاد السوفيتي في مهاجمة الأراضي الفنلندية عام 1939، وأعلن بداية حرب الشتاء كما أطلق عليها.
(اقرأ أيضا): منع الروس خروجه إلى النور.. محاربة الأوكرانيين للمحافظة على نشيدهم الوطنى
قبل شهور قليلة، كان الاتحاد السوفيتي يحاول إقناع الفنلنديين بتسليمهم لعدد من الأراضى الحدودية والمناطق المطلة على البلطيق، وذلك من أجل تأمين مدينة لينينجراد من هجوم ألماني مستقبلي، ولكن مع الرفض المستمر من الجانب الفنلندي، زج الاتحاد السوفيتي بأكثر من 500 ألف جندي، بالإضافة إلى الأسلحة والدبابات والطائرات، لشن الحرب الطاحنة آينذاك في فنلندا، والتي استمرت على مدار 3 أشهر وأسقطت المئات من القتلى والجرحي.
في هذا الوقت، آثار التدخل العسكري السوفيتي، غضب المجتمع الدولى، وأدان الجميع الغزو السوفيتي، بجانب جملة من الإجراءات التي جاءت لصعب الموقف والعزلة على الاتحاد.
طرد السوفيت من عصبة الأمم
أثناء فترة الثلاثينيات، لم تتردد العديد من الدول في مغادرة منظمة عصبة الأمم طواعية، فمع بلوغه سدّة الحكم عام 1933، أعلن أدولف هتلر رحيل ألمانيا عن هذه المنظمة، وخلال نفس الفترة، لجأت إمبراطورية اليابان للانسحاب من عصبة الأمم عقب صدور قرارات أدانت غزوها لمنشوريا الصينية، وعقب الغزو الإيطالي لأثيوبيا عام 1935، فرضت عصبة الأمم جملة من العقوبات على الإيطاليين.
وفي غضون ذلك، كانت مسألة الاتحاد السوفيتي فريدة من نوعها مقارنة بهذه الدول، فمع بداية حرب الشتاء، أدانت عصبة الأمم الغزو السوفيتي لفنلندا واعتبرته غير قانوني، وكرد على ذلك، طرد الاتحاد السوفيتي من المنظمة وسحبت عضويتيه بشكل رسمي.
دول العالم تقدم مساعدات لفنلندا
مع تعبير العديد من دول العالم، عن استيائهم وغضبهم وإدانتهم للهجوم السوفيتي، اتجهت إلى مساعدة الفنلنديين أيضا، فقد قدمت إيطاليا،
وتزامنا مع مرور نحو ألف دنماركي للقتال ضد الجيش الأحمر، سمحت النرويج للعديد من المتطوعين بالالتحاق بالقوات الفنلندية كما وفّرت بنادق وبعض قطع مدفعية للجيش الفنلندي ووافقت على تدريب عدد من الطيارين الفنلنديين على أراضيها.
بالإضافة إلى توفير السويد للعديد من أوجه الدعم للفنلنديين، فقد سمحت بمرور أكثر من 8000 لاجئ فنلندي إلى أراضيها، بجانب تقديم 135 ألف بندقية وبعض الطائرات الحربية والمدافع لفنلندا، وبناء على تقارير تلك الفترة، قدمت السويد نحو ثلث عتادها العسكري لدعم جارتها فنلندا.
كما اتخذت الولايات المتحدة، موقف من الاتحاد السوفيتي حينها، وقرر عدد من أصحاب الشركات، عدم التعامل مع أي منتجات سوفيتية، بالإضافة إلى أن الرئيس الأسبق هيبرت هوفر شكّل لجنة لجمع التبرعات لمساعدة الشعب الفنلندي.
لمزيد من موضوعات قسم كـــــــان زمــــــان.. اضغـــــــط هنــــا
موضوعات ذات صلة:
ثورة أوكرانيا البرتقالية.. اندلعت بسبب الفساد وأرجعت النظام القديم
الحرب في اللغة أيضًا.. صدام روسي أوكراني حول تسمية العاصمة "كييف"
كيف تعاملت روسيا مع الإرهابيين في مجزرة بيسلان