المدارس فى الكويت تعود إلى طبيعتها غداً
بخطى سريعة وثابتة تعود الكويت إلى الحياة الطبيعية بشكل كامل، وجاء قرار مجلس الوزراء الكويتى برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، بعودة الطلبة والطالبات إلى مدارسهم، اعتبارا من الغد الأحد ليؤكد على عودة الحياة الطبيعية الكويت. وقد أصدرت وزارة التربية تعميماً لجميع العاملين بالوزارة بشأن قرار مجلس الوزراء بعودة نظام الدوام الرسمى المعتاد فى كافة الجهات الحكومية اعتباراً من يوم غد الأحد.
خطة العودة
وقال الشيخ صباح الخالد خلال زيارته إلى مدينة صباح السالم الجامعية صباح الخميس حيث أجرى حواراً مفتوحاً مع أبنائه خريجى جامعة الكويت المتفوقين للعام الجامعى 2020/2021 إن «نحو مليار طالب وطالبة فى العالم لم يتمكنوا من مواصلة التعليم خلال جائحة كورونا لكن لله الحمد انتهى مجلس الوزراء فى اجتماعه يوم الأربعاء الماضى من خطة عودة المدارس للعام الدراسى الجديد واتخاذ قرارات بهذا الشأن». وأضاف رئيس مجلس الوزراء الكويتى قائلا إنه «كان أمامنا تحد كبير خلال جائحة كورونا تمثل بألا يفقد أبناؤنا الطلبة تحصيلهم العلمى. وقال لا بد لنا أن نرى متطلبات المستقبل.. وهناك خطط وبرامج لتنفيذها - هناك مشاريع حكومية ضخمة ستوفر فرصا وظيفية لأبنائنا الخريجين - مثل مدينة الحرير وميناء مبارك والمدينة الترفيهية والفرص الاسثمارية فى الجزر الصناعية لجسر الشيخ جابر ومشروع الوقود البيئى ومطار الكويت الجديد مؤكداً أن جميعها ستوفر فرصاً وظيفية للخريجين. وحول الأوضاع السياسية داخل أروقة مجلس الأمة قال الشيخ صباح الخالد: «لا يقلقكم التشنج فى العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة وأؤكد أنه بالإمكان معالجة جميع الأمور وفق قواعد ومرجعيات العمل السياسى».
دوام رسمى
وكانت وزارة التربية قد قررت إلغاء العمل بدليل سياسات وإجراءات وقواعد العودة التدريجية للعمل فى الجهات الحكومية مع ما يترتب على ذلك وإلغاء كافة حالات الإعفاء من العمل ولا يكون تغيب الموظف عن العمل الا فى حدود ما يصرح له من إجازات مقررة قانوناً. وإلغاء أنظمة الدوام المرنة ونظام التدوير والعودة إلى العمل بكامل قوة العمل الرسمية «100%». وإعادة ساعات الدوام الرسمى بواقع «7» ساعات باليوم على أن يبدأ الدوام الرسمى فى الساعة السابعة صباحاً وينتهى فى الساعة الثانية ظهراً. وأخيرا ضرورة التقيد بالاشتراطات الصحية والاحترازية التى قررتها السلطات الصحية المختصة.
من ناحية أخرى كشف وزير التربية د. على المضف، عن استمرار الدراسة فى المدارس الأجنبية وفق نظام «التعليم عن بعد» حتى تاريخ 26 سبتمبر. وأوضح الوزير المضف فى مؤتمر صحفى، أن المدارس الأجنبية ذات طبيعة مختلفة، حيث سيتم استمرار الدراسة بها وفق نظام «التعليم عن بعد» حتى تاريخ 26 سبتمبر على أن يكون تعليم الطلبة حضوريا بعد هذا التاريخ.
مخرجات التعليم
ومن جانبه أكد وزير النفط وزير التعليم العالى د. محمد الفارس، أن هناك توجهاً لتطوير أدوات إضافية لتنويع مخرجات التعليم لتلائم سوق العمل، سواء على مستوى إنشاء جامعات حكومية أو خاصة جديدة، لتفعيل منظومة البعثات الداخلية، ومن ثم خدمة سوق العمل بشكل أساسى. جاء ذلك فى مستهل فعاليات «منتدى التعليم الخليجى الافتراضى الثانى ما بعد جائحة كورونا»، الذى نظمه معهد المرأة للتنمية والسلام، تحت شعار «التعليم قاطرة التنمية»، واختتم الأربعاء الماضى عبر منصة «زووم». وقال
قرارات
وأشار إلى أن مجلس الوزراء اتخذ قرارات عدة بشأن التعليم منذ بدء الجائحة، آخرها توجيه المؤسسات التعليمية للاستعداد للعودة إلى الدراسة فى الجامعات والكليات اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل، ومواصلة التنسيق مع وزارة الصحة فى هذا الشأن.
من جانبها، اعتبرت المنسق العام للمنتدى رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام، كوثر الجوعان، فى كلمة مماثلة أن التعليم «بوابة التنمية الشاملة»، وأن كفاءة مخرجاته تعد رأس المال البشرى، الذى يستثمر لبناء الأوطان وتقدم المجتمعات، كما يعد أولوية فى المجتمعات المتقدمة، ويأتى فى قمة البناء الاستراتيجى للخطط التنموية.
تغير جوهرى
وبينت الجوعان أن هذا المنتدى فى نسخته الثانية يأتى استكمالاً لمبادرة المعهد لبحث قضايا التعليم لما بعد جائحة فيروس كورونا، حيث «عايشنا التغيّر الجوهرى فى التعليم خلال السنتين الماضيتين والتحول من التعليم التقليدى فى الفصول الدراسية إلى التعليم عن بُعد وما يحمله من أبعاد مختلفة وطموحات ومشكلات تم طرحها ومناقشتها على المستويات كافة». وأشارت إلى أن اللجنة التعليمية فى المعهد قامت بإعداد استبانة تقييمية للعملية التربوية والتعليمية خلال جائحة كورونا لاستطلاع الرأى حول التطلعات والمشكلات والطموحات لرصد المشكلات والخروج بتوصيات ومقترحات من أجل الوصول إلى نظام تعليمى متطور يواكب الدول الحديثة ويرتقى بالعملية التعليمية. وذكرت أن المنتدى الأول للتعليم عن بُعد، الذى عقد فى شهر أغسطس 2020، خرج بمجموعة توصيات، و«نحن الآن بصدد البحث عن الرؤى والتطلعات لما بعد الجائحة».
تحديات
بدورها، تناولت أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك، كلية التربية - جامعة الكويت، والنائبة السابقة د. سلوى الجسار، الفاقد التعليمى خلال جائحة كورونا: من التحديات إلى الحلول. وقالت: «نحن بحاجة إلى وسائل تساهم فى تعويض الفاقد التعليمى، وعلاجه، من خلال وضع خطط علاجيّة، تشمل التركيز على جوانب عدّة، وأهمّها: الإعلان فوراً عن خطة شاملة لعلاج الفاقد التعليمى، والتى يجب البدء بها فى شهر أغسطس قبل العودة إلى التعليم النظامى.