رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الوجبة المدرسية.. بـ بالكارت الذكى

بوابة الوفد الإلكترونية

تجربة تشجع التلاميذ على التعاملات الرقمية.. وتمنع سرقة الوجبات

تحذير من نقص الماكينات فى المدارس.. ومخاوف من «وقوع السيستم»

خبراء: المشروع يكلف الدولة ٨ مليارات جنيه سنويًا

«جرس الفسحة ضرب ضرب».. أغنية مازالت خالدة فى ذاكرتنا تعيد إلى أذهاننا أجواء اليوم الدراسى، فمع حلول الحصة التى تسبق جرس الفسحة، تقوم إدارة المدرسة بتوزيع الوجبات الغذائية على التلاميذ، وما أن يدوى صوت الجرس فى أرجاء المدرسة حتى يهرع التلاميذ إلى أرض الملعب لتناول الطعام واللهو فى الفناء.

أجواء اعتاد عدد كبير من تلاميذ المدارس المصرية عليها ستصبح مجرد ذكريات فى مخيلة الكثيرين، وذلك بسبب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم بشأن توزيع الوجبات المدرسية عن طريق الكارت الذكى بداية من العام الدراسى القادم.

وجاء القرار بعد لقاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ودار اللقاء حول جهود تطوير منظومة التغذية المدرسية.

وقالت هالة زايد، إن نظام الكارت الذكى سيفعل بـQR code المربوط بنتائج مبادرة 100 مليون صحة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وذلك بالتعاون شركة «سايلو فودز» لضمان توافر العناصر الغذائية المتكاملة للطلاب.

تجربة مميزة وفريدة من نوعها تسعى من خلالها وزارة التربية والتعليم إلى تنمية مهارات التلاميذ على التعامل الرقمى منذ الطفولة، وتضمن وصول الوجبة للطلاب المستحقين فقط دون غيرهم، ولكن هل هناك آلية لتنفيذ هذه الفكرة، خاصة أن جميع المدارس لا توجد بها ماكينة واحدة لصرف الوجبات المدرسية.

تساؤلات عديدة طرحتها «الوفد» على المُتخصصين حول آلية نجاح قرار توزيع الوجبات بالكارت الذكى، نسردها لكم فى هذا التحقيق.

ما بين السخرية والاستياء تباينت ردود أفعال أولياء الأمور بعدما علموا بقرار توزيع الوجبات المدرسية عن طريق الكارت الذكى.

قالت «سعاد.ك»، إن الفكرة جديدة ومتطورة وتعود أبناءنا على التعامل الرقمى، ولكن بشرط توفير آليات لذلك، فلا توجد ماكينة واحدة فى أى مدرسة، وبيان الحكومة لم يوضح كيفية تفعيل هذه المنظومة، بل اكتفى بإعلان النظام فقط ما يجعلنا ندخل فى دوامة التساؤلات حول سيناريو يوم أبنائنا فى المدرسة.

وأيدتها الرأى «شادية. د» قائلة إنها تشعر بالقلق على أبنائها من هذا النظام، خاصة أن لديها أربعة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، مشيرة إلى أن اليوم الدراسى سيتحول إلى ماراثون الحصول على الوجبة الدراسية وبدلًا من أن يصبح تفكير التلميذ فى كيفية تحصيل دروسه فى الحصة، تصبح الوجبة المدرسية هى الشغل الشاغل له.

وأشار «أحمد. خ» إلى احتمالية وجود مشكلة أخرى لابد من أخذها فى الاعتبار وهى طابور الحصول على الوجبة المدرسية، مشيرًا إلى أن وقت الفسحة لا يكفى طابور التلاميذ، والوقت الذى سيستغرقونه للحصول على الوجبات خاصة إن كان السيستم الخاص بالماكينة غير مؤهل للتعامل مع هذا الضغط يوميًا.

وأضاف: «ده غير الخناقات اللى هتحصل بين التلاميذ يوميًا علشان أسبقية الوقوف أمام الماكينة.. والضغيف بينهم لن يكون له مكان».

وأيده الرأى «كمال.س» قائلًا إن التجربة ستكون مميزة إذا ضمنت الوزارة لأولياء الأمور آلية التنفيذ على أرض الواقع، وتنظيم عملية التوزيع على التلاميذ فى الفسحة، حتى لا يتحول الملعب إلى حلبة صراع بين التلاميذ، قائلاً: «لو مفيش تنظيم كل يوم هتحصل مشكلات سواء بين التلاميذ مع بعض أو بين أولياء الأمور وإدارة المدارس بسبب الوجبة».

من جانبه، قال أسامة عبدالعال، مدير إدارة ساحل سليم التعليمية بمحافظة أسيوط، إن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم يسعى جاهدًا من أجل تطوير العملية التعليمية ويسعى بخطى سريعة نحو آلية النظام الرقمى.

وأضاف «عبدالعال» أن النظام الجديد الذى أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم بشأن توزيع الوجبات المدرسية على التلاميذ بنظام الكارت الذكى خير دليل على فكره المُستنير نحو تطوير المنظومة، مشيرًا إلى أنه من مميزات هذا النظام وصول الوجبات المدرسية للمُستحقين فقط عن طريق حصر عدد الطلاب المُتواجدين فى المدرسة خلال اليوم الدراسى، وبالتالى لن يتمكن أى فرد آخر من الحصول على وجبات غير مستحقة.

وأشار مدير إدارة ساحل سليم، إلى أن الشفافية ستكون أساس التعامل مع الطلاب فى توزيع الوجبات مع منظومة الكارت الذكى خاصة أن هناك الكثير من التجاوزات كانت تحدث فى بعض الإدارات بسبب قيام بعض الأفراد بإثبات حضور التلاميذ على الورق للحصول على وجباتهم.

وأوضح «عبدالعال» أن توزيع الوجبات المدرسية بنظام الكارت الذكى يؤهل التلاميذ للتعامل الرقمى من خلال الماكينات الذكية.

وتابع: لكل تجربة جديدة تحديات عديدة، منها ضرورة توافر الماكينات الخاصة بصرف الوجبات المدرسية فى كل مدرسة، حتى لا يكونوا مُجبرين على الاستعانة بالمدارس الأخرى حال عدم توافرها مما يعطل سير العملية التعليمية، فضلاً عن التكدس الطلابى الذى سيحدث، كما أن هناك تحديًا آخر وهو احتمالية انقطاع التيار الكهربائى حال حدوث عطل أو اشكالية فى المنطقة.

وتساءل «عبدالعال»: هل السيستم الخاص بالمكينات الخاصة لصرف الوجبات سيكون على مستوى عالٍ؟، خاصة أن الإقبال على استخدامه سيكون كبيرًا ويوميًا مما يعرضه لمشكلات تقنية، وبالتالى سيحرم التلاميذ من الوجبات المدرسية، فضلاً عن الحاجة إلى التدريب على هذه الماكينات من الأساس سواء للمدرسين أو الإداريين أو التلاميذ.

إشكالية أخرى أشار إليها مدير الإدارة التعليمية، وهى ثقافة المجتمع، فهذه المنظومة الجديدة قد لا يتأقلم عليها التلاميذ بشكل سريع، ومنها أن يفقد التلميذ الكارت الخاص به مما يتسبب فى إشكاليات مع إدارة المدرسة والمديرية تارة، ومشكلات بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة تارة أخرى للمطالبة باستخراج كارت جديد.

الدكتور وائل عبدالله، الخبير فى جودة التعليم أكد أن ملف تطوير منظومة التغذية المدرسية الذى تقوم الحكومة بدراسة آلية تطبيقه هذه الأيام يُعد من أهم الملفات المطروحة حالياً فيما يخص طلاب المدارس؛ مشيرًا إلى أن تقديم وجبة غذائية مدرسية صحية للطلاب ليس له مردود كبير على مستوى التحصيل الدراسى فقط؛ بل يعد واحدًا من الأسباب الكبيرة التى تعمل على إعادة إقبال الطلاب على المدارس مرة أخرى، ذلك الإقبال الذى قل كثيرًا فى الفترة الماضية، وأصبح شبه منعدم نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد.

وأضاف أن الجهود التى تبذلها الحكومة فى الربط بين المبادرات الرئاسية مثل: مبادرة علاج أمراض سوء التغذية لأطفال المدارس ومقاومة الأنيميا والتقزم، ومبادرة 100 مليون صحة، والاستفادة بنتائج هذه المبادرات فى علاج مشكلات المجتمع؛ وخاصة التعليمية منها، يعد تطبيقًا لأهم معايير الجودة العالمية

فى مجال التعليم؛ حيث أسفر هذا التنسيق بين القطاعات المختلفة عن ثمار كثيرة كان أول المستفيدين منها طلاب المدارس من خلال الاهتمام بالبنية الجسدية للطفل وتقديم وجبات متنوعة تحتوى على عناصر غذائية متكاملة للطلاب كل حسب حالته الصحية.

وأشاد «عبدالله» بقرار الحكومة بشأن توزيع الوجبات المدرسية عن طريق الكارت الذكى بداية من العام الدراسى المقبل، مؤكدًا أنها تُدخِل منظومة التغذية المدرسية مسار التحول الرقمى الذى تنتهجه الحكومة.

ودعا «وائل» الحكومة إلى تعظيم عملية الاستفادة من منظومة الكارت الذكى، وليس استخدامه فى توزيع الوجبات فقط؛ أى يصبح الكارت الذكى منظومة رقمية طلابية متكاملة؛ حيث يطالب بربط هذا الكارت بأمور عدة، منها: نظام تأمين صحى شامل لطلاب المدارس يسمح لهم بالفحص الطبى والمتابعة فى جميع مستشفيات الدولة عند إظهار هذا الكارت لتدوين التقارير الطبية عليه، وإنشاء عيادة مدرسية يزورها الطالب أسبوعيًا أثناء الدراسة ويدون ذلك على منظومة الكارت الذكى.

كما طالب بربط الكارت الذكى بنظام الحضور والغياب، والمشاركة فى الأنشطة المدرسية، وربطه كذلك بسجل الطالب التعليمى عند التحاقه بمراحل التعليم الأولى، وتدوين مستواه العلمى ومدى التقدم أو التعثر من الناحية التحصيلية والتفاعلية، وبأدائه للتكليفات والواجبات المدرسية.

وأضاف: بهذا الشكل يصبح الطالب كتابًا مفتوحًا أمام الخبراء، مما يمكن القائمين على العملية التعليمية من التنبؤ بسهولة بما يمكن أن يواجهه الطلاب من عقبات دراسية وتفاديها، أو مشكلات نفسية أو اجتماعية يمكن أن يتعرض لها فى المستقبل، والبحث عن حل مناسب لها. كما يتيح هذا الكارت الذكى معرفة ميول الطالب الدراسية وتوجيهها فى مسارها الصحيح؛ الأمر الذى يمكن القائمين على التعليم من الاستغلال الجيد لقدرات ومهارات الطلاب فى توفير الاحتياجات الأساسية للدولة المصرية، ووضعها فى مصاف الدول المتقدمة فى شتى المجالات.

وترى الدكتورة ولاء شبانة، خبيرة التربية وطرق التدريس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أوصى وزارتى الصحة والتعليم بضرورة إنشاء مشروع التغذية للمراحل الأولية من العمر، وأعلنت وزارة التعليم عن أنه من المقرر أن يتم توزيع الوجبات المدرسية بداية من العام المقبل بالكارت الذكى الأمر الذى سينهى مهزلة سرقة الوجبات المدرسية كما كان يحدث خلال السنوات الماضية.

وأضافت «شبانة» أن توزيع الوجبات عن طريق الكارت الذكى فكرة ذكية جدًا وبها يتم تدريب الطالب على التعامل الرقمى، وتحقيق العدالة فى الحصول على الوجبات، ولكن لابد من مواجهة أوجه القصور خلال عملية التنفيذ، مؤكدة أن الدولة تسعى جاهدة لتطوير العملية التعليمية من خلال خطط التنمية المستدامة، ولكن ينقصنا آلية التنفيذ والتفعيل على أرض الواقع والمتابعة.

وأشارت خبيرة التربية وطرق التدريس إلى أنه من ضمن التحديات التى ستواجه التجربة:عدم كفاية وقت الراحة فى توزيع الوجبات المدرسية، ولهذا لابد أن تعلن وزارة التعليم عن استراتيجية التعامل مع التجربة، خاصة أن هذا المشروع سيكلف الدولة قرابة 8 مليارات جنيه سنويًا، ولهذا لابد أن تكون آلية التنفيذ واضحة حتى لا تهدر الأموال.

وتساءلت: ما هى الخطط البديلة حال سقوط السستم خاصة وأن الوجبة المدرسية تمثل 25% من غذاء الطالب اليومى.

وأكدت خبيرة التربية والتدريس أن التلاميذ فى المرحلة الابتدائية ضمن الفئة العمرية الصغيرة وهنا تكون احتمالية ضياع الكروت منهم واردة وبشكل كبير، وقد يدخل أولياء الأمور فى دوامة استخراج الكارت من جديد أو خلافات بين إدارة المدارس وأولياء الأمور.

وترى الدكتورة إيمان عبدالله، استشارى علم النفس والعلاج الأسرى، أن توزيع الوجبات المدرسية عن طريق الكارت الذكى سيكون له مردود نفسى كبير وإيجابى على أبنائنا، حيث يجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسئولية.

وأضافت أنه مع تعود الطفل منذ نعومة أظافره على تحمل المسئولية سيكون بعد ذلك شخصية قيادية، بل سيكون أكثر التزامًا داخل منزله وفى حياته، ولهذا لابد من استغلال القنوات التعيلمية فى توعية أولياء الأمور والتلاميذ بمميزات استخدام الكارت الذكى.

وأشارت استشارى العلاج الأسرى إلى أن حصول التلميذ على الوجبة المدرسية من خلال الكارت يضمن له الحصول على وجبته، كما أوصت وزارة الصحة بالتعاون مع التعليم، خاصة أننا من الدول التى ينتشر بها مرض السرطان بصورة كبيرة، وهو غير وراثى، بل إن أحد أهم أسبابه هو تناول مأكولات ملوثة ومع مرور السنوات تظهر الأمراض الخطيرة وأهمها السرطان.