ارتفاع جنوني في أسعار دواجن سوهاج والسر في العلف والردة

تشهد أسواق محافظة سوهاج ارتفاعاً جنونياً في أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة، حيث وصل سعر كيلو الدجاج الحي إلي 45 جنيها للمستهلك، الأمر الذي جعل المواطن البسيط ومحدود الدخل في حيرة بإعتبار أن الدواجن هي البديل الأساسي له عن اللحوم الحمراء التي لا يقدر علي شرائها.

وأرجع المتخصصون أن سبب هذه الزيادة هي ارتفاع أسعار الأعلاف والردة، مع زيادة سعر الذرة الصفراء، وبعض المستلزمات الأخري.

وهناك توقعات تشير بارتفاعات أخرى في أسعار الدواجن خلال الفترة القادمة، بسبب دخول فصل الصيف، وارتفاع موجة الحر، مما يؤدي إلى نفوق أعداد هائلة من الفراخ، فيقل العرض مقارنة بالطلب، وأيضاً مع أقتراب شهر رمضان الكريم يزداد الطلب على الدواجن مما سيرفع من سعرها.

وكانت الحكومة قد اتخذت قرارات حاسمة في محاولة لإنقاذ صناعة الدواجن بالمحافظات،‏ من أجل استعادة السيطرة علي أسعار بيع الطيور التي تكبد الكثير من الأسر معاناة مع عدم استقرارها وارتفاعها المستمر، وأمام إصرار بعض التجار تحمل المواطن فاتورة ارتفاع تكلفة العلف وخلافه من مشتملات الدواجن‏.

ورغم الحملات التي إنطلقت في الآونة الأخيرة على صفحات التواصل الإجتماعي بمقاطعة اللحوم والطيور، وقيام القوات المسلحة بعمل معارض للسلع الغذائية بأسعار مخفضة، إلا أن المواطن البسيط الذي انهكته الزيادات المهولة والمبالغ فيها في كل السلع الغذائية بلا استثناء وخاصة اللحوم والطيور، ينتظر بدء تفعيل قانون تنظيم تداول الدواجن الحية في الأسواق، القانون الذي ينحاز للفقراء ومحدودي الدخل، في حين أعلن عدداً كبيراً من التجار والمربين عن تسبب تفعيل القانون في تكبيدهم خسائر فادحة.

يقول حمدي محمود عامل سعر كيلو الدواجن وصل إلى 45 جنيهاً فكيف لي أن أدفع ثمن دجاجة واحدة لا تكفي نصف أولادي، لأن ثمن أقل دجاجة يصل إلي 70 جنيهاً وأكثر، وأضاف إذا أردت أن أطعم كل أولادي علي أن احضر دجاجتين ب150 جنيها علي الأقل بجانب مشتملات الوجبة من الخضار، وهو أمر صعب في ظل ظروف المعيشية الطاحنة.

ويقول محمد عبد الموجود حاصل على دبلوم، مع الأرتفاع الجنوني لأسعار الدواجن اضطررت أن أشتري الدجاج المجمد بالمجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين، وفوجئت أن أسعارها ارتفعت هي الأخري فكيلو الدجاج المجمد بـ40 جنيها والدجاجة تباع بـ48 جنيها ولعدم وجود الرقابة، فإن أصحاب محلات الطيور يرفعون الأسعار حسب مزاجهم.

وقال أحد أصحاب محلات بيع الطيور، إن تاجر الجملة هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، حيث يتحكم في السعر الذي يبيع لنا به، وبالتالي نضطر إلي رفع السعر علي المستهلك لتحقيق هامش ربح، بالإضافة إلى نفوق كميات من الطيور أثناء نقلها خاصة ونحن على مشارف فصل الصيف مما

يضطرنا أيضاً إلى رفع الأسعار حتى لا نتكلم الخسائر.

ويقول عادل نظير أحد المربين، إن سبب ارتفاع أسعار الدواجن يرجع لارتفاع أسعار الأعلاف، بنسبة وصلت لأكثر من50% ، حيث وصل سعر العلف إلي أكثر من7000 جنيه للطن فضلا عن انتشار الأمراض التي تتسبب في نفوق أعداد كبيرة من الكتاكيت التي لاتتحمل الأمراض وأن الكتكوت عمر يوم يباع الآن بـ10 جنيهات، وبالتالي هو سعر مغالى فيه لقلة المعروض مما يضطر المربي لرفع سعر كيلو الدجاج بالمزرعة إلى 33 جنيهاً، وهو سعر لا يحقق مكسباً لأنه مرتبط بالأدوية، والأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأيدي العاملة.

وقال بطرس رزق أحد المربين، إن كل زيادة الفروق في الأسعار يتحملها المربي والمستهلكن هذا بخلاف ارتفاع سعر الذرة الصفراء والتي يتم استيرادها والفول الصويا الذي ارتفع سعره إلي 7000 جنيه للطن، وارتفاع سعر الردة التي ارتفع سعرها بعد تحرير سعر الدقيق فأصبح يتحكم فيها مافيا السوق السوداء، هذا بخلاف الارتفاع الجنوني في سعر الأعلاف والتي يتم استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى إرتفاع سعر طن المركزات الذي تعدى الـ10 آلاف جنيه.

ويقول كمال حشمت تاجر طيور،  إنه بعد تداول الأخبار التي انتشرت بشأن قرار حظر نقل الطيور الحية وفتح باب الأستيراد للدواجن المجمدة، والتي تنتشر بغزارة في الأسواق ويتم الاعتماد عليها بجانب الطيور الحية، ونتمني أن يسهم هذا القرار في زيادة المعروض منها، وتلبية احتياجات المواطنين، ومن ثم هبوط أسعارها والتي وصلت إلي حد الجنون بعدما وصل سعر كيلو الدواجن إلي ما يزيد علي 45 جنيها وهو أمر يفوق طاقة الجميع خاصة وأن أقل أسرة تتكلف في الوجبة طبقا للأسعار الحالية ما يزيد علي مائتي جنيه.