عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نيجيرفان بارزانى.. رجل التعايش والسلام

الرئيس نيجيرفان بارزانى
الرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرون

لفت الظهور السياسى للسيد نيجيرفان بارزانى، رئيس إقليم كوردستان؛ الأنظار باستقباله الرئيس الفرنسى (إيمانويل ماكرون) فى (أربيل) على هامش (مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة) الذى أقيم فى (بغداد) مساء السبت 28 (أغسطس) 2021، وظهرت خلال اللقاء الحفاوة الشديدة التى تؤكد على صداقة الطرفين، وعمق العلاقة بين البلدين على كافة المستويات.
فى كل لقاء سياسى للسيد نيجيرفان بارزانى، تراه يتميز بالهمة والنشاط، فهو يسير على خطى عمه الزعيم (مسعود بارزاني) وجده الزعيم (الملا مصطفى بارزاني)، فى طَرق الأبواب كافة؛ لحماية وطنه والحفاظ على حقوق شعبه. والمتتبع لمشوار نيجيرفان منذ ولايته فى العام 2018 يرى أن دوره لا يقتصر على الشئون الداخلية الكوردية والعراقية فحسب، بل له نظرة بعيدة، وهى تعزيز العلاقات مع الأطراف الدولية.
برغم الحصار الدبلوماسى والاقتصادى والعسكرى الذى واجهه إقليم كوردستان، قرر نيجيرفان أن يفتح الأبواب المغلقة، واستطاع تحسين العلاقات؛ بفضل رؤيته الواضحة فى التقرب من المجتمع الدولى وإقامة أفضل علاقات معه.
بدءًا من السنة الثانية من رئاسته، اهتم بأن يجوب العالم؛ فسافر إلى (قصر الإليزيه) فى (باريس)، حيث استقبله الرئيس ماكرون، للمرة الثالثة خلال رئاسة ماكرون، ليتناقشا فى العديد من القضايا، لاسيما التى تخص التصدى لـ(تنظيم داعش الإرهابي)، وغيرها لتتحول العلاقة بين الثنائى إلى علاقة صداقة؛ بمرور الأيام. كما رأيناه فى مؤتمر (دافوس) فى (يناير) 2020 حيث التقى الرئيس الأمريكى وقتها دونالد ترامب، وساهم فى تأمين المشاركة الكوردية فى الحوار الاستراتيجى الأمريكي-العراقى، بكل ما يحويه من ملفات ساخنة على مستقبل المنطقة برمتها. وألفيناه فى استقبال (البابا فرانسيس)، عندما زار العراق وكوردستان فى (مارس) الماضى، وكان له لقاء خاص معه، أكد خلاله على تمسك الإقليم بالتعايش السلمي.
يمكن القول إن التعامل الدبلوماسى الدولى الجيد الذى فرضه نيجيرفان مع الإقليم؛ إذا تم تقييمه من منطلق فيدرالى، فإنه أكبر من مجرد إقليم، إذ بات التعامل معه كدولة، ونيجيرفان كرئيس دولة. وهذا يعود إلى رؤيته التى يكمل بها مشوار عائلته، وهى إحساس الطمأنينة الذى وصل إلى قلوب الكورد، وهذا الشعور وصل إلى دول العالم، وجعل عيون العالم تتجه نحو الإقليم لتتابع دور رئيس الإقليم.
أربعة أعوام تولاها نيجيرفان؛ كانت مليئة بالتحديات، والصعوبات، لكنه وضع قانون (لا يمكن حل مشكلات العراق بمعيار من هو القوى، ومن هو الضعيف) بمعادلة بسيطة أدار الرجل الأزمات بهدوء وشعور بالمسئولية؛ وحولها إلى فرص، وبات ينظر إلى مشكلات العراق على أنها مشكلة العائلة الواحدة التى تحتاج إلى الحوار والتفاوض.
شهد العام الأول من ولاية نيجيرفان بارزانى، اختبارًا وترقبًا لنجاح أعلى

سلطة فى إقليم كوردستان، وجاء العام الثانى ليشكّل عام الاطمئنان، إلى أن الأمانة الثقيلة التى حملها الرجل، كانت بأيدٍ أمينة، وأن الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزانى كان على حق عندما قال فى اليوم الأول من تولى نيجيرفان الرئاسة، «إنه يحظى بدعمى المطلق»، لتأتى فترة جديدة من الحكم، وهى فترة الأحلام، حيث يسعى نيجيرفان لتحقيق حلمه فى التقارب والتسويات والحلول، مستفيدًا من ثلاثة عقود من العمل السياسى المتدرج الذى قاده إلى أعلى منصب فى إقليم كوردستان.
إن المتبحر فى علاقات نيجيرفان الخارجية، والداخلية يراها واضحة، فهو يقف على مسافة واحدة من الجميع؛ فعلى المستوى الخارجى انتقل بإقليمه إلى العالمية، وعلى المستوى الداخلى يجول على مقرات الأحزاب فى إقليم كوردستان، وجعل العلاقات مع بغداد مُرْضية بعدما نجح فى مد جسور التفاهم مع (مصطفى الكاظمي) رئيس الوزراء العراقى، منذ أن شكل حكومته فى (مايو) 2020، سواء من خلال المواقف التى أطلقها حول العلاقات على خط أربيل–بغداد، أو من خلال الزيارات المتعددة التى قام بها إلى العاصمة الاتحادية؛ لرأب أى صدع، ولتصبح العلاقات الداخلية والخارجية ناجحة.
ليس سهلًا أن تجد زعيمًا فى العراق أو فى المنطقة، يمتلك مثل هذه الرؤى الشاملة العميقة فى تشخيص المشهد وفهمه؛ وبالتالى الإقدام على التعامل معه، فهو يعتقد أن «توحيد البيت الكوردى مفتاح النجاح وضمان مستقبل كوردستان، والرفاهية للشعب والشعور بالمسئولية بمستقبل زاهر» هو الهدف الأسمى لحياته.
يمكن القول إن نيجيرفان استطاع مواكبة الأحداث الجديدة، وأن يصعد بإقليمه إلى مجال الدول الكبرى، وهو ما جعل المهتمين بحضور مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يهتمون بزيارة كوردستان، ما يؤكد أن مستقبل العراق فى طريقه لاستعادة الثقة والدور الإقليمى تدريجيًا.
الرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرونالرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرونالرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرونالرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرونالرئيس نيجيرفان بارزانى خلال لقائه مع الرئيس ماكرون