رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. "الخشت": تطوير الوعى له قنوات متعددة دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا

د.الخشت ود.وجدي زين
د.الخشت ود.وجدي زين أثناء المحاضرة في جامعة القاهرة

رئيس الجامعة يدعو لنظرة كلية تتجاوز النظرة الجزئية والأحادية للدين وتضافر علوم الدين مع العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية

د. وجدى زين الدين: تطوير الوعى يمنح حصانة فى مواجهة الحرب البشعة التي تستهدف الدولة المصرية

يجب أن نتحرر من عبودية التراث لأنها السبب الرئيسى فى انتشار الجهل وتزييف الوعى

«الخشت» صاحب فكر ومدرسة عظيمة وفلسفته تتماشى مع تأسيس الدولة الوطنية وبناء الجمهورية الجديدة

الشيخ جابر طايع: الفهم الصحيح للدين بداية لخلق وعى مجتمعى مخلص ومتجرد

الجماعات المتطرفة نجحت سابقًا فى إحداث حالة انفصام بين الفرد والدولة وشعبنا استعاد اليوم وعيه

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، محاضرة مشتركة عن «تطوير الوعى بالدين»، للدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور وجدى زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، والشيخ جابر طايع رئيس قطاع الشئون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، فى إطار مشروع جامعة القاهرة لتأسيس خطاب دينى جديد، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب.

وتناول المشاركون طرق تنمية الوعى بالدين فى الإعلام والمنابر وكيفية التخلص من الوعى الزائف.

وفى بداية كلمته، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن تطوير الوعى بالدين له وسائل عديدة، وقنوات متعددة، من أهمها المناهج الدراسية والمنابر ووسائل الإعلام والعمل الثقافى، والدور الذى تقوم به هذه القنوات فى نشر الوعى سواء كان الوعى بالدين أو الوعى السياسى أو الوعى الاقتصادى أو الوعى المجتمعى مهم جدًا فى صناعة الوعى العام وتطهير الوعى بالدين من الخرافات والأساطير ومغذيات التطرف.

وقدم رئيس رئيس جامعة القاهرة، محاضرة بعنوان «تطوير الوعى بالدين بين النظرة الجزئية والنظرة الكلية»، أكد فيها أن معرفتنا بجزء من الحقيقة لا يترتب عليه بالضرورة إنكار ما يعرفه الآخرون، وأن علينا ان نتجاوز فى نظرتنا مختلف النظرات الجزئية حتى نرى الأشياء بنظرة كلية.

وقال الدكتور الخشت: إن الوعى بالدين يشترط التخلص من النظرة الجزئية والنظرة الأحادية فى النظر إلى الدين، مؤكدًا حاجتنا إلى النظر نظرة كلية تتضافر فيها علوم الدين والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية ومختلف العلوم من أجل أن نفهم ديننا بشكل أفضل.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن إحدى أهم المشكلات التى تواجهنا فى الحياة المعاصرة وعبر القرون الماضية، أن بعض الناس ينظرون إلى الأمور أو إلى الظواهر نظرة جزئية ثم يريدون فرض رؤيتهم على الآخرين باعتبار أن ما يرونه وحده هو الحقيقة، مستشهدًا بقصة «الفيل والمكفوفين»، قائلًا إن هذ المثال يعكس موقف معظم الناس فى معظم الأمور حتى فى الأخبار التى تنتشر على مواقع السوشيال ميديا، وتأخذ جزءا من الحقيقة ويتم التمسك بهذا الجزء ضد الآخرين، مشيرًا إلى أن الأمر نفسه يتكرر مع المتعاملين مع الدين، وأن كلا منهم ينظر إلى الدين نظرة جزئية أحادية ويزعم أن الدين كله هو هذا الجزء.

وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن هناك إشكالية فى التعامل مع الحقيقة بين النظرة الجزئية وبين النظرة الكلية، مؤكدًا أن الأمور تقاس بنتائجها.

من جانبه، قال الدكتور وجدى زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، إن موضوع الندوة مهم ويستدعى تعريف مفهوم الوعى وهو الفهم الصحيح لأى ظاهرة وسلامة الإدراك لهذه الظاهرة، مؤكدًا أن الوعى بالدين مسأله فى غاية الأهمية ويشمل عدة أمور ومنها، المناهج الدراسية التى تشمل أمرين وهى مناهج ما قبل التعليم الجامعى ثم المناهج الجامعية.

ووجه رئيس تحرير جريدة الوفد، الشكر للدكتور محمد الخشت، على هذه الندوة؛ مشيدا بالدور الذى يقوم به الدكتور الخشت فى تعميم تدريس التفكير النقدى على طلاب جامعة القاهرة نظرًا لأهميته فى إعمال العقل والتفكير وعدم الأخذ بالمسلمات.

وقال الدكتور وجدى زين الدين، إن الدكتور الخشت صاحب فكر ومدرسة عظيمة، وأن فلسفته تتماشى مع تأسيس الدولة الوطنية الجديدة، وأن أفكاره فى كيفية إعمال العقل والتفكير تعد منبرًا مهما فى نطاق تأسيس الجمهورية المصرية الجديدة.

وأكد رئيس تحرير جريدة الوفد، أن تدريس منهج التفكير النقدى لطلاب الجامعة مهم لإخراجنا من عملية المسلمات والحفظ والتلقين والتمرد عليها والذى لا يأتى إلا بإعمال العقل والتفكير النقدى، مشيرًا إلى أن المساجد والكنائس والصحف والأحزاب والقوى السياسية والإعلام، تعد من المنابر المهمة لتطوير الوعى، مؤكدًا ضرورة تطوير هذه المنابر فى هذا التوقيت تحديدا، لمواكبة الدولة المصرية فى هذه المرحلة والتى تحدث فيها نهضة وتطوير فى كل المجالات.

وأشار الدكتور وجدى زين الدين، إلى أن الأحزاب المصرية والإعلام لهما دور فاعل فى تطوير الوعى، حيث لابد أن يتصدى الإعلام للجماعات الارهابية التى تسعى بكل الوسائل الحديثة لتزييف الوعى، مضيفًا أن مصر الآن فى حرب كبيرة من أجل تطوير الوعى لمحارية الجماعات المتطرفة، متابعا أن المسجد له دور كبير فى الوعى، حيث تقوم المساجد هذه الفترة بدور مهم، ومنع كل متطرف من صعود المنبر، كما أن لكل الكنائس المصرية دورا توعويا ومهما فى تطوير الوعى مما يتماشى مع

جهود الدولة والجمهورية الجديدة.

وتابع رئيس تحرير الوفد، أن تطوير الوعى مهم فى مواجهة حروب الجيل الرابع، مشيرًا إلى ما يحدث الآن على الساحة فى عدد من الدول العربية، حيث يستدعى ذلك مواجهة كل المؤامرات والحروب المزعجة التى تتعرض لها البلاد، مؤكدًا ضرورة وجود تغيير يتمثل فى تطوير الوعى بما يمنح حصانة فى مواجهة هذه الحرب البشعة، والتطوير الذى يأتى من هذه المنابر التى لها دور مهم فى نشر الوعى.

وقال «زين الدين» يجب ان نتحرر من عبودية التراث، لأنها السبب الرئيسى لانتشار الجهل الذى عانينا منه طويلاً وكان سببًا فى تزييف الوعى.

وأكد الدكتور وجدى زين الدين، أن الشعب المصرى عظيم وواع وهو الذى دفع المصريين إلى الخروج على جماعة الإخوان الإرهابية، لافتًا إلى ضرورة عدم الاكتفاء بهذا الوعى، حيث لا بد من تطويره ليتماشى مع الجمهورية الجديدة والإنجازات التى تمت على الواقع ولا تزال تقوم بها الدولة المصرية.

ومن جانبه، أكد الشيخ جابر طايع رئيس قطاع الشءون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، ضرورة فهم الأمور والوعى بها، وضرورة الفهم الدقيق للدين، موضحًا أن الوعى يكون عبر مراحل ليكون وعيا حقيقيا وهى مثل التجرد والإخلاص والفهم، موضحا أن بعض الأمور فى الدين لا يمكن الأخذ بها بشكل مطلق ولكن لابد من الأخذ بظروف كل عصر.

وأكد رئيس قطاع الشئون الدينية السابق بوزارة الأوقاف، ضرورة عدم السماح لأى شخص بالحديث عن أمور الدين سواء فى الإعلام أو دور العبادة بدون وجود ترخيص له بما يساهم فى حجب انتشار أو بث أى افكار إرهابية أو متطرفة.

وأوضح الشيخ طايع، الفرق بين الإجماع والقياس، مشيرًا إلى أن الإجماع يتمثل فى ما أجمع عليه علماء الأمة فى مرحلة ما، وتوجد 4 مصادر أساسية معتبرة، وما عداها فهو غير معتبر، بينما يتمثل القياس فى قياس مسألة فى الحاضر على مسألة فى السابق، لافتًا إلى أن علماء الدين اليوم مقلدون وليسوا أصحاب مذاهب، وأن كل شخص له أن يتبع مذهبا معينا ما لم يكن من أهل النظر، مع إجازة التنقل بين المذاهب.

وأكد الشيخ طايع، أن الدكتور محمد الخشت ليس علمانيا وأنه يستشهد بالقرآن الكريم بدرجة كبيرة تفوق الآخرين، مضيفًا أن الجماعات المتطرفة نجحت فى حقبة من الزمن فى عمل انفصال بين الفرد والدولة، وعملوا على أن يصموا آذان الناس عن علماء مخلصين وذوى كفاءة كبيرة، مع تصدير علماء أو أفراد ليس لدبهم أى قدر من المعرفة، مؤكدًا أن المصريين استعادوا وعيهم، وتطور فكرهم، وأن الدولة قامت بدورها فى العديد من الجوانب كما أن الدولة ترعى الدين بشكل كبير من خلال عدة إجراءات من بينها بناء المساجد.

وعقب المحاضرة المشتركة تم فتح باب الحوار مع الطلاب، حول أهم القضايا التى ناقشتها المحاضرة لإثراء أفكارهم من خلال تفاعلهم مع نخبة من كبار العلماء والمفكرين بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.

وفى نهاية اللقاء تم توزيع مجموعة متنوعة من الكتب الثقافية والفكرية والإصدارات الإعلامية الوطنية المتعددة على الطلاب من أجل توسيع دائرة الاطلاع أمامهم، ومساعدتهم للانفتاح على الآراء المختلفة، ونشر ثقافة القراءة داخل المجتمع الجامعى فى إطار الجهود المتواصلة نحو تطوير الوعى الوطنى.

د. "الخشت": تطوير الوعى له قنوات متعددة دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا