رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كورونا تودى بحياة قامة مسرحية كبيرة

المخرج المسرحى الكبير
المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى

جلال الشرقاوى إبداعات مستقرة.. وتاريخ يأبى الرحيل

شيعت جنازة المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى، من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، عقب صلاة الجمعة، قبل أن يوارى الجثمان الثرى بمقابر العائلة، والذى وافته المنية فجر أمس متأثرا بفيروس كورونا عن عمر ناهز 88 عاما.

خلف رحيل معلم الأجيال، حزنا كبيرا داخل الوسط الفنى، فعلى الرغم من ابتعاده فى الفترة الأخيرة عن الأضواء، لكن تبقى أعماله إبداعات مستقرة فى ذاكرة الجمهور العربى، تأبى الرحيل وإن رحل هو عن عالمنا بجسده.

ترك الشرقاوى إرثا فنيا ضخما، خاصة فى مجال المسرح، ومن أهم مسرحياته التى أخرجها «دنيا حبيتى، دنيا أراجوزات، كوتش، أنا متفائل تصور، حودة كرامة، اشطة وعسل، الجنزير، دستور يا اسيادنا، الخديوى، تتجوزينى ياعسل، بحبك يا مجرم، عطية الإرهابية»، وتم تكريمه فى عدد كبير من المهرجانات المسرحية داخل مصر وخارجها، فهو صاحب تاريخ مرصع بالنجاح والنجومية.

يحفل سجل المخرج المسرحى الكبير بعدد كبير من الجوائز والأوسمة والألقاب، بعد أن أسس مدرسة عربية متفردة، وضع لها قواعد وقوانين ترتقى بقيمة الفن تنهلُ منها الأجيال فى هذا المجال.

تتنوع إبداعاته بين السينما والدراما والمسرح، لكن يبقى المسرح صاحب نصيب الأسد من اهتماماته ورصيده الفنى، فهو صاحب أكبر رصيد فنى فى المسرح المصرى السياسى والاجتماعى والكوميدي.

من أشهر أعماله المسرحية، «مدرسة المشاغبين» للكاتب على سالم، والتى حققت نجاحا مدويا، استمر عرضها لسنوات.

اقتحم جلال الشرقاوى عالم الفن، الذى ورث شغفه به عن شقيقه الأكبر «حلمي» رئيس فريق مدرسة الهندسة التطبيقية، وأحد أعضاء فرقة المعلم «فوزى الجزايرلي» وهى الفرقة التى قدمت العديد من عروضها المسرحية على مسرح إيزيس، من بوابة العالم السحرى للفنان المخضرم يوسف وهبى، حيثُ كان يتسلل من فراشه فى سكون تام وهو فى عمر التاسعة لمشاهدة مسرحية «أولاد الشوارع»، فكان يوسف وهبى بالنسبة له عالما آخر لم يأتِ فى مخيلته يوما أن تدور الأيام وتمر السنون ويقف يمثل أمامه فى فيلم «صابحة» الذى جسد فيه دور الإقطاعى الذى اغتصب «صابحة».

قدم الشرقاوى العديد من العروض المسرحية وهو طالب على مسرح الخديوية، منها مسرحية «البخيل» لموليير، ومسرحية «الأستاذ كلينوف»، ومسرحية «كليوباترا» لأحمد شوقى، والعباسة للشاعر عزيز اباظة، و«عطيل» لشكسبير، وغيرها من العروض المسرحية التى كانت شاهدة على بزوغ موهبته.

كان الشرقاوى يرى أن الفن يجب ألا يعيش بمعزل عن احداث الشارع المصرى السياسى، وكان يطبق هذه المعادلة فى أعماله، حتى وهو طالب فى الجامعة، حيثُ دفعته الأحداث

السياسية آنذاك لعمل مسرحية وطنية بعنوان «فى سبيل الوطن» على أن تذهب أرباحها لصالح مشروع قطار الرحمة، لذلك اقترح اسم نجمة كبيرة وهى الفنانة فاتن حمامة التى لم تتردد لحظة فى الموافقة، وحققت المسرحية مبيعات كبيرة، وهى المسرحية التى كانت بطاقة التعارف الحقيقية بينه وبين الجمهور، ليقدم بعد ذلك عدة مسرحيات منها «النائب العام، «هاملت»، «الدلوعة»، «30 يوم فى السجن».

يعتبر الشرقاوى أحد رواد المسرح السياسى المباشر، فهو لا يحتاج إلى اسقاطات أو رموز يفسرها كل مشاهد على حسب منظوره الشخصى، أو انتمائه السياسى، فكانت توجيهاته مباشرة وواضحة، إذ وثق أهم الأحداث التاريخية التى مرت بها مصر كما هى دون زيادة أو نقصان فى عدد من عروضه المسرحية، على سبيل المثال لا الحصر: «آه يا ليل يا قمر»، «بلدى يا بلدي»، «ملك الشحاتين»، «أنت اللى قتلت الوحش»، «عفاريت مصر الجديدة»، «حجة الوداع»، و«ع الرصيف» الذى كشف فيها عن سلبيات وإيجابيات ثلاثة أنظمة «ناصر ومبارك والسادات»، كما قدم مسرحيتين عن حرب أكتوبر بعنوان «شهر زاد» و«عيون بهية».

نجاحه وتفرده فى مجالى التمثيل والإخراج، رشحه لعدد مناصب، فقد عمل الشرقاوى مدرسا للتمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ومدير مسرح توفيق الحكيم، ورئيس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ثم عميدا للمعهد عامى 1979و 1975.

وبجانب موهبته فى التمثيل والإخراج، امتلك موهبة الكتابة والقلم الذى صادقه، فله عدة مؤلفات وكتب فى مجال المسرح والسينما، منها «مدخل إلى دراسة الجمهور فى المسرح المصرى باللغة العربية»، «السينما فى الوطن العربي»، «حياتى فى المسرح»، وغيرها من الكتب فى اعداد المسرح وكيفية عمل الممثل.