رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

احمد عبده ناشر يكتب :أنظمة الربيع العربي والمسؤولية الوطنية

بوابة الوفد الإلكترونية

إن الأمة العربية التي مرت بظروف صعبة ومآس وأزمات أدخلتها فيها الأنظمة السابقة العسكرية التي كلفت الخزائن العربية أموالاً طائلة على حساب التنمية وبناء البلدان والبنية التحتية ومصالح المواطن،

فتخلف في التعليم والصحة والإدارة وحتى صفقات الأسلحة الروسية وغيرها ضاعت في حروب كانت سبباً في ضياع سيناء وغزة والضفة والقدس في مغامرات فاشلة وضاعت خيرات الأمة وهربت خيرات وطاقات إلى الخارج ودب اليأس في قلوب الناس وجاءت ثورات الربيع العربي التي فرشت الأرض بالورد والأحلام ولكن هذه الثورات لم تفرق بين الحزب والدولة وهذه مهمة، فالحزب له أفكار وطموحات ونظرات مثالية تخص المنتمين إليه. أما الحكم فهو الوطن بكل نشأته بغض النظر عن انتماء وهويات الناس، الحكم شراكة واتفاق على مصلحة عامة ووفاق، ولابد إذا أردنا أن نصل إلى الهدف أن نقبل بالشراكة، أذكر عندما قامت ثورة السودان أو انقلاب البشير، ألتقيت مع وزير الداخلية السوداني الأسبق أحمد عبدالرحمن وهو من العقلاء وقلت له إن السودان لا يمكن حكمه من فئة واحدة، والأحزاب، والحزبان الوطني الاتحادي والأمة موجودان بالواقع سواءاعترفتم بهما أم لا؟ سواء أحببتموهما أم لا؟ وبغض النظر عن سلبياتهما وإيجابيتهما فهما موجودان على الواقع وجزء من تاريخ السودان، فلابد من إشراكهما في الحكم والتفاهم معهما. فكان الرجل حكيما ووافقني ومعه الدكتور الأمين عثمان وفعلا قابلت وزير خارجية السودان حالياً وعرضت عليه الفكرة في الاعتراف الحقيقي وكذلك كتبت رسالة للرئيس عمر البشير أنصحه فيها بأن  الوضع في السودان يقتضي المصالحة والمشاركة بالعمل الجماعي لأن السودان يحتاج إلى تعاون جماعي قومي لحماية البلاد من أجل المصلحة العليا، وللأسف لم أتسلم رداً وكذلك غيري.
وفي الثورة المصرية توقعنا أن يشارك الكل بما فيها الأحزاب التي اضطهدت في العهود السابقة وعلى رأسها حزب الوفد وجميع القوى الوطنية التي ساهمت في قيام الثورة والسعي لمصالحة وطنية شاملة.
وكذلك موقف مصري صريح من القضايا الإقليمية والمخاطر التي تهدد المنطقة وخطر التدخلات الإيرانية التي انكشف أمرها بسوريا وانفضحت، كنا نتوقع رسالة صريحة لإيران من مصر وقيادتها بعد أن عرف العالم كله ماذا يجري ودور إيران الخطير في اليمن وسوريا والصومال وكارثة العراق وكنا نتوقع موقفاً متعاطفاً مع شعب العراق المنكوب وكذلك ما انتظرناه من حزب النهضة بتونس وموقف صريح من الجماعات المتطرفة، لابد أن يكون هناك موقف صريح لمصلحة الأمة، أما الهمسات الخانقة المترددة فذلك مرفوض من كل مسلم يغار على دينه وأمته.
الحقيقة هناك ملفات عالقة يجب أن يثبت قادة الربيع موقفهم منها بصراحة ليعبروا عن هموم الأمة ومصالحها ويمارسوا مسؤولية الدولة وليقولوا لهذه الأمة إنهم أفضل ممن سبقوهم قبل أن يخسروا وتحسب هذه التجربة وتؤدي لإحباط ويأس المسؤولين ليست بالشكل السهل وأصبحت الأمور واضحة وتحتاج لبيان صحيح، ففي اليمن رأينا الرئيس اليمني يصرح بتدخلات إيران ويوضحها وكنا نتوقع ذلك من اللقاء المشترك أن يرفض وجود دولة وسط الدولة والجماعات الإرهابية ويدعو لتكتل وطني لسيادة الدولة وبسط سيطرتها على أراضيها والدفاع عن الدماء المسالة وانتهاك سيادة الدولة ومعاقبة المجرمين

وإعادة الدبلوماسية المختفية ويأخذ بحق المظلومين الذين شردوا وسفكت دماؤهم ومن ضحايا جرائم جعار ابين ولودر ومن ضحايا العنف والإرهاب الطائفي العنصري الممول من دولة معادية للعرب.
لا أدري أسباب هذا الصمت وكذلك الصمت عن الجماعات الإرهابية في الصومال التي دمرت بلداً إسلامياً ودور الدولة التي تعدد السلاح والموت والقتل.
أما العراق الدامي الذي انتهت دولته وتشرد فيه الملايين وتحول إلى جحيم في ظل الاحتلال الجديد بعد أن سلمته الدول الغربية على طبق من ذهب لدولة الجوار التي طالما حلمت بذلك سنوات وبدأت في الفتنة العنصرية والطائفية وسفكت الدماء وكذلك سوريا الجريحة التي أصبحت تحكم من قبل الحرس الثوري الذين يمارسون التعذيب والقنص والقتل وتلك الملايين التي تدفع للنظام السوري والأسلحة لقتل شعب كامل في ظل حرب عنصرية طائفية ورغم أن المقاومة السورية اعتقلت مرات عدداً من هؤلاء وأبرزت هوياتهم إلا أن ذلك لم يصل إلى مسامع الحكام الجدد لدول الربيع العربي التي لم تقرر بعد موقفاً واضحاً رغم الغزو الفكري ومحاولة شق المجتمع في مصر وتونس واليمن وغيرها إلا أننا لم نسمع دفاعاً وموقفاً حازماً للأمن والسلم الوطني ووحدة وسيادة البلاد.
الأمر لا يحتاج إلى شرح، الأمر يحتاج إلى موقف شجاع وحسم وقرار يثبت فيه قادة الربيع أنهم ليسوا حزبيين وإنما هم وطنيون وتهمهم بلادهم أكثر من غيرهم، وأن الوطن أولاً ومصلحة الأمة أولاً، فهل هناك من وعي؟ لأن النتيجة ستكون وخيمة وقد تقود المنطقة لحروب أهلية وتمزق إلى كيانات وفتن ضمن الأجندة التي تلعبها إيران مع الولايات المتحدة ودول الغرب لتحقيق المصالحة المشتركة وسبحان الله الذي فضح هؤلاء، من الجماعات الإرهابية إلى الجماعات الطائفية، وكنا نتوقع رفض إثارة الأقليات والمذاهب والسعي لجر المنطقة إلى حرب إقليمية إلا أن الأصوات المهمة الخانقة تعتبر غير مقبولة وقد تؤدي بالمنطقة لدوامة وثأر أولى ضحاياها قيادات الربيع نفسها التي ستدفع ثمناً باهظاً يحقق للأنظمة الفاسدة التي ذهبت أعز أحلامها وتعيد لها الدم والروح في عروقها.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية